ميدان روكسى هو أحدث المواليد الجدد فى عائلة ثورات الميادين المصرية، حيث انضم الميدان إلى القائمة ولكن بهدف التعبير عن مطلب آخر بعيدا عن تأييد أو معارضة مبارك، وهو تأييد بقاء المجلس العسكرى، وأطلق منظمو المظاهرات على أنفسهم "الأغلبية الصامتة.. صوت الشارع المصرى"، ودعوا إلى مظاهرة، لتأكيد تأييد بقاء المجلس العسكرى فى إدارة الفترة الانتقالية التى تمر بها البلاد. ولكن البعض يعتبر متظاهرى روكسى الأقرب لمتظاهرى ميدان مصطفى محمود، نظرا لرفضهم ما أسموه سياسية التشفى والإهانة والمحاكمات الصورية التى تعقد ضد رموز النظام السابق بميدان التحرير، فضلا عن مطالبتهم فى وقفة احتجاجية سابقة بعودة الحياة إلى طبيعتها وإخلاء ميدان التحرير من المتظاهرين. الملاحظ أنه لم يضع أى من المؤيدين أو المعارضين للنظام السابق، فى اعتبارهم أنه سيأتى اليوم الذى سيعرف فيه توجهات كل فريق منهم بالمكان الذى يقف فيه، إلا أن ثورة 25 يناير وما أنتجته من حراك سياسى داخل المجتمع المصرى.. خلقت ظاهرة جديدة علينا جعلتنا نستطيع التعرف على موقف كل مجموعة من المتظاهرين لمجرد تظاهرهم فى أحد الميادين. فميدان مصطفى محمود الذى شهد البذرة الأولى لانطلاق الثورة يوم 25 يناير، بالتزامن مع عدد من المساجد فى شتى الجمهورية، وبالتحديد الساعة الثانية ظهراً، تحول بأكمله إلى جمرة نار انطلقت فيها مسيرات ضد نظام مبارك، ولكن لم تمض سوى أيام قليلة على هذه الحال حتى انقلب الميدان على عقبيه، ليصبح رمزا لمؤيدى مبارك ومنبرا لهم ضد ميدان التحرير الذى اتخذه الثوار مقرا لاعتصامهم. ميدان مصطفى محمود شهد 12 مظاهرة ووقفة احتجاجية مؤيدة للرئيس السابق وأسرته وتطالب بعدم محاكمته وتكريمه، وشارك فيها عدد من الفنانين ولاعبى كورة القدم وعدد من السياسيين، منهم المستشار مرتضى منصور وحسن شحاتة وأشرف زكى نقيب الممثلين السابق، وأطلقوا عددا من الأسماء على مظاهراتهم "كجمعة الوفاء الأولى يوم 18 فبراير والتى تزامنت مع جمعة الانتصار التى نظمها الثوار فى ميدان التحرير إبان تنحى مبارك عن الحكم، كما نظموا جمعة الوفاء الثانية بعدها بأسبوع، ومظاهرات حب و تأييد، بل والاحتفال بعيد ميلاد الرئيس السابق، حيث أحضروا تورتة وشموعا كنوع من رد الجميل له، رافعين شعار "احنا آسفين ياريس.. والشعب يريد عودة الرئيس" فيما نظم مؤيدو مبارك أربعة وقفات احتجاجية للمطالبة بعودة أحمد شفيق رئيسا للوزراء بدلا من الدكتور عصام شرف، مع مطالبة شفيق بالترشح لرئاسة الجمهورية. ووسط تلك المظاهرات المؤيدة كانت هناك مظاهرات معارضة لمبارك وحكمه، كتلك المظاهرة التى نظمتها مجموعة من السيدات أمام مسجد مصطفى محمود، ورفعن خلالها لافتات تطالب برحيل الرئيس مبارك، وبمحاكمة حبيب العادلى وزير الداخلية، إلا أن عددا من البلطجية حاولوا الاعتداء عليهن لمنعهن من التظاهر فى هذا المكان، كما نظم ما يقرب من 500 متظاهر مسيرة فى أول أبريل الماضى تطالب باسترداد الأموال المهربة ومحاكمة باقى رجال مبارك. أما ميدان التحرير والذى يطلق عليه البعض "ميدان الثورة"، فيعد هو الأشهر على الإطلاق نظرا للمكانة التى احتلها الميدان أثناء أحداث الثورة وبالتحديد بعد يوم جمعة الغضب التى شهدت انطلاق المظاهرات المليونية والتى شارك فيها الثوار من شتى محافظات مصر، ويمكن القول إنه لم تشهد مصر مظاهرات مليونية بقدر تلك المظاهرات التى حدثت فى هذا الميدان، والتى بدأت بالدعوة لتنظيمها لمدة ثلاثة أيام فى الأسبوع وهى الأحد والثلاثاء والجمعة. وارتبطت المظاهرات المليونية بأسماء عديدة تعبر عن الحالة السائدة فى المجتمع، منها على سبيل المثال جمعة الرحيل وجمعة الانتصار يوم 18 فبراير الماضى، ولعل آخر تلك المليونيات التى شارك فيها عدد كبير من المتظاهرين هى تلك التى تمت يوم الجمعة قبل الماضى تحت اسم الوحدة الوطنية ودعم القضية الفلسطينية.