توجه كل من نائب رئيس الحكومة الأسبانية الفريدو بيريز روبالكابا ووزيرة الدفاع كارمى تشاكون الآن إلى مدينة "لوركا" التى شهدت زلزالا قويا بقوة 5.4 درجة بمقياس ريختر مساء أمس الأربعاء لتفقد الوضع الحالى، وذلك بعد اجتماعهما فى صباح اليوم مع رئيس الحكومة الأسبانية خوسيه رودريجز ثباتيرو حول هذا الزلزال الذى لم تشهد مثله أسبانيا منذ 1956. وأشارت صحيفة إيه بى سى الأسبانية إلى أن من نتائج هذا الزلزال أنه توقفت حملة انتخابات الأحزاب البرلمانية التى تجرى بين ثباتيرو ورئيس الحزب الشعبى ماريانو راخوى بعد الزلزال، مشيرة إلى أن راخوى أجرى مكالمة هاتفية فى صباح اليوم لثباتيرو يبلغه فيها أنه سيتوجه غدا إلى لوركا لتفقد الوضع. ومن ناحية آخرى فقد أكد عمدة لوركا "فرانسيسكو خودار" لصحيفة الباييس الأسبانية أن طواقم البنية التحتية لتقييم الأضرار التى أسفر عنها الزلزال تعمل بالفعل الآن، مشددا على أهمية أن يكون نتيجة هذا التقييم "سريع جدا"، مضيفا "الناس فى الشوارع، ونحن نعد لهم أماكن لتمضية الليل، بالإضافة إلى أننا دعونا المراكز التجارية لتأمين الماء والطعام والبطانيات وأن الأضرار لحقت جميع أنحاء المدينة"، مشيرا إلى أنه لا يتوقع مزيدا من الوفيات التى وصلت حتى الآن إلى 8 أشخاص بينهم امرأتان حبليان، وتم نقل 167 جريحا من بينهم ثلاثة فى حالة الخطر إلى المستشفى، أما عدد الأشخاص دون مآوى فى ارتفاع مستمر ومن المتوقع أن يصل عددهم بعد ظهر اليوم إلى 30.000 شخص. أما مدير هيئة الزلزال فى اسبانيا إميليو كارينو فقد أكد أن منطقة مورسيا المحاذية للبحر المتوسط "من المناطق التى يعتبر فيها خطر وقوع زلزال عاليا"، مضيفا أنه من الطبيعى أن تسجل مثل هذه القوة لكننا لم نعد معتادين على زلزال بهذه القوة فى المنطقة". وأكدت الصحيفة أن ربالكابا أمر بنشر وحدات طوارئ عسكرية فى مدينة لوركا ،ويوجد الآن 420 من القوات العسكرية و147 سيارة و3 طائرات هليكوبتر، وتعمل هذه القوات على إزالة الحطام والبحث عن الضحايا والمصابين، كما أقام الصليب الأحمر ثلاثة مستشفيات، وتم إجلاء 10.000 شخص فى المدينة البالغ عدد سكانها 92700 نسمة على بعد 70 كم جنوب غرب مورسيا. ووفقا لوكالة أوروبا بريس فقد أنشأ الأسبان "جروبين" على الموقع الاجتماعى الفيس بوك لدعم المتضررين من زلزال لوركا، حتى وصل عدد الزائرين للمجموعة الأولى إلى 2053 أسبانيا والأخرى 252 شخصاً، فضلا عن موقع تويتر الاجتماعى الذى زاد عدد زائريه الأسبان بعد الزلزال. وأشارت الوكالة إلى أن سجل المركز الأوروبى لرصد الزلازل أكد أن قارة أوروبا شهدت 43 زلزال فى 24 ساعة. والجدير بالذكر أن أسبانيا لم تشهد زلزال عنيف أسفر عن عدد من الضحايا منذ 1956 عندما وقع زلزال أدى إلى مقتل 12 شخصا وإصابة أكثر من 70 فى مدينة غرناطة.
