الدكتور صلاح محمود رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أدى واجبة بكفاءة ومهارة، وهذا أمر عادي؟ الحقيقة أنه ليس عاديا في بلد يحكمها موظفون لدى الرئيس فاقدي المهارة والعقل والقلب، فقد كشف الأكاذيب التي حاول المسئولين ترويجها في بداية الكارثة، وهو أن ما حدث مفاجأة أو قضاء وقدر كما قال ببجاحة وزير الإسكان الحالي، فالمعهد أعد عدة دراسات منذ سنوات، أكدت أن صخور هضبة المقطم تنذر بالانهيار فى أى وقت، وحذرت من وجود تجمعات سكانية حول الهضبة. التقرير تم ارساله الى المسئولين لكن لم يستجب إليه احد، والنتيجة كانت انهيار الجبل وإزهاق ارواح العشرات من الابرياء كان يمكن إنقاذهم إذا قام السادة المسئولين بواجبهم، ولو كان هؤلاء يقومون بعملهم بكفاءة مثل الدكتور محمود ما شهدت البلد كل هذه الكوارث. والحقيقة أن مثل هذه الجهات يتم الإنفاق عليها من أموال دافعي الضرائب من اجل هذا الهدف، وهي في الحقيقة كما أكدت كارثة الدويقة تقوم بواجبها وتصدر التقارير، ولكنها للأسف تقارير سرية لا يعرف الرأي العام عنها شيئا، بل يتم إرسالها إلى الجهات الحكومية، ويقوم المسئولين فيها بإعدام كل هذا الجهد في إدراجهم. والحل هو أن يتم إرسال هذه التقارير والأبحاث إلى وسائل الإعلام والى الجهات الرقابية مثل مجلسي الشعب والشورى وللأحزاب ومنظمات المجتمع المدني حتى يستطيع الرأي العام إجبار هؤلاء الموظفين على أداء واجبهم وإذا لم يفعلوا يحاسبهم. وبهذه الطريقة يمكن أن نتجنب كثير من هذه الكوارث التي تؤدي إلى ضياع أرواح أبرياء والى خراب اقتصادي مروع لا يدفع السادة المسئولين ثمنه ولكن يدفعه هذا الشعب من دمه ومن عرقه.