لم أفرح كثيراً بالخبر الذى نشره زميلى العزيز حاتم سالم فى موقع اليوم السابع، وهو عن اللجنة التى تم تشكيلها لتنقيح كتب التاريخ فى المرحلتين الابتدائية والإعدادية، وقررت إضافة الفريق سعد الشاذلى رئيس أركان حرب القوات المسلحة فى حرب أكتوبر، واللواء محمد نجيب وهو بالمناسبة أول رئيس جمهورية لبلدنا. لماذا؟ لأنها لجنة تسيطر عليها وزارة التعليم، يعنى الحكومة الحالية، وهى تنفذ اليوم ما تريده الحكومة الحالية، وليست هناك ضمانة بألا تفعل أى حكومة قادمة عكس ما قررته اللجنة الحالية الموقرة، وليس هناك ضمانة بأنه "آخر تعديل فى دماغنا" ودعنى أذكرك بما فعله الرئيس عبد الناصر وحكوماته فيما يخص الرئيس محمد نجيب والملك فاروق، بل وكل أسرة محمد على، لقد وصل الأمر إلى محو صورة الملك فاروق من أفلأم السينما. ولعلك تذكر ما فعله الرئيس السادات فى الرئيس عبد الناصر، وما فعله الرئيس مبارك بتعظيم دوره، فتصبح حرب أكتوبر وكأنها فقط الضربة الجوية، وكأن الضربة الجوية "طلع بيها مبارك وحده" . إذن ما هو الحل؟ أظن أنه إسناد مثل هذه المسائل المهمة المتعلقة بالتاريخ إلى مؤسسة أهلية مثل الجمعية التاريخية ويمكن أن تتعاون معها لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة، بحيث تكون قراراتها ملزمة وتنفذها وزارة التعليم. وبالمثل ليس المهم فقط إلغاء اسم الرئيس السابق والسيدة زوجته من كل مكان فى مصر، بل تشريع قانونى يحرم على أى وضع اسم أى رئيس أو مسئول حالى على أى شىء فى البلد، لأنه بدون شك يحمل شبهة نفاق رخيص، ولابد أن تتولى مثل هذه الأمور مؤسسات أهلية لا علاقة لها بأى حكومة، حتى لو كانت حكومة من الملائكة. أليس كذلك؟
