فيما كشف وزير خارجية اليونان عن خطة أوربية شاملة لمساعدة الوضع الاقتصادى فى مصر، قال الدكتور نبيل العربى وزير الخارجية: "إن مصر تعانى فى المرحلة الحالية أزمة اقتصادية نعرفها جميعا، وتحتاج للمساعدة من بعض الأجهزة الدولية، وبالأخص من الاتحاد الأوروبى، واليونان عرضت المساعدة، لأنها قريبة جدا من مصر، و مستعدة لتقديم كل أنواع المساعدات"، موضحا أن الدولتين سوف يستمران فى التعاون الوثيق فى جميع المجالات. وكان العربى قد عقد جلسة مباحثات مع نظيره اليونانى ديمتريس دراوتساس، أعقبت لقاء الوزير اليونانى مع الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء، وقال العربى: "إن الحديث دار حول تدعيم العلاقات بين البلدين، اللذين تتمتعان بعلاقات صداقة قوية وقديمة، فعلى مدى التاريخ كان لليونان فضل كبير فى تقدم أمور كثيرة بمصر على مدى سنوات طويلة، ونحن نشكرها على ذلك، كما نشكرها أيضا للمساعدة فى نقل المصريين الذين كانوا فى ليبيا، وإعادتهم لمصر على متن السفن اليونانية". من جانبه قدم وزير الخارجية اليونانى الشكر لوزير الخارجية نبيل العربى، على حسن الضيافة، مؤكدا أن اللقاء كان هاما ومفيدا، حيث تم مناقشة القضايا الدولية، والإقليمية وسبل الاستمرار فى تقوية العلاقات القوية بين البلدين فى المستقبل، مشيرا إلى أن مصر واليونان أحد أهم الشركاء، كما أن الشعبين يتمتعان بعلاقات وطيدة جدا، وأبرز مثال الجالية اليونانية الكبيرة التى عاشت بالإسكنديرية، فضلا عن الاستثمارات الكبيرة بين البلدين . وقال ديمتريس دراوتساس: "إن اليونان تدعم الإصلاحات التى تقوم بها مصر فى الوقت الحالى، ونعرف تماما أن هذه الإصلاحات لن تكون سهلة، وستحتاج إلى بذل جهود كبيرة، ونحن ندعمها ونقف وراءها، ونحن كشعب اليونان نؤمن كثيرا بقوة الشعب المصرى، الذى يعلم طريقه ومساره نحو الإصلاح، وما من أحد يستطيع أن يملى عليه كيفية السير على هذا المسار، ولكن اليونان ستظل داعمة ومساندة لمصر على هذا المسار" . وردا على سؤال حول الكيفية التى ستساعد بها اليونان الإصلاحات الجارية فى مصر، قال وزير خارجية اليونان: "إن كلمة مساعدة ليست هى الكلمة المناسبة للحديث عن الدعم اليونانى لمصر، فنحن ندعم مصر فى هذه المرحلة التى تشهد فيها مرحلة من التحولات، وندعم مصلحة هذا الإقليم التى تصب فى مصلحة الاتحاد الأوربى، ولذلك فإن الكلمة المناسبة فى هذا السياق هى الاستثمار، الذى سيعود بالنفع أيضا على الاتحاد الاوربى، وعلى هذه المنطقة، لأن الأمن والنمو الاقتصادى لهذه المنطقة لن يؤتى ثماره للمنطقة بحسب، وإنما سيعود بالنفع أيضا على الاتحاد الأوربى، واليونان بوصفها دولة انضمت قريبا للاتحاد الأوربى، وستكون أشبه بالجسر الذى يساعد مصر فى هذا المضمار، ولذلك ستقف إلى جانب مصر" . وأضاف، أنه فى الماضى كان هناك حديث عن خطة أوربية شاملة لهذه المنطقة، لكنى لن أسميها مساعدة وإنما استثمارا . من جانبه قال العربى إن اليونان نفسها مرت بذات المرحلة التاريخية التى تمر بها مصر، وتحديدا عام 1974، حيث تحولت إلى الديمقراطية، ونحن من جانبنا مستعدون لتبادل الخبرات مع الاتحاد الاوربى فى ظل الخطة الاوربية التى تحدث عنها ". وتطرق ديمتريس دراوتساس للأزمة الليبية، مؤكدا على أن العنف لن يؤدى الى الحل، مطالبا بالنظر إلى أمثلة أخرى فى المنطقة، تمر بمرحلة انتقالية مثل المغرب، حيث يؤدون الآن اصلاحات قوية . وردا على سؤال حول المؤتمر الذى ستستضيفه القاهرة فى 14 أبريل الجارى، لمناقشة الوضع فى ليبيا، وكيف تعامل الدولتين مع هذا المؤتمر، قال العربى: "إنه لا يوجد مؤتمر فى القاهرة حول القضية، وإنما سيكون هناك اجتماع تحضره الأممالمتحدة والاتحادان الأفريقى والأوروبى، ومنظمة المؤتمر الاسلامى، وجامعة الدول العربية، للحديث عن أمور خاصة بالجوانب الإنسانية فى ليبيا، وما أعلمه الآن أن الاتحاد الأفريقى أرسل وفدا للقاء العقيد معمر القذافى، لمناقشته فى بعض الأمور، ولم تصلنا حتى الآن نتائج هذه المناقشات" . من جانبه أكد العربى على ضرورة أن يتوقف القتال فى ليبيا، وقال إن هذا أمر ضرورى، مشيرا إلى أن أمن وسلامة واستقرار الأراضى الليبية هى أحد الأمور بالغة الأهمية بالنسبة لمصر . من جانبه قال وزير الخارجية اليونانى، إن بلاده أحد الدول المجاورة الهامة لليبيا، ونحن نتابع التطورات الحادثة فى هذا الموضوع، وعلى استعداد للمساعدة، مؤكدا على أن لليونان علاقات طويلة وعريقة مع كل العالم العربى، وهى على استعداد للعب دور فى التنمية الجارية فى المنطقة، كما أنها تهتم جدا بسلامة وأمن وأستقرار المنطقة، مؤكدا على ضرورة استمرار الجهد الخاص بليبيا، للوصول إلى حل سياسى، معتبرا أن هذا الأمر بالغ الأهمية بالنسبة لبلاده، وقال: "إن اليونان أرسلت مبعوثا خاصا إلى ليبيا، لمناقشة كل التطورات هناك. وأشار وزير خارجية اليونان إلى أنه خلال هذا الأسبوع، ستعقد عدة اجتماعات خاصة بالوضع فى ليبيا، فسيعقد غدا فى لوكسمبورج اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوربى، ثم يتبعه اجتماع فى الدوحة لمجموعة الاتصال المعنية بليبيا، سعيا إلى الوصول لحل سياسى فى ليبيا . وأكد الوزير الخارجية اليونانى على ضرورة احترام القرارات الصادرة عن مجلس الأمن، تجاه الوضع فى ليبيا، خاصة فيما يتعلق بالوقف الفورى لإطلاق النار لرفع المعاناة عن الشعب الليبى .