حذر الدكتور وحيد عبدالمجيد مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية من عدم تحقيق ثورة 25 ينايرمطالبها والوصول إلى نظام "النيولوك" للنظام القديم، مستشهدا بأن الثورات التى لا تتولى فيها قوى الثورة مقاليد الأمور فهى ثورات الديمقراطية والتى دائما ما يحدث فيها تجاور بين القديم من النظام الماضى والجديد من قوى الثورة. وقال خلال ورشة عمل مستقبل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية فى ظل ثورة 25 يناير، والتى نظمها المركز العربى لاستقلال القضاة والمحاماة إلى أن الخوف الكبير من حالة الانقسام التى طالت قوى الثورة حاليا ما بين تيارات دينية وقوى مدنية، أن هذا الانقسام جرى بسرعة كبير. وحذر عبد المجيد فى الوقت ذاته من الخلط بين جماعة الإخوان المسلمين وبين التيار السلفى، والذى أيضا يجب ألا نحكم عليه حكم واحد فهو ينقسم إلى أقسام مختلفة وهناك قوى سلفية ناضلت وكانت ضمن قوى الثورة وهناك تيار آخر كان ينسق مع الأمن ويؤتمر بأمره وحارب الثورة. وقال عبد المجيد، إن من الأسباب الرئيسية لثورة 25 يناير يعود إلى حالة من القهر والظلم الذى تعرض له المصريون على مدار أعوام وتحولت هذه الحالة من الفردية إلى الجمعية وبالتالى كان لابد من التوحد فمطلب الكرامة وهو الدافع الحقيقى للثورة، كما لعب التواصل الاجتماعى وتكنولوجيا الاتصال دورا كبيرا فى تجميع كل هؤلاء المصريين للخروج للثورة مطالبين بكرامتهم. وأكد أن المصريين قد تحملوا الاستبداد طويلا والتوحش من قبل جهاز مباحث أمن الدولة والذى قام على مدار 40 عاما الماضية بابتلاع الدولة وأصبح هو الدولة وصار يتدخل فى كل كبيرة وصغيرة فى حياة المواطنين وتعامل مع المصريين بعقلية استعبادية وصلف وغرور. وقال إن ما جرى أمس بمباراة الزمالك ربما يعود إلى الكبت الشديد الذى تعرض له المصريون حتى أنهم كانوا يحسون أنهم يعيشون خلف سجن كبير، قائلا: "فى رأى الشخصى أن هناك رفض عارم من قبل الألتراس الذى شارك بثورة 25 يناير ضد الأوضاع داخل أنديتهم والأوضاع المالية للاعبين يرون أنهم لا يستحقون كل هذه المخصصات المالية التى يتقاضونها وبالتالى فإننى أرى أنه للوقوف على الحقيقة الكاملة لابد من التوصل إلى المجموعة التى أزالت الحواجز الأولى الموجودة بين الملعب والمدرجات والباقين قد انساقوا خلفهم. من جانبه كشف الدكتور فؤاد رياض القاضى السابق بالمحكمة الجنائية الدولية وعضو المجلس القومى لحقوق الإنسان إلى أن الحكومة المصرية السابقة كانت تقوم بصناعة "أندر مان" وهو مواطن يتم "ركوبه ويساق" أسوة بما كانت تفعله إسرائيل مع مواطنى غزه، مضيفا أن مستقبل الإنسان المصرى ضائع فالتعليم متخلف والإنسان معرض للمرض والهموم التى تلاحقه فى حياته ومنامه. وحذر رياض فى الوقت ذاته من ثورة الجياع وهى الموجه الثانية من الثورة المصرية، والتى تجرى على مرحلتين الأولى هى حملة إلغاء العقول فنصبح ملحقين بالوهابية أو تتحول مصر إلى إحدى الدول المستعمرة لإحدى الدول المتخلفة.
