رغم التحذيرات التى وجهها مكتب مكافحة الإرهاب التابع لمجلس الوزراء الإسرائيلى أمس، السبت، للسياح الإسرائيليين بضرورة مغادرة سيناء فوراً، خشية تعرضهم لعملية خطف من قبل بدو سيناء، إلا أن هذه التحذيرات لم تلق اهتماماً كبيراً لدى السياح الإسرائيليين، حيث يتوافد الآلاف منهم إلى سيناء للاحتفال بعيد الفصح. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن 25 ألف إسرائيلى من المتوقع توجههم إلى سيناء هذا الأسبوع عبر معبر طابا فقط، خلال أيام عيد الفصح، موضحة أن أعداد الإسرائيليين تزايدت بشكل ملحوظ عن بداية الثورة فى مصر، حيث كان يسافر يومياً وقتها إلى سيناء 100 إسرائيلى. ونقلت الصحيفة عن ميكيل شامير، أحد الإسرائيليات الراغابات فى السفر إلى سيناء، أنها لن تستجيب إلى التحذيرات، موضحة أنها أجرت اتصالاً هاتفياً بأصدقاء لها فى شرم الشيخ، وقالوا لها إنهم يشعرون بالاطمئنان لوجود عناصر من الجيش تحميهم، وأنهم ينتشرون بكثافة فى أنحاء سيناء. وأوضحت "ميكيل" أن سيناء تتمتع بجو رائع ومتنزه سياحى لا يمكن التخلى عنه بسهولة، وإذا ما قورنت شمس سيناء وبحرها وجوها ورمالها بالتحذيرات الإسرائيلية، فإن الرابح هنا هى سيناء، مشددة على أن جميع دول العالم أصبحت تمثل خطراً من اليابان وحتى إيتمار الإسرائيلية. ونقلت الصحيفة عن إبراهيم محمد ميدنى، مدير إحدى المتنزهات فى مدينة نويبع، أنه فى الوقت الحالى لا يوجد إسرائيلى واحد بالمدينة، لكنه يتوقع توافد مئات الإسرائيليين على المكان خلال عيد الفصح، مؤكداً أنه لا توجد مشاكل أمنية والمصريين هنا يحافظون على حياة الإسرائيليين، لذا يدعوهم إلى الحضور والاحتفال بالعيد. ومن جانبه، قال محمد غريب مرشد سياحى بمدينة طابا فى اتصال هاتفى مع "اليوم السابع"، إن الهدف من التحذيرات الإسرائيلية هو ضرب السياحة فى مصر لعلمها أنها إحدى مصادر الدخل، وخاصة فى موسم سياحى كهذا، وهو احتفالهم بعيد الفصح، حيث يتوافد فى هذا التوقيت سنوياً عشرات الآلاف، وفى أيام العيد لا يقل عدد السياح عن ربع مليون إسرائيلى. وأضاف "غريب" أن إسرائيل انتعشت سياحياً فى أعقاب الأحداث المصرية الأخيرة، لذا ترغب فى حرمان مصر من موسم سياحى ينتظره المرشدون من العام إلى العام، متسائلاً لماذا تطلق تل أبيب مثل هذه التحذيرات سنوياً قبل عيد الفصح بالأخص، وباقى الأعياد اليهودية بصفة عامة؟ يذكر أن الإسرائيليين يحرصون الاحتفال بعيد الفصح سنوياً فى سيناء، حيث إنها ذكرى خروجهم من مصر مع النبى موسى عليه السلام، وحدوث معجزة انشقاق البحر، وهناك مذاهب فى اليهودية تحثهم على التواجد فى المكان الذى وقعت فيه المعجزة كطقس من طقوس الاحتفال بالعيد عند اليهود.
