يفضل المراهقون الدراما الأجنبية ذات المضمون الاجتماعى بنسبة 69.5%، ثم دراما الخيال العلمى بنسبة تزيد عن 64%، بينما احتلت الدراما السياسية المرتبة الثالثة بنسبة 40%، ولم يزد إقبال المراهقين للدراما الرومانسية عن نسبة 32%، وبعدها الدراما الكوميدية بنسبة 31%، ذلك ما كشفت عند الدراسة التى قام بها الدكتور زكريا إبراهيم الدسوقى، مدرس الإعلام وثقافة الطفل بمعهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس، بالاشتراك مع الدكتورة صفاء عطية عبد الدايم رئيس قسم دراسات الطفولة بكلية علوم الأسرة بجامعة طيبة بالمملكة العربية السعودية، وكانت تحت عنوان "علاقة مشاهدة المراهقين للدراما الأجنبية المقدمة بالقنوات الفضائية بمستوى الطموح لديهم". وجاء الاهتمام بهذا الموضوع، لأن الدراما الأجنبية أنتجت فى بلدان تختلف فى ظروفها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية والسياسية عن ظروف البلدان التى تستوردها، وتعكس ثقافة قد تختلف عن ثقافة مجتمعنا، وعلى جانب آخر فإن التعرض لهذه الدراما الأجنبية يخلق حالة من التطلع والطموح لدى جمهور المشاهدين، ومن بينهم المراهقين للتمتع بحياة اجتماعية واقتصادية وثقافية وتكنولوجية أفضل. وقد جاءت النتائج لتؤكد على العلاقة بين مشاهدة المراهقين للدراما الأجنبية، وبين مستوى الطموح لديهم، حيث يشاهد ما يزيد عن 41% من المراهقين الدراما الأجنبية بصورة غير منتظمة، مقابل نسبة المشاهدة المنتظمة التى بلغت 25%، ومن أهم دوافع متابعة المراهقين للدراما الأجنبية التعرف على المجتمعات الأخرى من عادات وتقاليد وثقافة وأسلوب حياة، وذلك احتل الترتيب الأول بنسبة 29%، بينما احتلت زيادة الطموح لدى المراهقين المركز الثانى بنسبة 20%. وأظهرت النتائج أنه من أهم أسباب عدم متابعة المراهقين للدراما الأجنبية، أنهم يفضلون الدراما العربية بنسبة 39%، بينما احتلت عدم الواقعية للدراما الأجنبية المركز الثانى بنسبة بلغت 27%، وقد احتلت قناة إم بى سى 2 الترتيب الأول بين القنوات التى يفضلها المراهقين بنسبة 55.6%، ثم قناة فوكس موفز بنسبة 38%، يليها قناة دبى 1 بنسبة 33.5%، وفى الترتيب الرابع جاءت إم بى سى 4 بنسبة 25.6%، وفى الترتيب الأخير إم بى سى أكشن بنسبة 22% تقريبا، ويفضل المراهقون الأفلام الأجنبية كقالب درامى بنسبة 59%، بينما يفضل المسلسلات الأجنبية بنسبة 21%، وهناك من يفضلون الأفلام والمسلسلات معاً كألوان مختلفة من الدراما الأجنبية، وذلك بنسبة تقارب 20%. ويتابع المراهقون تلك الدراما بدافع نسيان الهموم بنسبة 20%، بينما رأى 16.4% من أفراد العينة أنهم يشاهدون تلك الدراما كنوع من الاعتياد، وذلك بنسبة 12%، بينما يرى حوالى 10.4% أنها تعرفهم على فكر الآخرين، ورأت مجموعة أخرى بنفس النسبة أن تلك الدراما تنمى لديهم اللغات الأجنبية. وقد أوصت الدراسة بضرورة انتقاء القائمين على استيراد الدراما الأجنبية والاهتمام بمضمونها، والذى يجب أن يتفق وظروف المجتمع المصرى وثقافته وأساليب حياته، تفادياً للجانب السلبى لمشاهدة هذه الدراما، والذى يغلب عليها طابع الثراء والرفاهية العالية، والإمكانات التى يصطدم عندها المشاهد مقارنة بالأوضاع المصرية، وكذلك ضرورة تقديم دراما عربية تنمى لدى المشاهد الطموح، وذلك من خلال الإخراج الجيد والمضمون الدرامى المناسب يمكنها أن تكون بديلاً ملائماً لتلك الدراما المستوردة.