أجمع عد كبير من المثقفين ممن حضروا اللقاء الذى عقده عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية أن أهم ما دار فى اللقاء كان الحديث عن التعديلات الدستورية، والقضية الليبية حيث أكدوا أن موسى عبر عن رفضه الشديد لهذه التعديلات وطرح تصورا جديدا بعمل مجلس رئاسى أولا وبعدها يتم انتخابات البرلمان. وقال المخرج السينمائى مجدى أحمد على إن اللقاء الذى عقده السيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية كان لقاء ثرياً جدا، مشيرا إلى أن أهم القضايا التى حازت على قدر أكبر من النقاش كانت قضية التعديلات الدستورية والقضية الليبية وأضاف أن عمرو موسى أبدى تحفظه الشديد على التعديلات الدستورية الحالية، مشيرا إلى أنه كان قد وضع تصوره الخاص به الذى قال فيه إنه يريد أن يتم عمل إعلان دستورى تحدد فيه اختصاصات رئيس الجمهورية ثم يتم اختيار وزارة ائتلافية وآخرها الانتخابات البرلمانية. كما قال إنه ركز فى حديثه أيضا على القضية الليبية وأكد أنه سيتم خلال اجتماعه بوزراء الخارجية العرب اتخاذ قرارات مهمة بشأن القضية الليبية، كما أدان ما يحدث فى حق الشعب الليبى من مذابح واعترف أيضا بالمجلس الوطنى الانتقالى الذى تكون فى مدينة بنغازى كما طالب من الحكام العرب بضرورة القيام بعمل حصار جوى عربى وذلك حتى لا تتدخل الدول الأوروبية فى الشئون العربية. وأوضح أن الاجتماع استمر لمدة ساعتين اتضح له خلاله أن موسى على قدر كبير من الوعى بالسياسية الداخلية لمصر على الرغم من طول الفترة التى قضاها فى عمله المتعلق بالشأن الخارجى، مؤكدا أنه شعر بارتياح نفسى له ومن الممكن جدا لو رشح نفسه للرئاسة أن يعطى له صوته لأنه خير من يمثل هذا الدور خلال الفترة القادمة. وفى سياق متصل قال الناقد الدكتور محمد بدوى إنه خرج من هذا اللقاء بانطباع جيد جدا عن السيد عمرو موسى، مشيرا إلى أنه كان لديه بعض الأفكار المشوشة تجاهه لكنها سرعان ما ذابت بخروجه من هذا اللقاء الذى وصفه باللقاء الثرى والمهم جدا. وأشار بدوى إلى أنه كان متصوراً أن موسى منفصل تماما عن المشاكل الداخلية التى تحدث فى مصر حتى من قبل ثورة 25 يناير لكن بعد هذا اللقاء تأكد له أنه على دراية بكل ما يحدث فى مصر. وأوضح بدوى أن محور الحديث كان حول التعديلات الدستورية، مشيرا إلى أنه كان هناك إجماع من الحضور والسيد عمرو موسى على رفض التعديلات الدستورية الحالية، مؤكدا أن الجميع اتفقوا على التصويت بالرفض لهذه التعديلات. وأضاف بدوى أن السيد عمرو موسى اقترح أن يتم إلغاء هذه التعديلات وعمل جمعية تأسيسية لإعادة صياغة دستور جديد لمصر، وبعدها تتم الانتخابات البرلمانية وأوضح بدوى أن القضية الليبية استحوذت أيضا على قدر كبير من النقاش داخل اللقاء، حيث أدان جميع الحاضرين ما يحدث للشعب الليبى من قصف وقتل، كما أجمع الحضور على خطورة ما يحدث فى ليبيا على مصر نظرا لقرب الحدود من بعضها مطالبين الجامعة بسرعة التحرك فى اتخاذ قرارات حاسمة بشأن الوضع فى ليبيا. وهذا ما أكد عليه الناشر محمد هاشم صاحب دار ميريت للنشر حيث قال إن السيد عمرو موسى كان صدره رحب جدا وتقبل جميع الانتقادات التى وجهت له كما رد على جميع الإشاعات التى وجهت له خلال أيام الثورة. وأضاف هاشم أن موسى أيد بشدة فكرة انتخاب مجلس رئاسى لعمل دستور جديد لمصر قبل إجراء الانتخابات البرلمانية.