دافع محمود الناقو، الكاتب الليبى المنفى فى لندن عن ثورة ليبيا، وقال فى مقاله بصحيفة "الجارديان" البريطانية، إنها ليست ثورة قبلية أو إسلامية، فالليبيون يريدون الديمقراطية والعدالة والحرية. فهذه الثورة لجميع أبناء ليبيا ولن تسقط فى يد الإسلاميين. ويشير الكاتب إلى أن مقاتلى الحرية الذين تم التعامل معهم بالوسائل الوحشية غير الإنسانية والإجرامية للعقيد معمر القذافى، قد جاءوا من جميع أطياف المجتمع الليبى. وقد حاول القذافى كسب بعض الليبين لصفه بوعود بتقديم المال لهم. لكن الشعب الآن يسيطر على أغلب مناطق ليبيا ومعه جماعات جديدة تشمل القبائل والقادة المنشقين عن القذافى الذين يعلنون وقوفهم بجانب الثورة كل ساعة. وبينما لا تزال قبضة القذافى محكمة جزئياً على العاصمة، إلا أن الشعب يدرك الآن أنه قد عبر نقطة اللاعودة، فإما الإطاحة بالديكتاتور أو يتم قتلهم. كما أنهم يدركون أن خطابات القذافى الأخيرة وتكتيكاته أظهرت أنه ديكتاتور يائس فقد السيطرة تماماً، وهذه الفرصة لن تأتى مرة أخرى فى حياتهم. ويمضى الكاتب فى القول إنه على الرغم من التحديات الكبيرة التى تقدم كل يوم، فإن الليبيين يرفضون أى تدخل أجنبى حتى لو كان للدفاع عنهم وحمايتهم. ومنذ البداية، حذر القذافى من أن الإطاحة به ستجعل ليبيا تشهد نفس الفوضى والرعب الذى شهدته فى العراق وأفغانستان. لكن الشعب يصر على أن هذه الثورة هى ثورتهم فقط. ويرى الناقو أن المخاوف من وقوع ليبيا تحت سيطرة المتطرفين الإسلاميين لا أساس لها، مشيراً إلى أن طبيعة المجتمع الليبى لا تسمح بذلك. فرغم أن الإسلام كدين وهوية ثقافية وتراث متأصل فى حياة الشعب الليبى، إلا أن التطرف غريب عن طبيعة الشعب. وتبقى المناورة الأخيرة للقذافى فى اللعب بالورقة القبلية. ففى خطابيه الأخيرين، وعد عدة قبائل بالثروات والأراضى، مستغلاً الانقسام القديم. وأخطأ الكثير من المعلقين باعتقادهم أن ليبيا مجتمع قبلى. لكنها ليست كذلك، ولا حاجة أكثر من النظر إلى الثورة لمعرفة أنه لا يوجد أحد يقف بعيدا عن الشباب الليبى الذى قاد الشعب فى مسيرته نحو ليبيا حرة.