شنت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية فى افتتاحية عددها الصادر اليوم، الخميس، هجوماً حاداً ضد الرئيس باراك أوباما لتأخره فى الرد على ما يحدث من انتهاكات ضد المتظاهرين الليبيين، وقالت تحت عنوان "لماذا كان الرئيس أوباما آخر من تحدث بشأن ليبيا؟" إن الإدارة الأمريكية اتسمت بالبطئ مجدداً فى التعبير عن رأيها فيما يفعله ديكتاتور عربى فى توظيف العنف الإجرامى فى محاولة بائسة للبقاء فى السلطة. ومضت تقول إن هذه المرة الطاغية معمر القذافى، يعد أحد أكثر الرجال شرا فى الشرق الأوسط والذى شن نظامه هجمات إرهابية ضد الأمريكيين بالإضافة إلى تعذيب شعبه، ومع فقدان السيطرة على معظم أرجاء الدولة، أطلق القذافى العنان لموجة من إراقة الدماء فى العاصمة، طرابلس، مستخدماً المرتزقة الأجانب والطائرات لمهاجمة شعبه، وشأنه شأن صدام حسين، تراجع الأول إلى القبو متعهداً بالقتال "حتى آخر قطرة من الدم". وقالت الافتتاحية، إن الحكومات حول العالم عكفت على إدانة هذا الموقف المروع والمذابح الرهيبة التى كان هو السبب فيها، ووافق الاتحاد الأوروبى من ناحية أخرى، من حيث المبدأ على فرض العقوبات، وقالت الجامعة العربية إن ليبيا ستستبعد عن اجتماعاتها، فيما أدان رئيس الوزراء البريطانى، ديفيد كاميرون، والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء الإيطالى، سليفيو برلسكونى عنف النظام، وأكد من جانبه، الرئيس الفرنسى، نيكولاى ساركوزى، أن "استمرار الحملة الوحشية والدموية ضد السكان الليبيين المدنيين أمر مقزز، ولا يمكن أن يظل المجتمع الدولى متفرجاً على هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان". ولكن حتى وقت متأخر من أمس الأربعاء، بقى زعيم غربى بارز صامتاً بشأن ما يحدث فى ليبيا وهو الرئيس أوباما، وقبل هذا الوقت، كان تعليق الرئيس الأمريكى الوحيد خلال خمسة أيام من ارتكاب الفظائع ضد الشعب الليبى، متمثلا فى بيان أصدره باسمه المكتب الصحفى للبيت الأبيض فى وقت متأخر من يوم الجمعة الماضية، ولمدة أربعة أيام لاحقة، لم تتجاوز استجابة الإدارة للمزيد من إراقة الدماء فى ليبيا بعض التصريحات المعتدلة نسبيا من قبل وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلارى كلينتون.