"ايديا فى جيوبى و قلبى طرب/ سارح فى غربة بس مش مغترب/ وحدى لكن ونسان و ماشى كده/ وبابتعد....ماعرفش....أو باقترب/ عجبى"، هكذا قال الشاعر المصرى الكبير صلاح جاهين فى إحدى رباعاته. وتمر اليوم ذكرى ميلاد الشاعر صلاح جاهين، إذ ولد فى 25 ديسمبر من عام 1930، بحى شبرا بالقاهرة، وتوفى فى 21 أبريل من عام 1986، عن عمر ناهز حينها 55 عاما. ويعتبر "جاهين" أحد رواد الشعر العامية، ومن أهم شعراء الذين تغنى بكلماته عدد كبير من الفنانيين الكبار، فلا أحد ينسى أغنياته مع العندليب وسعاد حسنى، وأرتبط بصدقات كبيرة معاهم بالإضافة إلى علاقة الصداقة الكبيرة التى ربطته بالفنان الكبير الراحل أحمد زكى، وتغنى له من نجوم جيل الوسط الملك محمد منير، والفنان الكبير على الحجار. عبد الحليم حافظ "الأغنية الوطنية تحولت إلى أناشيد مدرسية من بعد سيد دوريش، وأردت أن أقدم قصائد وطنية أتحدث فيها عن ذاتى وكأننى أتحدث عن حبيبتى، وعبد الحليم حافظ بذكائه قام بغناء هذه الأغانى والذى لحنها كمال الطول"، هكذا تحدث الشاعر صلاح جاهين فى إحدى لقاءتع التليفزيونية المصورة، عن الأغنية الوطنية وتعاونه العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ من خلال تقديم عدد من الأغنية الوطنية ربما من أشهرها "صورة، إحنا الشعب، التى تغنى بها بعد انتخاب الرئيس عبد الناصر لفترة رئاسية عام 1956، وتعد أول لقاء فنى بين الثلاثى عبدالحليم والملحن كمال الطويل، والشاعر صلاح جاهين، ثم أغنية "الله يابلدنا الله على جيشك والشعب معاه"، ألحان محمد عبدالوهاب، سنة 1956وتغنى بها عبدالحليم بعد العدوان الثلاثى، بجانب أغنية يا أهلا بالمعارك. سعاد حسنى من أهم وأكبر الصداقات فى الوسط الفنى، هى علاقة الصداقة التى جمعت الشاعر الكبير صلاح جاهين بسندريلا الشاشة العربية الفنانة الكبيرة الراحلة سعاد حسنى. تقول السندريلا "صلاح جاهين فهم شخصية زوزا، هو اللى خلقها، وكان شايفها أوى قدامه قبل ما تتوجد، فكانت كل تصرفات زوزا كانت طبيعية، فجسدت الفتاة البسيطة الطموحة الحبوبة الجريئة، كل تلك الأشياء فعلها "جاهين" بتلقائية وبساطة دخلت قلوب المشاهدين". ربما كان كلام السندريلا سعاد حسنى، كان أبلغ دليل على عظمة "جاهين" التى جسدها من خلال أغانيه التى قدموها معا، فكتب لها جميع أغانى فيلم "خلى بالك من زوزا" والذى يعد من أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية، وفيلم "أميرة حبى أنا" ومنها الأغنية الشهيرة وأيقونة احتفالات اعياد الربيع "الدنيا ربيع". سيد مكاوى "كنت أنا وصلاح سميط ودوقة، جبنة وزيتون عسل وطحينة" هكذا قال الفنان الكبير الراحل سيد درويش عن صداقته بالشاعر الكبير صلاح جاهين، والتى أرتبط به بعلاقة صداقة وكانا رفقاء مسيرة ورحلة فنية كبيرة، والغريب والذى ربما يمثل مدى أرتباط جاهين بمكاوى هو نفس يوم الوفاة، إلا أن صلاح جاهين سبق فغاب عن عالمنا فى 21 أبريل عام 1986، وبعدها ب11 عام كاملة توفى الشيخ سيد مكاوى فى 21 أبريل من عام 1997. قدما صلاح جاهين وسيد مكاوى العديد من الأغانى التى ربما ارتبط بفن الزمن الجميل منها "أنا هنا صباح، رباعيات جاهين، الليلة الكبيرة، أنا هنا يا ابن الحلال، ليلة أمبارح". محمد منير العلاقة بين صلاح جاهين ومحمد منير غريبة بعض الشىء، فقد تأخر لقاؤهما جدا لما بعد موت صلاح جاهين، لذا حُكم دائما على هذه العلاقة أن تحتوى نوعا من التفاوت الزمنى الناتج عن أسباب كثيرة ربما منها اختلاف المدرسة الغنائية التى يمثلها كل منهما. حل صلاح جاهين فى أبريل 1986 وعُرض فيلم "الطوفان" ليوسف شاهين، فى سبتمبر 1986، بعد أكثر من خمسة شهور من رحيل كاتب أغنية "بعد الطوفان" والتى غناها محمد منير فى أحداث الفيلم، ثم عاد الملك وغنى عام 1990 فى ألبوم "يا اسكندرية" أغنيتين هما (المريلة الكحلى، اتكلموا) وعلى مسافة أبعد فى عام 2005 غنى منير فى ألبوم "امبارح كان عمرى عشرين" بأغنية (إديا فى جيوبى" وكلماتها من رباعيات صلاح جاهين، وأخير وبعد إصدار الألبوم الأخير لمنير "يا أهل العرب والطرب" بحوالى شهرين أصدر أغنيته "ولد وبنت" وهى أيضا من الرباعيات. على الحجار هو الآخر أرتبط صلاح جاهين، و أرتبط بكلماته وأحيى رباعياته، حيث قدم ألبوم رباعيات صلاح جاهين من والذى تم إنتاجه و توزيعه فى العام 1978. وبحسب تصريحات تليفزيونية ل"الحجار" قال "كشف المطرب على الحجار ل "دوت مصر" عن حلمه بإقامة معرض لرسوماته وأن تكون هذه الرسومات لها علاقة بالغناء أيضًا؛ ومن ثم اختار تحويل رباعيات صلاح جاهين إلى لوحات مرسومة".
