يتزامن اليوم ذكرى ميلاد الشاعر ورسام الكاريكاتير والمنتج والمؤلف الراحل صلاح جاهين، ليتم عامه ال84 سنة، بعد أن توفى عام 1986، ولديه رصيد كبير من الأعمال الفنية، إذ أنتج مجموعة من الأفلام منها "أميرة حبى أنا"، و"عودة الابن الضال"، كما كتب سيناريوهات أفلام من بينها "خلى بالك من زوزو"، و"شفيقة ومتولى"، و"المتوحشة"، وشارك بالتمثيل فى أفلام منها "شهيد الحب الإلهى"، و"لا وقت للحب"، و"المماليك". وبجانب هذه الأعمال نجد أعماله الكتابية بين الرباعيات التى تجاوزت مبيعات إحدى طباعات الهيئة المصرية العامة للكتاب لها أكثر من 125 ألف نسخة خلال أيام، وقام بتلحينها سيد مكاوى، وقدمها بصوته على الحجار، ومن أبرزها: "مع إن كل الخلق من أصل طين وكلهم بينزلوا مغمضين بعد الدقايق والشهور والسنين تلاقى ناس أشرار وناس طيبين عجبى.." ورباعية: "دخل الشتا وقفل البيبان ع البيوت وجعل شعاع الشمس خيط عنكبوت.. وحاجات كثير بتموت فى ليل الشتا.. لكن حاجات أكثر بترفض تموت عجبي.." وأخرى: "خرج ابن آدم من العدم، وقلت ياه.. رجع ابن آدم من العدم وقلت ياه.. تراب بيحيا وحى بيصير تراب الأصل هو الموت ولا الحياة؟ عجبي.." ومن الرباعيات الشهيرة: "بين موت وموت بين النيران والنيران ع الحبل ماشيين الشجاع والجبان عجبى على دى حياة.. ويا للعجب إزاى أنا -يا تخين- بقيت بهلوان عجبي.." وغيرها من الكتابات التى ما زالت فى ذاكرة كل عشاقه حتى هذه اللحظة، رغم مرور سنوات على كتابته لها، كما قدم نحو 161 قصيدة منها "على اسم مصر"، وأوبريت "الليلة الكبيرة". وبين النجوم الذين ارتبطوا بصداقة قوية بجاهين السندريلا الراحلة سعاد حسنى، التى جسدت من تأليفه وإنتاجه عدة أعمال منها "خلى بالك من زوزو"، و"أميرة حبى"، و"شفيقة ومتولى"، و"الكرنك"، ومسلسل "هو وهى"، وأغنية "صباح الخير يا مولاتى". واستمرت هذه الصداقة حتى اقتراب رحيلهما، حتى إن الناقد طارق الشناوى قال فى برنامج "ممنوع من العرض" الذى كان يُعرض على قناة "الحياة" إن جاهين ليلة رحيله مر على الفنان شريف منير ليصطحبه إلى منزل سعاد حسنى فى منطقة الزمالك، وطلب منه أن يمر عليه بعد ساعتين، لكن ماذا دار فى الحوار بين السندريلا وجاهين لا أحد يعلم ذلك، وبالطبع كان من الصعب على منير أن يعرف الإجابة عن هذا السؤال فى الزيارة الأخيرة لهما، لكن المؤكد أن سعاد حسنى كانت بحاجة لمن يلعب دور الأب فى حياتها. ورغم البهجة التى كان يطبعها فى أغلب مؤلفاته على مستمعها وقارئها إلا أن الحزن والاكتئاب وجد طريقه فى قلب جاهين، وذلك وقت نكسة 5 يونيو 1967، بعد أن كانت ثورة 23 يوليو 1952، فكتب رباعيات كشف فيها الخلل الذى حدث فى مسيرة الضباط الأحرار، وزاد شعوره بالحزن مع وفاة الرئيس جمال عبد الناصر، حتى توفى عام 1986.