حالة من القلق الشديد والترقب تسيطر على جموع العاملين بدار الأوبرا المصرية، المطالبين بعدد من المطالب فى مقدمتها رفع رواتبهم والمساواة والقضاء على مراكز الفساد وإقالة رئيس دار الأوبرا المصرية عبد المنعم كامل، حيث اعتصم اليوم عشرات العاملين أمام مكتب كامل، منددين به وبالفساد الذى استفحل بين عدد من الإداريين، ورفع المعتصمون بعض الشعارات المنددة بالمديرين ورئيسهم والمستوحاة من هتافات شباب ثورة 25 يناير. ووصل الأمر إلى التعدى على أحد أفراد فرقة الموسيقى العربية من قبل مجهولين بسبب اعتراضه المستمر على سياسة إدارة الأوبرا الفنانة مارى ريتشارد صرحت ل"اليوم السابع" أنه غير صحيح على الإطلاق ما نشر عن تقديمى لاستقالتى لأننى لم أقدمها، بل فوجئت بوضع إمضتى بطريقة تظهر أننى المستقيلة لأن إدارة الأوبرا لا ترغب فى بقائى. كما نفت وبشدة ما تردد عن وقوف الفنان "سليم سحاب" قائد الأوركسترا اللبنانى الجنسية، والذى يحمل الجنسية المصرية موقف المعارض من المعتصمين، بل يؤيدهم فى مطالبهم، وليؤكد أن هناك تمييزاً كبيراً بين الفنانين المصريين والأجانب الذين يحصلون على رواتب خيالية. وقالت مارى إنها لم تروج لأى اعتصام لأن موظفى الأوبرا لا يحتاجون من يروج لاعتصامهم، فهم يعرفون مطالبهم جيدا. أحد الأعضاء البارزين بالفرقة العربية قال ل"اليوم السابع" إن رواتبهم فى غاية الضعف والدونية بما لا يتناسب مع مكانتهم كفنانين بدار الأوبرا المصرية فى حين يحصل الفنانون الأجانب على أضعاف رواتبهم، وهو الأمر غير المشرف بالنسبة لفنانى الأوبرا التابعين بالأساس للدولة المصرية، وأكد أنهم يقدمون فن راقى يتوافق مع الثقافة المصرية إلا أنهم لا يجدون المقابل لذلك. وعما إذا كان هناك مطالب محددة، قال إن أعضاء الفرقة حددوا مطالبهم فى رفع مستوى الأجور بنسبة 100% حتى تتوافق مع مصروفاتنا كموظفين بالدولة والاهتمام بالشكل الآدمى لكل أعضاء الفرقة التابعة للأوبرا، وتعيين جميع العاملين الملتحقين بالأوبرا والذين يعملون وفق عقود الحد الأقصى لها ستة أشهر والتأمين والمعاش لكل أعضاء الفرق التابعة للأوبرا، وتغيير النظرة إلى الفنانين، وذلك بعد أحداث 25 يناير، والنظر لهم على أساس أنهم أشخاص يؤدوا دورهم الوطنى وليس مجرد أشخاص للترفيه. وأضاف خالد عبد الغفار، أحد أعضاء الفرقة، أنهم لن يقبلوا بالتفاوض أو الحوار إلا بعد رحيل رئيس الأوبرا وما أسماهم رموز الفساد. من جانبه، الفنان الكبير سليم سحاب قائد الأوركسترا صرح ل"اليوم السابع" أنه متضامن مع أعضاء الفرق الموسيقية جميعهم قائلا: سأظل مع أبنائى الفنانين حتى يتم تحقيق مطالبهم كاملة، وحتى يتخلصوا من ذلك الظلم الواقع عليهم فى أهم صرح ثقافى فى الوطن العربى، لأن الأمر وصل لحد أن أضحت الموسيقى العربية مهانة. وأضاف سحاب أنه لا يجوز لأوركسترا سيمفونى فى مصر، أن تحتل المرتبة 176 حول سيمفونيات العالم على الرغم من وجود موسيقيين بها ليسوا الأفضل على مستوى الوطن العربى، ولكن على مستوى العالم. محمد ظهير، أحد عازفى الكمان بإحدى الفرق، قال من غير المعقول أن تصل مرتباتنا إلى 300 جنيهاً شهريا، فهو مبلغ زهيد بالنسبة لأفراد الفرقة التى تحتاج إلى تغيير إكسسوارات آلاتها عالية التكاليف بصفة مستمرة، وهذه المبالغ لا تكفى احتياجاتنا اليومية. وأكد ظهير أنهم يتعرضون لاضطهاد وظلم ظاهريين من حيث المرتبات أو حتى الأماكن التى يجرون بها بروفاتهم وأماكن الحفلات متدنية المستوى غير البدلات القليلة التى تصل إلى 125 جنيهاً، مشيرا إلى أن أعضاء الفرقة فى كثير من الأوقات يصرفون من جيوبهم الخاصة على الفرقة. كما شاركت فرقة "أكبيلا" فى الاعتصام اليوم بأعداد كبيرة مطالبين برفع أجورهم المنخفضة، حيث قال أحد أعضائها، إن مرتباتهم تبدأ من 300 جنيهاً وتصل إلى 1000 جنيه. وبعيدا عن تدنى الأجور والمطالب الفئوية لعدد كبير من الفرق يأتى العمل دون تعيين هو أكبر مشكلاتهم ، حيث إن معظم أعضاء الفرق يعملون بعقود أطلقوا عليها عقود "عبيد"، وليس فنانين أوبرا، حيث تضمنت العديد من البنود التى تنال من حقوقهم المادية والأدبية، فأكثر العقود لفترة لا تزيد عن 6 أشهر، وبإمكان إدارة الأوبرا الاستغناء عن أى شخص وقتما شاءت. يذكر أن بعض قيادات الإدارة حاولت فتح حوار مع أعضاء الفرق ومدرائها لبحث مطالبهم إلا أن أعضاء الفرق رفضوا ذلك تماما قبل أن يستقيل رئيس الأوبرا عبد المنعم كامل وعدد من الإداريين، ولكن يبدو أن الأمر سيطول لتشبث كامل بمنصبه لإدراكه أن قرار إقالته وتعينه يأتى من رئيس الوزراء.