كشف تحقيق موسع لصحيفة الإندبندنت البريطانية، عن أدلة تفيد بوقوع مجزرة خلال تصاعد الاحتجاجات ضد مبارك فى الأسبوع الأخير لحكمه. فقد أظهرت التحقيقات، قيام حراس سجن القناطر بإطلاق وابل من الرصاص على عشرات المساجين، فى أكبر الفظائع التى ارتكبتها قوات الأمن الحكومية، خلال الإحتجاجات التى أطاحت بالرئيس مبارك. واستناداً إلى أدلة يحملها السجناء وأقاربهم تشير الصحيفة، إلى وجود قائمة بالقتلى والجرحى من السجناء الذين تم تركهم دون علاج لأيام عديدة، فيما اضطر بعضهم للبحث عن الطعام فى النفايات، لكن يستحيل إثبات بعض التفاصيل الخاصة بالحادث، مثل زعم أحد المساجين بقتل حرس السجن 153 سجينا. وقد بدأت نيابة شمال الجيزة برئاسة محمود الحفناوى التحقيق فى شكوى رسمية تقدمت بها عائلات 11 سجينا، لكنه لم يقم بزيارة السجن حتى الآن بسبب الدواعى الأمنية، لكن يمكن التحقق من الأمر من خلال الهواتف الخلوية التى تم تهريبها إلى داخل السجن. وتقول الإندبندنت، على الأرجح أن تحقيقات المدعى العام ستختبر شفافية المسئولين المصريين فى حقبة ما بعد مبارك، كما أنها ستمثل إشارة على مدى استعداد مصر لإصلاح جزء لا يتجزأ من أمن الدولة، بعد 60 عاما من الحكم الديكتاتورى. وكانت السجون المصرية قد أصابتها الفوضى، وقام المساجين بأعمال شغب ليل الجمعة 28 يناير، بعد انسحاب قوات الأمن حتى أنه لم يتبق أحد فى موقعه سوى حراس السجون، ويؤكد يحيى محمد عبد الجليل، شقيق أحد المساجين بالقناطر، إن كبير مفتشى السجون، اللواء محمد البطران وصل إلى السجن ليلة جمعة الغضب برفقة الحرس. وأكد أحد المعتقلين الذى تحدث للإندبندنت عبر الهاتف من السجن، أن بعض السجناء الذين رأوا البطران قالوا أنه أعطى أوامر بإطلاق سراح جميع المساجين، وأضاف، السجين، الذى لم تنشر الصحيفة اسمه خوفاً من إعادة القبض عليه، إن بعض الحراس قد يتم محاكمتهم لتعذيب المساجين. وتنقل الصحيفة البريطانية عن معتقلين أن حارس قام بقتل البطران، كما قام الحراس بفتح النار على المساجين، هذا فيما زعمت السلطات المصرية وقتها أن المساجين هم من قتلوا البطران، ويؤكد المعتقلون أن أثار الطلقات النارية عليهم موجودة على جدران الزنزانات. وتؤكد الإنتدبندنت أن مجموعة من السجناء لديهم قائمة بأسماء المساجين ال 153 الذين تم قتلهم على يد الحراس خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. كما أفاد البعض الأخر للمبادرة المصرية أن الحراس كانوا يطلقون النار من أبراج المراقبة على المساجين وأنهم قطعوا عنهم الطعام والماء لمدة أسبوع حتى أنهم كانوا يقتلون القطط ليأكلوها.