غادر البابا فرنسيس، اليوم السبت، دكا مختتما زيارة رسولية حساسة استغرقت ستة أيام الى بورما ثم إلى بنجلادش على خلفية الأزمة التى تعانيها أقلية الروهينجا المسلمة. واقلعت طائرة الحبر الأعظم من عاصمة بنجلادش فى الساعة 17,09 - 11,09 بتوقيت جرينتش بحسب صحفى فى وكالة فرانس برس يرافقه. وزار البابا فى اليوم الأخير لجولته مستشفى تديره أرسالية أخوات المحبة التى أسستها الأم تيريزا ثم التقى بعد الظهر برجال دين وشباب من بنجلادش. وإستقبلت الأقليتان الكاثوليكيتان فى كل من البلدين البابا بحرارة خصوصا أثناء قداسين أحياهما فى الهواء الطلق فى كل من رانجون ودكا. لكن الملف الطاغى كان ازمة الروهينجا الذين أضطروا للهرب من بورما. وتدفق أكثر من 620 الفا من الروهينجا فى الأشهر الثلاثة الأخيرة إلى جنوب بنجلادش، للإفلات مما تعتبره الأممالمتحدة تطهيرا عرقيا ينفذه الجيش البورمى. وأدلى هؤلاء بروايات متطابقة عن أعمال إغتصاب جماعية وقتل وإحراق قرى نفذها جنود بورميون وعناصر ميليشيات بوذية. وبعد أن لزم البابا فرنسيس حذرا شديدا فى بورما، طلب الجمعة فى بنجلادش "المغفرة" من اللاجئين "الروهينجا" عقب إستماعه إلى روايات 16 شخصا منهم، كما ذكر هذه الاقلية المسلمة بالأسم للمرة الأولى منذ بدء جولته الآسيوية. ودعا البابا الذى قام بزيارة إلى بورما استمرت أربعة أيام، البوذيين البورميين إلى "نبذ جميع أشكال عدم التسامح والافكار المسبقة والكراهية" متجنبا ذكر الروهينجا بشكل مباشر. وتنتشر فى هذا البلد كراهية الأجانب والمسلمين وتعتبر غالبية سكانه ان الروهينجا، الذين تطلق عليهم اسم "البنغاليين"، من المهاجرين غير الشرعيين الذين جاؤوا من بنجلادش. وعبر أحد اللاجئين عن الإمتنان لذكر البابا اخيرا اسم الروهينجا مقدرا ان يكون له إثر ايجابى كبير. وقال المدرس محمد زبير البالغ 29 عاما "أنها المرة الأولى التى يستمع فيها أحد كبار قادة العالم"، مؤكدا أن "هذا اللقاء سيوجه رسالة واضحة لقادة العالم".