أشاد الكاتب الأمريكى البارز توماس فريدمان فى مقاله بصحيفة "نيويورك تايمز" بأجواء البهجة والفخر والوطنية التى استشعرها كل مواطن مصرى أمس الجمعة، وقال إن خطورة وقوة الحركة الديمقراطية تكمن فى شرعيتها، الأمر الذى بات مصدراً لقلق وخوف الملوك والاستبداديين من شمال أفريقيا إلى ميانمار إلى بكين، وذلك ليس فقط لأن الشعب تمكن من إسقاط ديكتاتور، وإنما لأن الطريقة التى سقط بها من السهل جداً محاكاتها. وقال فريدمان، إن المشاعر التى هيمنت على المصريين مساء أمس الجمعة كانت جياشة، فالجميع، الذين لطالما قللت من شأنهم الحكومة والنظام، شعر بقوة التمكين الشخصى، مشيراً إلى أن وجوده فى الميدان واستشعاره طاقة وفخر هؤلاء الذين أخذوا مفاتيح حكم بلادهم مرة أخرى والتحكم فى مستقبلهم من ديكتاتور، امتيازاً يفخر به. وأشاد الكاتب بإصرار شباب مصر على تبنى نهج سلمى فى تحقيق مطالبهم، فهم بدأوها على شبكة الفيس بوك وتوتير وتحملوا كل ما تعرضوا له من هجمات من الشرطة ولصوص النظام، وجذبت جميع شرائح الشعب، وقال فريدمان إن رؤية علم ضخم رسم عليه الهلال مع الصليب، اهتزت لها القلوب، لاسيما وأن هذه الثورة حدثت دون مساعدة خارجية. ورأى الكاتب، أن الرئيس باراك أوباما صنع للثورة المصرية معروفاً عظيماً بعدم تأييدها كلياً، وعدم التصرف فيها، فهذا معناه أن المصريين يعلمون أنهم صنعوا ثورتهم بأيديهم، دون أى شىء سوى إرادتهم ووحدتهم وإبداعهم.