شهدت الحفلتان اللتان أحياهما المطربان التونسى صابر الرباعى مساء الخميس والسورى نور مهنا مساء الثلاثاء، على خشبة المسرح الرومانى فى قرطاج، إقبالا جماهيريا كبيرا، فى إطار الدورة الرابعة والأربعين لمهرجان قرطاج الدولى الذى انطلق فى 11 يوليو، حيث حضر أكثر من 12 ألفا كلا من الحفلتين، رغم تجاوز درجات الحرارة 40 درجة مئوية. واضطر المنظمون إلى إضافة عشرات الكراسى وفتح أبواب المسرح قبل أربع ساعات من بدء الحفلتين، واتخاذ إجراءات أمنية مشددة فى جنبات وخارج المسرح تحسبا لأى طارىء. وكان قد قتل سبعة شبان تونسيين تراوحت أعمارهم بين 12 و21 عاما، وجرح 32 آخرون العام الماضى جراء تدافع خلال حفل غنائى كان يحييه نجوم برنامج "ستار أكاديمى لبنان" على مسرح سيدى منصور فى مدينة صفاقسجنوبتونس. وغنى الرباعى أو "أمير الطرب" كما يلقبه التونسيون على مدى ساعتين ونصف الساعة، أشهر أغانيه القديمة والجديدة مثل "خلونى" التى صدرت ضمن ألبوم "الغربة" الأخير من إنتاج شركة روتانا. وردد الحضور وراءه "أعز الحبايب"، وعلت الصرخات مدوية عندما بدأ بغناء "سيدى منصور يا بابا" و"الدلولة" و"ببساطة"، وتمايلت مئات الفتيات والشبان على صوته وأشعل بعضهم هواتفهم الجوالة لإسماع من غابوا. وأحيا صابر الرباعى، الذى انطلق نجمه فى الثمانينيات، حفلات ناجحة فى عدة مدن تونسية وعربية، ومن المقرر أن يحيى الصيف المقبل أول حفلة على مسرح بيت الدين فى لبنان. ورافقت أجواء الطرب ذاتها حفل السورى نور مهنا، الذى لقبته الصحف المحلية "بافاروتى العرب". وتنوعت أغانى مهنا، الذى يتمتع بشعبية كبيرة فى العالم العربى، بين القديم والجديد، كما غنى لكوكب الشرق أم كلثوم. والى جانب أغانيه الشهيرة مثل: "رق الزمان"، و"حكم الهوى"، و"وحشتنى"، غنى المطرب السورى أغنية من التراث التونسى بعنوان "أمى يا غالية"، ملهبا مشاعر آلاف التونسيين الذين ضاقت بهم مدرجات المسرح الأثرى الذى يتسع لنحو 12 ألف شخص. يذكر أن مهرجان قرطاج الدولى يستمر حتى 17 أغسطس، ومن بين العروض المهمة المتبقية عرض الفنان العراقى كاظم الساهر والتونسية أمينة فاخت والمصرية أنغام. ومع اختتام المهرجان، يستضيف المسرح الرومانى، كما فى كل عام، ولمدة أسبوع، عروضا سينمائية عربية وأجنبية.