"ندل ومش على قدر المسؤلية"، هكذا وصفت "نجلاء.ف" زوجها بعد زواج استمر 13 سنة، والذى انتهى بسبب مرضها بورم خبيث فى الرحم أدى لاستئصاله، "نجلاء" أم لثلاث أطفال محمد 7سنوات، ريهام 5 سنوات، رحمة سنة ونصف، أصيبت بسرطان الرحم منذ عام وعدة أشهر، وبعد أن علم زوجها والذى يعمل كهربائى، بمرضها ترك المنزل واختفى إلى مكان غير معلوم. تقول "نجلاء"، مررت بأيام صعبة جدا بدون سند ولا حد يصرف على أولادى، واتجهت للعمل ووجدت عمل أتاح لى فرصة أن أنفق على أبنائى، وأعلمهم، ووالد زوجى عندما علم بالأمر وعد أن يتحمل معى نفقات الأولاد، وبالفعل كان لا يتأخر عليهم بما يستطيع، فهو رجل مسن ومريض، ومعاشه محدود، وكانت نفقاته لا تكفيهم ولكن ليس فى وسعه شيء أكبر من ذلك.
وتضيف نجلاء، "كانت صدمتى فى زوجى أكبر من صدمتى فى مرضى بالسرطان، تخيلت أنه سيكون أول من يقف جوارى، ويكون سندى، ويتحمل عنى كل الأعباء، ويذهب معى للأطباء، ظننت لما عرفت بمستشفى أورام المنصورة، أنى لابد أن أخضع لعملية جراحية، أننى لو مت أبو العيال هيربيهم أحسن تربية وهيشيلهم فى عنيه لانهم لحمه وجزء منه، ولكن كل هذه كانت أحلام اختفت بمجرد أن علم بمرضى بالسرطان".
تقول الزوجة المريضة، "تغيرت ملامح وجه زوجى لما أخبرته بمرضى، تخيلت أنه حزين على ما أصابنى، ومر اليوم الأول، وهو لا يطيق الحديث معى، تخيلت لوهلة أنه خائف من العدوى، سألت الطبيب فى المستشفى أخبرنى أن السرطان غير معدى، ذهبت إليه سعيدة لأخبره أن السرطان غير معدى فلم أجده، بحثت عنه فى كل مكان، وقلقت عليه كثيرا، وبعد أيام من غيابه، أخبرنى أحد أصدقائه أنه "خلع"، سألته يعنى إيه "خلع" فقال لى زوجك يبحث عن عروسة جديدة، وقرر أن يترك المنصورة ويذهب لمكان بعيد عنكم لأنه لم يعد يطيق الحياة".
تذرف دمعة صامته وتقول، "كملت المشوار، واتوجعت منه جدا، لأول مرة أحس بالندالة والخذلان، سابنى ومفتكرش حاجة كويسة منى، قلت فى نفسى يمكن أن تكون نذوه أو سهو أو أى شيء وسيعود ولم يعد، ثم بعد سنة ونصف مرت بدونه وأنا أعانى الأمرين فى العلاج ومصاريف البيت أنا ووالده، علمنا أنه تزوج فى إحدى القرى بمحافظة الشرقية ويعمل هناك، استدللت على العنوان، وربنا رزقى بمستشفى الأورام بجامعة المنصورة، تكفلت بمصاريف علاجى كاملا واستطعت أن أدخر أموالا، ورفعت عليه قضية طلاق ضرر انتقاما منه، فهو لا يستحق أن أكون زوجته، صنت نفسى وبيتى وأولادى، وأهله حتى بعد أن "خلع" وطلع ندل معايا".
وقد تقدمت الزوجة، بدعوى طلاق ضرر، وأخرى للنفقة عليها وعلى الأطفال الثلاثة، وأخرى نفقة مسكن، أمام محكم الأسرة بالمنصورة قسم أول، وطالبت فى دعواها باستدعاء والد الزوج كشاهد، ونظرت المحكمة فى القضية بعد فشل مكتب تسوية المنازعات بالمحكمة فى فض الخلاف، ومن المقرر أن يمثل الزوج أمام المحكمة فى جلسة يناير المقبل.
