إن كانت ثورة الشعب التونسى قد تأججت واشتعلت عندما قام المواطن التونسى بوعزيزى بإشعال النار فى نفسه فهذا لا يعنى أن الانتحار هو الحل الأمثل لثورة الشعوب للتعبير عن احتجاجها الذى قد يكون نتيجة إحباط شديد وإحساس باليأس من الإصلاح، فضلا عن أنه رغبة من المنتحر فى لفت أنظار المجتمع إلى أزمته، وأؤكد أن طبيعة الشعوب تختلف من شعب إلى آخر فقد تكون عملية الانتحار التى ألهبت مشاعر شعب لا يتأثر بها شعب آخر ولا يتحرك لها ساكن بل قد تكون مادة للسخرية وإطلاق النكات والأكثر من ذلك فقد يُتهم الذى يُقدم على هذا العمل بكثير من الاتهامات منها المرض النفسى والعته ومنها أسباب أخرى تتعلق بشخص المنتحر بعيدا عن الأسباب الحقيقية التى جعلته يقدم على الانتحار إذن فما جدوى الانتحار؟ أضف إلى ذلك أن المنتحر وهو من يحاول قتل نفسه بإشعال النار أو غيرها من الوسائل من الناحية الدينية (كافر) وإذا مات فهو فى جهنم أى (عذاب فى الدنيا وعذاب فى الآخرة)، والإسلام يحرم الانتحار تحريما قطعيا لأى سبب كان، فالحل بالفعل ليس بالانتحار فوسائل التعبير عن الضيق كثيرة فلماذا نختار أسوأها لاسيما أن الانتحار قد لا يغير من الأمر شيئًا.