نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسئولين أمريكيين وغربيين قولهم إن إيريك برنس، مؤسس شركة "بلاك ووتر" الأمنية العملاقة، يدعم جهود تقوم بها شركة مرتزقة جنوب أفريقية مثيرة للجدل للتدخل فى الحرب الأهلية الدموية فى الصومال، وذلك من خلال حماية قادة الحكومة وتدريب القوات الصومالية ومحاربة القراصنة والمسلحين الإسلاميين هناك. يأتى الكشف عن هذه المعلومات فى الوقت الذى تواجه فيه الشركة منذ فترة طويلة هجوماً كبيراً بسبب ما فعله أفرادها فى العراق وأفغانستان، حيث حصلت على عقود للعمل فيهما من قبل الحكومة الأمريكية تقدر بمليارات الدولارات. وتواجه الشركة أيضا عدد كبير من الدعاوى القضائية والتحقيقات فى ظل تقارير تتحدث عن السلوك الطائش للعاملين معها. ورأت الصحيفة أن جهود مؤسس الشركة للدخول إلى الفوضى الصومالية تبدو آخر محاولاته للبقاء فى مركز الحملة المناهضة للتطرف الإسلامى فى أحد أكثر أركان العالم التى مزقتها الحروب. وكان برنس قد انتقل للإقامة فى الإمارات منذ العام الماضى. وتشير الصحيفة إلى أن الصومال الذى يكن عداءً شرساً للجيوش الأجنبية منذ الانسحاب الأمريكى السريع من مقدشيو فى أوائل التسعينيات، قد أصبح بلد تخشاه الجيوش الغربية. وحكومة الصومال قد تم تهميشها فى قطعة صغيرة داخل مقدشيو العاصمة بسبب حركة الشباب المسلحة ذات الصلة بتنظيم القاعدة. وتوضح الصحيفة أن تهميش الحكومة إلى جانب التهديد المتزايد الذى يمثله القراصنة قبالة سواحل الصومال، قد خلق فرصة لشركات الأمن الخاصة مثل شركة "ساراكن" الجنوب أفريقية لملأ الفراغ الذى أحدثته سنوات الحرب الأهلية، وتعد مثالاً آخر على الدور الكبير الذى تلعبه شركات الأمن الخاصة فى الحروب حول العالم، حيث تراها بعض الحكومات طريقة لتكملة جيوشها المرهقة، فى حين يشكو البعض من أنها غير خاضعة للمساءلة.