فى قضية اعتبرتها الأوساط السياسية فضيحة من العيار الثقيل، أكدت صحيفة لوموند الفرنسية اليوم، أن القضاء الفرنسى يشرع اليوم فى كشف ملابسات فضيحة بيع أسلحة بصفة غير شرعية للنظام الأنجولى، الذى تورط فيها عدد من السياسيين ورجال الأعمال الفرنسيين والأجانب، أبرزهم "بيار فالكون" و"أركدى غايداماك" اللذان حكم عليهما العام الماضى بالسجن ست سنوات. وقالت إن رجل الأعمال الفرنسى بيار فالكون ومعه ما لا يقل عن 21 شخصاً توجهت إليهم أصابع الاتهام يمتثلون اليوم وحتى 2 مارس المقبل للمرة الثانية أمام العدالة الفرنسية من أجل محاكمتهم فى إطار فضيحة "أنجولا جيت" المتعلقة ببيع غير شرعى لأسلحة حربية من صنع سلوفاكى بقيمة 790 مليون دولار لصالح رئيس أنجولا إدواردو دوس سانتوس بين العامى 1993 و1998. وقالت الصحيفة، إن المحاكمة ستنعقد دون حضور الرئيس الفرنسى السابق جاك شيراك الذى نطقت باسمه المحكمة كشاهد على القضية، وذلك عند اكتشافها علمه بهذه الصفقة غير المشروعة، حيث انتقد شارل باسكوا وزير الدفاع السابق و أحد المتورطين الأساسيين فى هذه القضية رفض جاك شيراك حضور الجلسات، وقال: "يؤسفنى أن عددا ًمن كبار الشخصيات فى الدولة يختبئون وراء الاعتبارات الدستورية من أجل التهرب من المسئولية". كما لفتت الصحيفة إلى أن العديد من الشهود الرئيسيين الذى استدعاهم الدفاع الفرنسى رفضوا الحضور لأسباب مختلفة وعلى رأسهم دومينيك دو فيلبان الأمين العام لقصر الإليزيه وعدد من وزراء الدفاع السابقين. وكانت العدالة قد حكمت فى 27 أكتوبر الماضى بالسجن ست سنوات على بيار فالكون ورجل الأعمال الإسرائيلى - الروسى أركدى غايداماك المتورط فى نفس الفضيحة بتهمة خرق التشريع الفرنسى حول السلاح الذى يقضى بأن أن يطلب رجال الأعمال الفرنسيون رخصة مسبقة من وزارة الدفاع قبل أى متاجرة بالأسلحة، حتى وإن كان ذلك بين بلدين أجنبيين وذلك بعد شكوى وزير الدفاع الفرنسى آنذاك ضد فالكون حول تعامله مع الرئيس دوس سانتوس دون تصريح من السلطات الفرنسية بذلك. وتعود أحداث هذه القضية إلى 1993، حينما كان الرئيس جوزى إدواردو دوس سانتوس فى حاجة ماسة إلى دبابات وذخائر لمقاتلة أعدائه من عناصر الاتحاد الوطنى لاستقلال أنغولا التام "أونيتا" التى يقوده جوناس سافيمبي، وفى تلك الفترة، ساندت فرنسا متمردى أونيتا على حساب الرئيس دوس سانتوس ، الذى أثبتت التحقيقات القضائية أن اتصالات غير رسمية جرت بيننه وبين جان برنار كوريال مستشار الحزب الاشتراكى الفرنسى السابق فى الشئون الأفريقية، وجان كريستوف ميتران نجل الرئيس السابق من جهة أخرى الذى قام بالوساطة بين الرئيس الأنغولى دوس سانتوس و تاجر السلاح بيير فالكون.