يبدأ الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية زيارة رسمية للهند يوم الجمعة القادم، وتستمر على مدى ستة أيام يلتقى خلالها السيد راجيا رحمن خان نائب رئيس مجلس الشيوخ الهندى، الذى سيقيم حفل عشاء تكريماً للمفتى كما سيلتقى مع الدكتور فاروق عبد الله وزير الطاقة المتجددة على هامش لقائه بعدد من القيادات الدينية والسياسية والتنفيذية الهندية بمدينة نيودلهى. ومن المقرر أن يستهل مفتى الجمهورية زيارته بمشاركة أكبر تجمع إسلامى بالهند ويمثل أكثر من مليون مسلم فى افتتاح المؤتمر الإسلامى الكبير للعلماء والمثقفين المسلمين الذى تنظمه جامعة مركز الثقافة السنية الإسلامية بولاية كيرالا ويلقى الكلمة الافتتاحية للمؤتمر الذى يشارك فيه كبار رجال الدين الإسلامى وعدد من الشخصيات والقيادات السياسية من العالم العربى والإسلامى احتفالاً بذكرى مرور 33 عاماً على تأسيس الجامعة وبمناسبة تخريج 800 طالب من كليات الشريعة وتحفيظ القرآن الكريم وسيشمل الاحتفال عقد ندوات وجلسات على مدى الأيام الثلاثة تناقش أهم القضايا التى تمس الأمة المسلمة داخل الهند وخارجها يلقى المفتى بها محاضرة حول الإسلام والتعايش بين الثقافات ونبذ العنف والإرهاب. كما سيشارك الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية فى عدد من الفعاليات المختلفة بالجامعات الإسلامية الهندية بالعاصمة نيودلهى من بينها الجامعة الملية وجامعة دار العلوم، بالإضافة إلى عقد عدة مقابلات إعلامية وصحفية مع كبرى الصحف الهندية. وأوضح الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية، أن الزيارة تأتى فى إطار التواصل والتعاون بين المؤسسة الدينية المصرية ممثلة فى الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية ودولة الهند كأحد أهم وأكبر بلدان العالم تأثيراً كما تؤكد الزيارة دعم مصر ومساندتها لنشر الفكر الوسطى المعتدل بين الجاليات والأقليات الإسلامية فى بلاد العالم واستعدادها لتقديم جميع أشكال الدعم لتلبية احتياجاتهم من تعليم وتدريب وإرشاد فى المجالات الإفتائية والشرعية وإنشاء حلقات للتواصل والتقريب بينهم وبين الدول والمؤسسات الإسلامية الرسمية المعتمدة وغيرها من أجل الحفاظ على الهوية الإسلامية والوسطية المعتدلة ومنع أى محاولة لتضليلهم بالشبهات والأفكار غير الصحيحة والتى لا تمت للإسلام بصلة. والجدير بالذكر أن ولاية كيرالا بجنوب غرب الهند تضم رابع تجمع للمسلمين فى الهند من حيث نسبتهم إلى السكان والتى تصل إلى 25% ويقارب عددهم أربعة ملايين مسلم، ويتركز المسلمين هناك فى مقاطعتين مما يزيد من كثافة المسلمين بها وتنتشر بالولاية الجامعات الإسلامية والعربية (تتصل بالسفارة المصرية فى الهند ثمان جامعات منها) والتى تدرس بالأساس العلوم الدينية: تفسير القرآن الكريم، أصول الفقه، حديث نبوى، التصوف، واللغات (عربية – إنجليزية – أوردية)، بالإضافة إلى علوم الحاسب الآلى وتقدم فى معظمها التعليم بالمجان، بالإضافة إلى تقديمها الوجبات والسكن للطلبة غير القادرين. ومما يذكر أن مصر والأزهر الشريف بصفة خاصة ترتبط بعلاقات وثيقة بالجامعات الإسلامية فى ولاية كيرالا، حيث يتطلع العديد من مسلمى كيرالا لاستكمال تعليمهم فى الكليات المختلفة فى الأزهر الشريف، مما حدا بتلك الجامعات بمعادلة شهادتها بالأزهر الشريف حتى يمكن لأبنائها استكمال دراستهم فى أحد الكليات التابعة للأزهر الشريف، وتتطلع قيادات المسلمين فى كيرالا إلى زيارة فضيلة المفتى المرتقبة وبناء جسور تعاون بين المؤسسات الدينية هناك ودار الإفتاء المصرية. أضاف فى لقائه بالسفير الهندى بالقاهرة آر سوامى تان، أن الآدمى بنيان الرب ملعون من هدمه، والإسلام نظر إلى المخالفين فى العقائد باعتبارهم شركاء فى الحياة الإنسانية لهم ما للمسلمين من الحقوق وفى مقدمتها الأمن على النفس والمال والعقل والعرض والنسب والدين، وعليهم ما على المسلمين من الالتزامات وفى مقدمتها الامتناع عن إثارة القلاقل وعرقلة مسيرة التآلف الوطنى فالإسلام يجمع ولا يفرق ويبنى ولا يهدم. أوضح السفير الهندى آر سوامى تان، أن القيادات الهندية أعلنت استياءها من الاعتداء على الشعب المصرى ليلة عيد الميلاد من جهة التنظيمات غير الشرعية، وأن بلاده تقدر المأساة التى يعيشها الشعب المصرى الذى يمثل نموذجا متميزا فى التعايش الطائفى المتنوع بين مسلميه وأقباطه منذ آلاف السنين بما يعكس التعاليم الدينية الداعية إلى السلم ومناهضة العنف .أضاف السفير الهندى أن الحكومة الهندية ينتظرون زيارة المفتى يوم السابع المقبل للمشاركة فى مؤتمر جامعة مركز الثقافة السنية الإسلامية بالهند، حيث يلتقى فضيلته بنائب الرئيس الهندى لمناقشة أوجه التعاون المصرى الهندى فى المجالات الدينية بما يمكن الإفادة به فى تحقيق المزيد من التآلف بين الطوائف الهندية المتنوعة الاتجاهات والديانات.
