أكد صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى، أن الجريمة الإرهابية التى شهدتها مدينة الإسكندرية لا يرتكبها إلا عملاء باعوا ضمائرهم واتسم فكرهم بالتطرف وفقدوا كل معانى الوطنية والولاء. وأضاف أنه لا يمكن لمصرى أن يقدم على هذا العمل إلا إذا كان خائنا لوطنه ولا يمكن لمسلم أن يرتكبها إلا إذا كان كافرا بتعاليم دينه وأوضح الشريف أن الإرهاب استهدف النيل من أمن مصر كلها وغاب عن مدبريه أن شعب مصر بقيمه وتمسكه بوحدته الوطنية قادر على التصدى لكل محاولات العبث بمقدراته لأنه مسلح بقيم التمسك بالاعتدال والوسطية. وأوضح أن هذه التفجيرات لم يكن المستهدف فيها المسيحيون وحدهم بل الوطن كله، وأشار الشريف أمام مجلس الشورى اليوم إلى الإرهاب اليوم يطل علينا بثوب جديد وبمخطط مختلف وأهداف أكثر خطرا مدعوما بمنطلقات ومتغيرات عالمية واقليمية تحركه وتحرض عليه ومخططات اختلطت فيها أهداف السياسات الدولية والصراعات الإقليمية والمواجهات الطائفية فى بؤر ليست بعيدة عنا. وقال الشريف، علينا أن نكون أكثر وعيا بما يراد للوطن تحت جنح الظلام وأن نجهض المخطط الخارجى الذى حدث أمام الكنيسة فقتل خيرة أبنائها. وأضاف الشريف نقدر مشاعر الحزن وحكمة رجال الدين المسيحى فى مواجهة الموقف وحكمة رجال الدين الإسلامى فى تهدئة النفوس ودور أجهزة الأمن فى تعقب الجناة. وحذر الشريف شباب مصر من أن يندس راغبو الإثارة من مثيرى الفتنة بين صفوفهم، موضحا أن القضية هى مصرنا كلنا وأن وحدتنا كانت وستبقى هى السند والسد الذى يحمى مصريتنا. وقال الشريف إن القانون قادر على إعطاء كل مواطن حقه والدستور يعلى من قيمة المواطنة ومسئوليتنا إعلاء دولة القانون وتكريس الثقة فى مؤسسات الدولة. ودعا الشريف كل الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدنى إلى القيام بدورها فى تعزيز وحدة الصف ونشر ثقافة المواطنة وشدد الشريف على ضرورة قيام المثقفين والمفكرين والمعلمين بصياغة وجدان النشء لإعلاء ثقافة التسامح والمحبة. وطالب كل من يعتلى المنبر فى المسجد أو المحراب فى الكنيسة بخطاب معتدل يهدىء النفوس ويدعم الثقة ويدعو إلى احترام القانون ويتيح الفرصة أمام الأجهزة لمتابعة المحرض فى أسرع وقت حتى يحق الحق وينكشف المخطط ويقدم الجناة للعدالة. وطالب الشريف لجان الشئون الدستورية والتشريعية والثقافة والشباب وحقوق الإنسان فى المجلس بدراسة وبحث التعامل مع القضايا العالقة ومواجهة الإرهاب الجديد الذى يستهدف الوقيعة. ودعا وسائل الإعلام لإعلاء الوسطية وشدد على ضرورة أن نكون أكثر انتباها إلى ما يحاك من مؤامرات تستهدف مصر كلها والشعب بكل طوائفه. وشدد على عدم إعطاء الفرصة لمخططى الإرهاب حتى لا ينجحوا فى إثارة الوقيعة. وأحال الشريف كلمة رئيس الجمهورية إلى الأمة وبيان المجلس والحكومة ومناقشات الأعضاء إلى لجان الشئون العربية والدستورية والتعليم والثقافة وحقوق الإنسان لدراستها واقتراح التوصيات التى تراها كل لجنة على أن تعرض تلك التوصيات على لجنة مشتركة من الشئون العربية وهيئات مكاتب اللجان الأربعة لإعداد تقرير شامل يعرض على المجلس وكلف الشريف لجنتى الشئون العربية وحقوق الإنسان بأن تكونا فى حالة انعقاد دائم.
