أكدت الدراسات العلمية، أن الابن قد يرث من ابيه بعض الصفات الشكلية كلون العين والشعر ونعومته والطول..إلخ، كما أنه قد يرث منه بعض الطباع كالعصبية أو الهدوء، أو الميل للجلوس منفرداً.. إلخ، وقد يرث الابن من ابيه أو جده أيضاً بعض الهوايات كحب القراءة أو الفن أو السباحة.. أو.. أو.. إلخ، وبصفة عامة تتكون شخصية الابن بشكل مكتسب فيما بعد من المجتمع المحيط والتربية والملاحظة. ولكن، الوراثة لها جزء لا يستهان به.. والدليل أن بعض الأبناء الذين تتم تربيتهم فى أسر متكلفة بهم أو مؤسسات للرعاية، مع أب بديل وأم بديلة، يرثون طباعًا أساسية من آبائهم الأصليين.. فكل مخلوق بشرى يحمل 46 صبغة وراثية؛ نصفها من الأم ونصفها من الأب. عزيزى القارئ: ما سبق كانت مقدمة هامة لابد من البدء بها عند كتابة هذا المقال، لتوضيح ما ليس بواضح عند من يتهمون الفنان محمد عادل إمام بأنه يقلد ابيه النجم عادل إمام فى كل شىء، وأن وجوده فى المجال لوجود أبيه ليس أكثر.. ولذا، فمن منا يتأثر بشكل لا شعورى بطريقة كلام أبيه، وطريقة مشيته.. حتى أننا قد نتعرف على اثنين أخوات من مجرد تشابه أرواحهم فى المعاملة. فما بالنا إن كان أبوه نجماً بحجم الفنان عادل إمام، فمن الطبيعى أن يتأثر به بشكل لا شعورى، كما يحدث مع كل الأنفس.
أعزائى القراء: بعد تكرار طلباتكم لعلم النفس لتفسير هذا الأمر.. فاسمحوا لعلم النفس أن يوضح أن هذا ليس بتقليد، أو قلة إبداع.. لأن تقليد نفس لأخرى إن كان مترتبًا على إلغاء شخصية النفس الأساسية، فهذا يعنى قلة الوعى وقلة الثقة بالنفس.. ولكن، محمد عادل إمام روحه متقاربة مع أبيه بشكل طبيعى، لا إرادى، غير مقصود.. ولذا فمن الضرورى لكى يستطيع المشاهد الحكم على أدائه، عدم مقارنته بابيه فى الأداء.. لأنك بشكل تلقائى ستجد نفسك تنتظر أداء والده وليس أداؤه هو.. وهذا سيحمله فوق طاقته، لأن من الصعب تكرار كاريزما عادل إمام. كما أن العلماء كما ذكرت أثبتوا أن الموهبة من الممكن أن تنتقل للإنسان عبر الجينات الوراثية، وبالتالى هذا يجعل الأنفس تفكر فى أن وجوده بالفن لا يعنى إجباره على المشاهد، ولكن قد يكون حبًا منه لهذه المهنة كما أحبها أبوه.
مما سبق علم النفس يؤكد أنه لا يعيب النفس أن رفضت أن تحيا فى جلباب أبيها.. وأيضاً لا يعيبها إن اختارت أن تحيا فى جلبابه، إن كان الجلباب يستحق، بشرط، عدم إلغاء شخصية النفس الأساسية.
