اكتملت مأساة أسرة مصرية راحت ضحية حادث مطروح المروع الأربعاء الماضى، بدفن جثة ابنتهم سارة محمد محمد الشرقاوى (8 سنوات) بالخطأ فى ليبيا. كانت أم الطفلة وخالتها قد توفيتا فى نفس الحادث، وأصيب الأب إصابات بالغة ويرقد حاليا بإحدى مستشفيات القاهرة. تم اكتشاف الخطأ عندما تسلمت أسرة ليبية 8 جثث لأقاربهم، كانوا من ضمن ضحايا الحادث، وذلك ليقوموا بدفنهم فى مدينة مساعد الليبية، وهناك اكتشفوا الخطأ، حيث قام الشخص الذى تعرف على الجثث بالتعرف على جثة سارة، بدلاً من ابنتهم سعاد سعيد سوف حمد (12 عام)، ولم يعيدوها، وقاموا بدفنها وعادوا للمطالبة بجثة ابنتهم سعاد. فى الوقت نفسه، أكدت عائشة محمد الشرقاوى عمة سارة، أن الجثة الموجودة بمستشفى رأس الحكمة ليست سارة ابنة شقيقها، ورفضت استلامها وظلت تبحث عنها فى كل مكان لدفنها مع والدتها وخالتها، وأثناء بحثها علمت بالخطأ الذى حدث عندما رفضت مديرية الشئون الصحية طلب فرج سعيد سوف (28 سنة) ليبى الجنسية، تسليمه جثة شقيقته التى ترقد بمستشفى رأس الحكمة، مؤكدا أنها شقيقته، فتقدم بالبلاغ 62 أحوال قسم شرطة مطروح، يثبت فيه الخطأ الذى حدث ويطالب بتسليمه جثة شقيقته. ومن جانبها، تقدمت عمة سارة ببلاغ رقم 92 أحوال، تطالب فيه باستعادة ابنة شقيقها من ليبيا، وتم تحويل الأمر إلى النيابة للتحقيق، وفشلت محاولات البعض فى إقناع الأسرتين المصرية والليبية فى أن تظل سارة مدفونة فى ليبيا، وتدفن سعاد فى مصر على أنها سارة عملا بمقولة "إكرام الميت دفنه" لكن الأسرة الليبية رفضت وأصرت على استلام جثة ابنتهم دون الإشارة إلى إعادة جثة سارة. وتمسكت أيضاً أسرة سارة باستعادتها، وكشف والد سارة من المستشفى التى يرقد فيها أنه تم الضغط عليهم لقبول هذا الوضع، بحجة أن إجراءات استعادة ابنته قد تستغرق 6 شهور، لكنه رفض وناشد رئيس الجمهورية ومحافظ مطروح بالوقوف إلى جانبه لاستعادة جثة ابنته. كما لجأت الأسرة الليبية إلى القنصلية الليبية بالإسكندرية، لمساعدتها فى استلام ابنتهم وقامت القنصلية الليبية مساء الأحد بإرسال فاكس إلى محافظ مطروح، تطالبه بتسليم جثة سعاد سعيد إلى أهلها دون ذكر لجثة سارة التى تم دفنها فى ليبيا. ومن جانبها قررت نيابة مطروح برئاسة المستشار تامر سعد يونس الاثنين، إجراء تحليل ال"D.N.A" على الجثة الموجودة بمستشفى رأس الحكمة، التى تعرف عليها فرج سعيد، وأكد أنها شقيقته للتأكد من ذلك، كما أمرت النيابة باستعادة الجثة التى دفنت فى ليبيا وإجراء التحليل عليها لمعرفة هويتها.