قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، إن ميلاد السيد المسيح عليه السلام معجزة آمن بها المسلمون، لأنه ميلاد عذرى جاء من سيدة نساء العالمين "مريم بنت عمران" بأمر الله سبحانه وتعالى مباشرة، وأن القرآن الكريم تحدث عن النبى "عيسى" بأنه كلمة الله وروح منه ونبى الله ورسوله، واعتبره المسلمون مكرماً معززاًًً مبرأ من كل نقص وحثتهم عقيدتهم على تبجيله وتكريمه. وأضاف جمعة أن المسلمين يؤمنون بجميع الأنبياء وبكل الأديان السابقة، وأن النبى صلى الله عليه وسلم أكد ذلك فى قوله "لا تفضلونى على يونس بن متى"، وفى قوله تعالى "لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير". ودعا فى كلمته المسلمين والمسيحيين على حد سواء إلى ضرورة ووجوب نشر ثقافة التعايش الطيب وحسن الجوار، والتعاون المشترك التى تدل على وحدة وحب الوطن، ووحدة الرؤية للمستقبل والآمال والأهداف، وأنه ينبغى أن تعالج أى من الأمور العارضة خلال ما أطلق عليه منذ أكثر من 150 سنة ب " المواطنة " وهى أن كل المواطنين أمام القانون سواء فى الحقوق والواجبات. وأوضح مفتى الجمهورية أن المسلمين والمسيحيين مطالبون اليوم بالتفكير مليا فى تحقيق النهضة الحضارية لوطننا والتصدى لكل العقبات التى تعيق مسيرة البناء، وإنجاز المزيد من الإصلاحات المجتمعية الشاملة التى تحقق التقدم والنهوض لشعبنا الواحد وتخدم المصالح العليا للوطن وتحقيق كل الأمانى المنشودة لنشر الأمن والأمان والعدل والخير والرخاء لجميع الإنسانية على الأرض. وأكد فضيلته أن مشاركة جميع طوائف الأمة فى مظاهر الاحتفال وتقاسم الفرحة بالأعياد تعد أحد أهم السمات التى تميز مصر عن سائر بلدان العالم حتى اعتبرت بلد النسيج الواحد والبلد التى ستظل قادرة على ضرب المثل للعالم كله على وجود التواصل بين أبنائها جميعا، وأصبحت مثالا يحتذى به على مستوى العالم أجمع وأن حب الله تعالى وحسن الجوار كانا ومازالا حاكمين لهذا الشعب على مر العصور. وأشار مفتى الجمهورية إلى أن الواقع المعاش، يؤكد أنه مع ازدياد التفاهم والوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين مؤشر قوى بأن هذه الأفعال كلها لم ولن تصل إلى شىء وسيظل هذا النسيج الواحد هو القائم فى مصر مدى الحياة إن شاء الله. جاء ذلك خلال تهنئة تقدم بها المفتى لقداسة البابا شنودة الثالث والقس صفوت البياضى رئيس الطائفة الإنجيلية وسفير الفاتيكان بالقاهرة والكاردينال أنطونيوس نجيب بطريرك الأقباط الكاثوليك فى مصر والمطران منير حنا رئيس الطائفة الأسقفية فى مصر والشرق الأوسط وجميع الأخوة المسيحيين فى داخل البلاد وخارجها بمناسبة عيد الميلاد المجيد، متمنياً أن تكون الأعياد فرصة جديدة لنشر الحب والسلام على الأرض وتأكيد لصلات الترابط والأخوة بين كافة أبناء الوطن الواحد قولاً وعملاً وبذلاً، وفى كلمته بمناسبة الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد. من جانبه أعرب الدكتور القس صفوت البياضى عن شكره ومحبته لمفتى الجمهورية بهذه الزيارة الخاصة التى قام بها اليوم للتهنئة بعيد الميلاد المجيد والكريسماس، مضيفا أنها أول مرة يزور فيها المفتى المقر الجديد للطائفة بمصر الجديدة. وأشار البياضى إلى أن اللقاء كان وديا ويعكس مدى المحبة بين الإسلام والمسيحية، كما تعودنا على هذه اللقاءات قبل الأعياد التى تؤكد حرص المفتى على تهنئته بهذه المناسبة الكريمة.
