يصدر زعماء الاتحاد الأوروبى، مجموعة من الشروط القاسية لخروج بريطانيا، وذلك خلال قمة ببروكسل، اليوم السبت، فى عرض نادر للوحدة أثناء المحن، وإن كانوا يدركون تماما أن هذه الوحدة قد تبدأ فى التفكك بمجرد بدء المفاوضات. وفى أول اجتماع منذ أن فعلت رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماى، رسميا، بنهاية مارس، العد التنازلى الذى يستمر عامين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، لن يضيع زعماء الدول الأخرى المتبقية فى التكتل، وقتا، إذ سيسعون خلال مأدبة غداء فى بروكسل إلى الموافقة على مجموعة إرشادات للتفاوض فى ثمانى صفحات صاغها دبلوماسيون خلال الشهر المنصرم. وستلزم هذه الإرشادات، ميشيل بارنييه، كبير مفاوضى الاتحاد الأوروبى، بالسعى إلى اتفاق يؤمن حقوق ثلاثة ملايين مغترب من دول الاتحاد يقيمون فى بريطانيا، وضمان دفع لندن، عشرات المليارات من اليورو، تعتقد بروكسل، أنها ستكون مستحقة عليها، وتفادى زعزعة استقرار السلام بإقامة حدود بين دول الاتحاد الأوروبى، وبريطانيا، على جزيرة أيرلندا. وسيستبعدون أيضا مناقشة اتفاق التجارة الحرة الذى تريده "ماى"، إلى أن يحدث تقدم فى الاتفاق على هذه الشروط الرئيسية المتعلقة بخروج بريطانيا من التكتل. وقال أحد الزعماء الذين سيجلسون على طاولة التفاوض ل"رويترز"، الأسبوع الماضى، "نحن متحدون بشكل ملحوظ، ولكن دائما يكون من السهل أن نتحد على ما نريد قبل أن يبدأ التفاوض". ويرى الاتحاد الأوروبى، أن من المهم ألا يسود الشعور بأن بريطانيا تنتفع من الخروج من التكتل لتفادى تشجيع دول أخرى على أن تحذو حذوها.
