رحب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو بالقرار الذى اتخذته الإدارة الأمريكية مؤخرا، والقاضى بالتنازل عن المطالبة بتجميد الاستيطان بالضفة الغربية كشرط لاستئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن نتنياهو قوله: "إن الولاياتالمتحدة أدركت أنه من الأهمية التطرق إلى القضايا الجوهرية وليس إلى أمر هامشى مثل البناء الإضافى فى المستوطنات" على حد قوله. وأضاف: "سنبحث الليلة مع جورج ميتشل المبعوث الأمريكى الخاص بعملية التسوية السياسية بالشرق الأوسط محاولة احتواء الخلافات مع السلطة الفلسطينية، مما سيؤدى مستقبلا إلى استئناف المفاوضات المباشرة معها". وعلى سياق متصل، قالت زعيمة المعارضة ورئيسة حزب كاديما تسيبى ليفنى "إن فشل إسرائيل فى استئناف المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين وضعها فى موقع الضعف إستراتيجيا إذ إنها فقدت استقلالية عملها التفاوضى". وأشارت إلى أن علامات استفهام أصبحت تحوم حول الأمور التى كانت تبدو بديهية فى المواقف الإسرائيلية. وتوقفت محادثات التسوية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية التى استؤنفت بوساطة أمريكية فى سبتمبر الماضى، بسبب رفض الحكومة الإسرائيلية تجديد قرار تجميد الاستيطان فى الضفة الغربية ولو مؤقتا. ويصل جورج ميتشل إلى إسرائيل اليوم، حيث يجتمع فى ساعات المساء مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ويطرح عليه سلسلة أفكار أمريكية جديدة لدفع عملية التسوية. وذكرت صحيفة هآارتس أن ميتشل سيؤكد لصانعى القرار فى إسرائيل أن الإدارة الأمريكية تتوقع من نتانياهو أن يعرض موقفه من المسائل الجوهرية، لاسيما مسألة الحدود خلال الأسابيع القليلة القادمة. وتشهد عملية التسوية تعثرا كبيرا جراء رفض الحكومة الإسرائيلية وقف أو تجميد الاستيطان فى الضفة الغربيةالمحتلة، الأمر الذى تعده السلطة الفلسطينية شرطا لاستئناف التفاوض. وأعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية مؤخرا أن مساعيها لإقناع إسرائيل بتجميد أو وقف الاستيطان مؤقتا من أجل استئناف المفاوضات قد "فشلت". وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث قد أكد على أن ما حمله رئيس طاقم المفاوضات الفلسطينى صائب عريقات خلال زيارته إلى واشنطن يوم الجمعة الماضية للقاء وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون، لم يأت بجديد، بل جاء بمقترحات أمريكية قديمة بقوالب جديدة. ونوه شعث بأن إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما جددت التزامها بعملية السلام فى حين عبرت عن موقفها بأن الاستيطان غير شرعى، وأنها ستعمل للوصول لاتفاق سلام حول قضايا الوضع النهائى. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن مجلس الشئون الخارجية التابع للاتحاد أنه سيناقش اليوم مسودة مشروع قرار أعدته ألمانيا يقضى باعتراف الاتحاد بالدولة الفلسطينية المستقلة، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق تسوية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل فى غضون عام واحد. وأوضحت المصادر أن المسودة الألمانية تحمل إسرائيل مسئولية فشل الاتصالات مع الفلسطينيين وعدم التمديد لتجميد البناء الاستيطانى. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد "إن اعتراف الاتحاد الأوروبى بدولة فلسطينية مستقلة على أراضى عام 1967 سيكون عاملا مساعدا يشجع الكثير من الدول على القيام بنفس الخطوة ويسهل على السلطة الفلسطينية الحصول على قرار مماثل من مجلس الأمن الدولى". وعلى الجانب الأخر..أعربت إسرائيل عن قلقها من إعلان وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبى فى بروكسل عن استعدادهم للاعتراف بالدولة الفلسطينية من جانب واحد. وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن إسرائيل حاولت إحباط هذا الإعلان وطلبت من وزراء الخارجية الأوروبيين نشر بيان أكثر توازنا، وزعمت أن قرارا من هذا القبيل فى حال اتخاذه سيؤدى إلى وقف عملية التسوية. وتحمل المسودة الألمانية لمشروع القرار، الذى سيعرض على وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى ببروكسيل اليوم، إسرائيل مسئولية فشل الاتصالات مع الفلسطينيين وعدم تمديد تجميد البناء الاستيطانى بالضفة الغربيةالمحتلة. وذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن وزير الدولة الألمانى اكهارت فون كلاييدن نقل رسالة تتضمن هذا الموقف إلى رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، فى حين قالت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الوزير الألمانى ربما سيقوم بنقل رسالة لها علاقة بالمبادرة الألمانية الجديدة المنوى طرحها على الاتحاد الأوروبى.