"أترى أطمع أن ألمس من فيك الجواب.. أترى تصبح آهاتى ألحانا عذابا..يا حبيبى جد بوصل دمت لى واجمع شتاتى.. لا تعذبنى كفانى ما مضى من سنوات..يا حبيبى وطبيبى هل لدائى من دواء.. لا تدعنى بالهوى أشقى أترض لى الشقاء..يا حبا زاد تدفقه فغدا طوفانا يغرقنى... يا شوقا أوقد فى قلبى جمرات توشك تحرقنى".. تلك – مجازا – أبيات من الشعر.. ليست مجتزأة من مقرر النصوص على الصف الثالث الإعدادى، ولا نظمها – لركاكتها – شاعر مبتدئ، ولا قام أحد المدعين – نظرا لاختلاف البحور – بسرقتها من بعض شعراء فترات الانهيار فى الشعر العربى القديم، ولا هى ما يمكن تسميته بالشعر الحر أو قصيدة النثر – فهى بلا قافية – ولا تنتمى لأى مدرسة شعرية قديمة أو حديثة، اللهم إلا مدرسة الانتهازية بتوظيف الشىء للحصول على شىء! وحتى لا أطيل عليكم، تلك الأبيات جزء من قصيدة ضمن عديد من القصائد، نظمها رجل كان يقترب من السبعين عاما، فى غزل فتاة لم تكمل عامها العشرين، وبحسب أقواله المنشورة فهى فى عمر صغرى بناته!! وأنا هنا لا أكتب لألوم الرجل، لا على شعره الركيك – والأبيات أمامكم لتقيموها – ولا على مشاعره الفياضة، ولا إغفاله فارق عمرى يزيد عن 40 عاما بينه والفتاة، لومى للرجل على أشياء أخرى. الشيخ يوسف القرضاوى صاحب الأبيات السابقة.. يجب أن يتسع صدره قليلا لبضع أسئلة لا يملك خيار تجاهلها سوى الإجابة، فالقصة لم أحصل عليها فى سبق صحفى، ولا ائتمنت عليها فخنت وأكتب مطالبة إياه بالإجابة.. القصة برمتها نشرها الشيخ على موقعه ومواقع أخرى، كوثائق لفصول فى رحلة حياته، هذا أحد فصولها، زواجه من زوجته الأخيرة – التى انفصل عنها بغموض شديد – كتب الرجل عشرات القصائد ضمن برنامج مكثف استمر لخمس سنوات كاملة.. شمل اتصالات هاتفية دائمة بالفتاة من كل دول العالم، ورسائل تضم قصائد أو خواطر أو سمها ما شئت، وزيارات عدة لرؤية الفتاة الجزائرية – فى بلدها – وكانت فى صفها الأول الجامعى – وقتها – وعندما ينشر الشيخ تفاصيل التفاصيل لهذه السنوات الخمس السابقة على الزواج، وتنشر الفتاة – التى صارت سيدة – تفاصيل أخرى فى صحف بلادها التى لن أقيمها.. ويصبح الأمر مشاعا بهذا الشكل، فالشيخ لا يملك هنا سوى خيار الإجابة.. والإجابة الواضحة التى لا لبس فيها.. مشفوعة باعتذار لأمة من "الطيبين" اعتبرته قديسا! الشيخ الذى استوطن دولة قناة "2022" وحمل جنسيتها، متبرئا بحسب قوله سابقا من جنسيته المصرية، تغافل عن وضعه كرجل دين، وأصوله كريفى مصرى، وقلب صفحة مهمة يحرص عليها المصريون أينما وجدوا، "الأصول"، تلك التى تقف حائلا بينك وبين بيت تدخله ضيفا.. فتحمل على الأعناق، فلا تأتى أهله دائما من النافذة!!.. الأصول فى أن تكون رجلا كبيرا.. تثق فيك الفتيات الصغيرات كأب.. فلا تتذائب حيث لا يجب أن تكون ذئبا، ولو بأبيات الشعر.. الأصول فى أن تكون رجل دين فتتصرف كرجل دين.. وهنا يجوز لى الدعاء بالرحمة على كل رجال الدين الأفاضل.. الذين انفرط عقدهم بوفاة الشيخ محمد متولى الشعراوى.. رحمهم الله جميعا.. أنا هنا لا أتحدث عن زواج حلله الله، أتحدث عن مطاردة شيخ ذى مقام رفيع –بحسب ما اعتقد الكثيرون حتى وقت قريب – لفتاة فى عمر ابنته الصغرى – بحسب ما قال بنفسه.. عن سلوك غير لائق، استتبعه فعل غير لائق، رفضه والدها.. وانتهى بانفصال غير لائق أيضا.. ويحمل الكثير من علامات الاستفهام.. فالرجل لم يعلن طلاقهما.. ولا قال لها إنه قام بذلك.. فقط اختفى – بحسب روايتها هى لصحافة بلادها – وأغلق هواتفه النقالة، وتركها كعصف تذره الرياح، وحتى يومنا هذا لم يظهر، أو أناب عنه من يصرح للعامة من مريديه ومتابعيه إن كان قد طلق المرأة أم لا.. وهل هكذا أمر الإسلام يا فضيلة الشيخ القطرى؟!.. تترك امرأة عاشرتها 15 عاما نهبا للتساؤل والأقاويل؟! وحتى لا أفاجأ باتهامى بالخوض فى أمور خاصة.. أقول، لم يعد أمرا خاصا، فالشيخ نشر تفاصيله – إلا قليلا – منذ ما يزيد عن عام.. وزوجته الجزائرية قامت بنشر مزيد من التفاصيل الخاصة فى صحافة بلادها – وهو أمر ليس بجديد على تلك الصحافة – منذ عدة أيام.. وقامت إحدى الصحف الأسبوعية المصرية التى لا تهتم سوى بنشر الفضائح.. بالنقل عن الاثنين!!.. صار أمرا عاما عندما استقر الشيخ على كراهية وطنه والتبروء منه.. فى دولة تسعى بخطى حثيثة – كما تعتقد – لاختطاف مكانة وطنه.. شأن تلك الدولة التى تحمل زوجته جنسيتها!! الشيخ الذى بدأ حياته العملية ببذلة كلاسيك، وربطة عنق أنيقة.. ثم ما لبث أن تحول إلى العمامة والقفطان.. فى مجتمعات تفضل ممارسة الدجل والخزعبلات على إعمال العقل.. يبدو أنه لم ير غضاضة فى التصرف بعقل البذلة الأنيقة، تحت العمامة والقفطان.. لا سيما إذا كان حاملا لجواز سفر أحمر اللون، دبلوماسى!! وللحديث بقية..