خصت المخرجة ساندرا نشأت «اليوم السابع» بتفاصيل كواليس انسحابها من لجنة تحكيم مهرجان دمشق السينمائى بسبب تحيز المخرج الروسى فلاديمير مينشوف، رئيس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة. وأكدت ساندرا أنها منذ البداية وافقت على المشاركة فى لجنة تحكيم المهرجان بعد علمها بأن رئيس لجنة التحكيم هو المخرج العالمى والموسيقى الشهير أمير كوستاريكا الذى أخرج فيلم «أندر جراوند» لكنها فوجئت بعد توجهها لسوريا بأن رئيس لجنة التحكيم منذ البداية هو المخرج الروسى فلاديمير مينشوف الذى أدار لجنة التحكيم منذ البداية على حد قولها بشكل عشوائى جداً، ولم يمتلك القدرة على الإدارة، بالإضافة لطريقته الديكتاتورية فى إدارة أى حوار، وحاول مجاملة السوريين بإصراره على منح جائزة للفيلم السورى «مطر أيلول». وأضافت ساندرا: هذا الأمر دفعنى للامتناع عن توقيع بيان جوائز المهرجان احتجاجا على أسلوب المخرج الذى حاول فرض رأيه، وشاركنى فى موقفى المخرج نجدت أنذور. وأوضحت ساندرا: المسألة ليست فى فكرة التحيز فقط، ولكن هذا المخرج لا يصلح أساساً أن يكون رئيساً للجنة تحكيم، فهو لا يجيد السيطرة على الأعضاء المشاركين فى لجنة التحكيم الذين فضل بعضهم الصمت. الغضب من المخرج الروسى امتد إلى المخرج السورى نجدت أنذور الذى قال: «كان لابد من وقفة مع هذا المخرج لأنى شعرت بأن هناك شيئا من القمع من قبله، وأنه يرفض الحديث والحوار، وكان يبدو أن لديه أجندة مسبقة للجوائز، ولذلك انسحبت بكل أدب واحترام». ويبدو أن المخرج الروسى أصر بشدة على منح الجائزة إكراماً للبلد المضيف صاحب المهرجان، والذى بالتأكيد أكرمه واستقبله بحفاوة شديدة متغاضيا عن المعايير الفنية التى يجب أن تكون هى الفيصل، وليس المجاملات، ورغم اعتراض عدد من أعضاء اللجنة التسعة ومن بينهم المخرج السورى نجدت أنذور الذى كان يجد أن الفيلم لا يستحق، ونفس الحال بالنسبة للمخرجة المصرية ساندرا نشأت التى وجدت نفسها فى موقف لا تحسد عليه، نظراً لحالة الصمت التى انتابت باقى أعضاء اللجنة، رغم كل ذلك كانت عجرفة المخرج الروسى وتعنته كفيلين بأن يقوم المعترضون بإصدار بيان ضد ممارسة رئيس لجنة التحكيم غير المفهومة، ولم تكتف ساندرا ونجدت بذلك بل أعلنا انسحابهما من عضوية اللجنة، ورغم كل هذه التطورات وتجاوزات رئيس اللجنة فإن رئيس المهرجان لم يتدخل وترك الأمر برمته لمزاج رئيس لجنة التحكيم، وهو ما أدى إلى تفاقم الأمور، وجاء المشهد الأخير للمهرجان غير مرض لأحد على الإطلاق، ويبدو أن رئيس اللجنة يتولى مهمته للمرة الأولى لأنه معروف ضمنياً أن كل المهرجانات تشهد حالة من المواءمات فى توزيع الجوائز، وهذا لا يخفى على أحد، حتى المهرجانات الكبرى أحياناً ما تتحكم السياسية وعلاقات دول ببعضها البعض فى الشكل النهائى الذى تخرج عليه الجوائز، وتتوقف المسألة على حرفية رئيس لجنة التحكيم فى إدارة هذه المسألة، ودائماً ما يكون هناك حد أدنى من المعايير الفنية. فهل الأمور فى دورة مهرجان دمشق المنصرمة خرجت من سيطرة رئيس اللجنة، أم يعود إصراره على منح الفيلم السورى جائزة لأن هناك من أفهمهه وأملى عليه أن هذه هى عادة المهرجانات العربية وأن كل شىء فيها يخضع لأهواء منظميها وأن عليه أن يكون كريما لأقصى درجة مع إنتاجات البلد المضيف؟ للأسف، هذا ما باتت تشهده مهرجاناتنا العربية، ولكن يبدو أن مهرجان دمشق السينمائى الدولى بات يشهد الكثير من هذه الأزمات، ولن ينسى أحد منا ما حدث مع الفيلم المصرى «خلطة فوزية» فى العام قبل الماضى عندما تردد أن رئيس لجنة تحكيم الأفلام العربية فى وقتها الفنان دريد لحام رفض منح الفيلم جائزة، ووقتها حدثت مشادات وتردد أن هناك موقفا من الفن المصرى والسينما المصرية، ورغم نفى النجم الكبير دريد لحام هذا الكلام أو اتخاذه مثل هذا الموقف، فإنه لا يستطيع أحد أن ينكر حجم الكوارث التى تشهدها بعض المهرجانات العربية فى إملاء النتائج لأفلام وإنتاج بعينه، والمدهش أننا دائما ما نتساءل عن تراجع الفن وقيمة الفنون عندنا، ويبدو أن الإجابة تتلخص فى مقولة السيد أحمد عبدالجواد: «بضاعة أتلفها الهوى»، لتصبح «مهرجانات أتلفها الهوى».