قررت محكمة جنايات الإسكندرية برئاسة المستشار مجدى نوارة، تأجيل جلسة المتهم بذبح ، لاستكمال سماع الشهود. وطوال ساعات خمسة، داخل محكمة جنايات الإسكندرية، شهدت الكثير من الأحداث والملابسات على خلفية قضية المتهم بقتل صاحب محل الخمور شرق المحافظة. اعترافات المتهم، وشهادات الشهود، وإدلاء النيابة العامة بقرار إتهام عادل أبو النور سليمان، شغلت العشرات ممن حضروا الجلسة من المحامين وأهالى المجنى عليه، وكذلك وسائل الإعلام التى ملأت قاعة المحكمة. وأمام هيئة المحكمة، التى يرأسها المستشار مجدى محمد عبد العزيز نواره، وعضوية المستشارين،سامح منير ابراهيم ، ومحمد الأمير مظهر، وبحضور وكيل النائب العام، أحمد العباسى، وسكرتارية خالد يوسف وصلاح خليل، اعترف المتهم الشهير بعسلية، بارتكابه جريمة القتل العمد، مع سبق الإصرار والترصد. وفاجئ عسلية الجميع بطلبه، عدم ضرورة توكيل محامى لقضيته، قائلًا : لافائدة من وجوده، وأنا معترف بقتلى يوسف لمعى. وأجاب المتهم عسلية، على سؤال قاضى الجلسة، الذى بدأ به، حول صحة الاتهام بقتله قائلًا: حصل ولو رجع بى الزمن، حقتل كل اللى بيبعوا خمور فى البلاد. فيما كلفت نقابة محامين الإسكندرية، محاميًا للدفاع عن المتهم وفقًا للقانون، وبدأ المحامى كلامه مؤكدًا انه كان يرغب فى الانسحاب من الدفاع إلا أن الواجب يحتم عليه الالتزام بما كلفته به النقابة. واستمعت هيئة المحكمة إلى أمر الإحالة والاتهام الذي أدلى به ممثل النيابة العامة، والذى أكد فيه قيام المتهم بالقتل عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، وعقد العزم، واستخدم سكينًا وذهب للمكان الذى أيقن تواجد المجنى عليه يوسف لمعى فيه، وذبحه بعنقه، ووالاه بطعنة أخرى قاصدًا ازهاق روحه.
واستمعت المحكمة إلى أقوال الشهود فى الواقعة والذين بلغ عددهم 8 منهم نجلى المجنى عليه تونى وبيتر، وشقيقه مجدى، وصديق طونى محمود عامر، وكذا ضابط البحث الجنائى، أحمد مليس رئيس مباحث قسم الشرطة. وتشابهت أقوال شهود الواقعة، الذين أكدوا إن المجني عليه تعود الجلوس أمام المحل، يدخن الشيشة، وقبل مجيئه بساعات حضر المتهم، وقام بتناول القهوة على المقهى المجاورة للمحل، وفور وصول يوسف لمعي، جرى إليه وقام بذبحه بالسكين مرتين، وأثناء محاولة ضبطه، فر هاربًا واستقل سيارة ميكروباص من على طريق الكورنيش. وأكمل الشهود، علاقاتهم بالواقعة فكان من بينهم، عامل المقهى الذى جلس فيه المتهم، وقال أنه شاهده قبل وقوع الجريمة ب3 ساعات حينما كان يشرب عنده قهوة، وكان يدفع ثمنها أولًا بأول، وعندما كان يطلب منه الانتظار، والدفع فى النهاية، كان يرفض ويقول: محدش يضمن عمره، ومش عايز أبقى مديون. كما تم الاستماع الى شهادة الى أقوال مجدى لمعى، شقيق المجنى عليه، والذى كان يجلس بجواره، أثناء القتل،وكذلك استمعت الى أقوال طونى، نجل المجنى عليه، والذى حكى تفاصيل الواقعة كلها، قائلاً : كنت مع والدى نشترى بعض الحاجات، قبل أن نصل الى المحل، وهناك جلس جلسته المعتاده، ظهره للشارع، ووجه للمحل، وتفاجئنا، بالمتهم، يذبح والدى دون أن نستطيع انقاذه. وأكمل طونى" كان معى اخى بيتر وعامر، ومحمود عيد، وعم نصحى، لحد ماوصلنا البحر وعدى الطريق الثانى، وركب سيارة ولم نستيطع ايقافه". كما استمعت هيئة المحكمة إلى أقوال محمود عامر، صديق طونى، نجل المجنى عليه، وكان موجودًا وقت ارتكاب الجريمة، موضحًا أنه حاول الجرى وراء المتهم، لمحاولة القاء القبض عليه، بعد ذبحه عم يوسف، إلا أنه أسرع فى طريق البحر، واستقل سيارة ميكروباص كانت متوقفة، وحاول استيقافه دون فائدة.
وأكد المقدم أحمد مليس، رئيس مباحث قسم شرطة المنتزة أول، أنه تلقى إخطارًا من الأهالى، يفيد بحدوث جريمة قتل، أمام المحمصة الموجودة بشارع خالد بن الوليد فى منطقة ميامى، و عندما ذهب وجد كاميرات المراقبة، التى أظهرت ملامح ووجه المتهم، وتبين وجود بلاغ سابق، بنفس المواصفات لسائق تاكسى مسيحى، وحاول الاعتداء عليه إلا أن الأهالى أنقذوه منه. وقال مليس: ان التحريات، أثبتت اقتناع المتهم بأن بيع الخمور من المحرمات، ويجب معاقبة بائعه بالقتل. وأكد الشهود، عدم رؤيتهم للمتهم من قبل، فى حين اعترض المتهم وقال: "لا انا جيت المحل قبل كده وحذرتهم من بيع الخمور، ولكنهم رفضوا الاستماع الى وتهكموا علي. وأنهى المتهم كلامه قائلًا: قبل ما يصدر الحكم عايز أقول سبب كراهيتى للمسيحين، وهى سلوكياتهم وتصرفاتهم الخاطئة، معى ومع أى ملتحى، فأنا أقف فى ميدان عام وأبيع الحلويات للجميع، وأعرف نظرات النصارى، تجاهى، فيقومون بالبصق على، والتلويح لى بإشارات مسيئة، محذرًا: لو فضلوا يتعاملوا مع الملتحين بنفس الطريق ستتكرر عمليات القتل والذبح لهم وطلب محامى المتهم، بالاستماع الى شهادة اللواء هشام سليم، رئيس مباحث
وكان المستشار وليد البحيرى المحامى العام الأول لنيابات شرق الكلية قد أحال المتهم بقتل صاحب محمصة الإسكندرية ذبحًا إلى محكمة الجنايات بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وحيازة سلاح أبيض، ونسخ القضية لمحاكمته فى واقعة أخرى بتهمة الشروع فى قتل سائق ميكروباص. واعترف المتهم فى التحقيقات أنه عقد العزم وبيّت النية على قتل المجنى عليه انتقاماً منه لقيامه ببيع الخمور، وأشار إلى أنه سبق وتردد عليه منذ فترة وطلب منه التوقف عن بيع الخمور إلا أنه لم يمتثل لتحذيره.