بعد تراجع حدة الأزمة الخاصة بحظر دخول اللاجئين للولايات المتحدة، وقبل أن يختتم الرئيس الأمريكى أسبوعه الثانى فى البيت الأبيض، أطلق دونالد ترامب تهديدا صريحا ظهر اليوم للنظام الإيرانى وقال فى تغريدات له ظهر اليوم إن إيران كانت على وشك الانهيار وأمريكا أعطت لها الحياة مرة أخرى، مشيرا إلى أن طهران على مشارف السيطرة على العراق، محذرا من تكرارها تجربة الصاروخ الباليستى. ويأتى موقف ترامب بعد التحذير الأمريكى الرسمى من اختبار الصاروخ الباليستى وبعد سلسلة إجراءات اتخذتها واشنطن من بينها حظر سفر الإيرانيين إلى الولاياتالمتحدة، وتهديدات إلغاء الاتفاق النووى المبرم فى يوليو 2015، ما دفع مراقبين لإثارة تساؤل حول عودة الخيار العسكرى الأمريكى لتقويض إيران فى المنطقة.
وجاءت أول ردود الأفعال داخل إيران على لسان رئيس مركز الأبحاث الاستراتيجية فى مجمع تشخيص مصلحة النظام ومستشار المرشد الأعلى على أكبر ولايتى، الذى أكد على أن بلاده ستواصل وبقوة أنشطتها الصاروخية، معتبرا أن الصواريخ التى تم اختبارها دفاعية، مشيرا إلى أن بلاده لن تأخذ الاذن من أى بلد للدفاع عن نفسها.
وقال مستشار المرشد الأعلى نحن لا نهتم كثيرا بهذه المواقف، مشيرا إلى أن المسئولين الأمريكيين يفتقدون التجربة وتصريحاتهم غير منطقية، ولا تستند إلى أى أساس، ورأى ولايتى أن إدارة ترامب الجديدة بمواقفها الأخيرة ستلحق الضرر بالمصالح الأمريكية، مشيرا إلى أن التهديدات الأخيرة لطهران ليست الأولى من نوعها، وأنه على المسئولين الأمريكيين أن يدركوا أن إيران هى البلد الأقوى فى المنطقة، ولن تخضع لمثل هذه التهديدات".
وأضاف ولايتى أن "على المسئولين الأمريكيين الكف عن إطلاق تصريحات فارغة، والاستفادة من تجاربهم السابقة"، مشيرا إلى أنهم "هزموا فى العراق وسوريا وأفغانستان رغم توظيفهم لترليونات الدولارات باعتراف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب نفسه".
من جانبه أشار إعلام طهران، إلى أن واشنطن بدأت رسميا بابتزاز طهران، وقالت صحيفة "رسالت" الإيرانية فى تقريرها إن الإدارة الأمريكية الجديدة بدأت رسميا ابتزاز إيرن حول قدرتها الصاروخية، مشيرة إلى أن ذلك كان يتم أيضا فى عهد إدارة أوباما.. ورأت الصحيفة أن ترامب بصدد تقويض القدرة الصاروخية للجمهورية الإسلامية.
ومن جانبه قال المحلل الإيرانى أمير حسين يزدان فى مقاله بصحيفة "خراسان" إن محاولات الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل للتوصل إلى نتيجة ضد إيران فى جلسة مجلس الأمن الثلاثاء الماضى باءت بالفشل، مشيرا إلى أنه خلال ال 11 شهر الماضية عقد مجلس الأمن على الأقل 3 جلسات حول برنامج إيران الصاروخى وانتهت دون تحقيق أى نتائج.
وقال على أهنجر المحلل السياسى فى مقاله بصحيفة "ابتكار" إن ترامب شخصية قادرة على فعل أى شئ، وحتى أنه قادر على أن يجعل العالم يواجه مشكلات حقيقية وعميقة لا يمكن إصلاحها.. وأشار الكاتب إلى أن ترامب يحقق وعوده واحدا تلو الآخر، وقال إن سلوكه فى الأيام العشر الأولى من توليه الرئاسة تشير إلى أنه سياسى لا يمتلك عقلانية على حد وصفه.
وأوضح الكاتب أن الجمهوريون الذين تم إذلالهم فى فترة أوباما، الآن وجدوا فرصتهم، وتنبأ الكاتب بشن حربا على بلاده قائلا "إن الجمهوريون من الممكن أن يمنحوا ترامب زر الحرب على إيران حتى دون الحصول على موافقة الكونجرس".
ونصح الكاتب بلاده أن تتجه فى هذه الظروف الراهنة إلى سياسة التعامل البناء مع الدول الأوروبية، مشيرا إلى أن سياسة تجنب إثارة التوتر مجددا ستحمى إيران من الغرق فى أزمة خطيرة. ونصح الكاتب الداخل الإيرانى بالبعد عن الصراعات الداخلية والحزبية بين التيارات، وتجنب الخلافات الإقليمية، وانتهاج سياسة إعادة بناء علاقات طهران مع دول المنطقة.
الخارجية الروسية تدعو واشنطن إلى عدم فرض عقوبات جديدة على إيران من جانبها دعت وزارة الخارجية الروسية واشنطن إلى الامتناع عن فرض عقوبات جديدة ضد طهران، مشيرة إلى أن ذلك من شأنه أن يعقد تنفيذ الاتفاق النووى.
وصرح مدير دائرة الأمن ونزع الأسلحة بوزارة الخارجية الروسية ميخائيل أوليانوف، يوم الخميس 2 فبراير، بأن القيام بخطوات جذرية من شأنه تعقيد تنفيذ خطة العمل الشاملة والمشتركة بخصوص البرنامج النووى الإيرانى.
وأضاف أوليانوف أن "أى إجراءات جذرية، بما فى ذلك فرض عقوبات، من شأنها فى الظروف الحالية أن تعقد تنفيذ الاتفاق بنجاح"، داعيا واشنطن إلى عدم اتخاذ مثل هذه الخطوات.