رفض دميترى بيسكوف، الناطق باسم الرئيس الروسى، اعتبار اعتراف المخابرات الأمريكية بالتنصت على السفير الروسى لدى واشنطن خبرا جديدا. وجاء هذا التعليق، اليوم الأربعاء، فى معرض إجابة بيسكوف على سؤال حول تقارير إعلامية أمريكية عن تنصت مكتب التحقيقات الفدرالى الأمريكى على اتصال هاتفى بين السفير الروسى ومستشار للرئيس الأمريكى دونالد ترامب. وأوضح قائلا: "لدى شكوك فى أن هذا خبر جديد، كما أنه ليس خبرا يُرضينا". وأعاد إلى الأذهان أنه تم التأكد من صحة تقارير إعلامية سابقة عن تنصت الاستخبارات الأمريكية ليس على سفراء أجانب فحسب، بل وعلى زعماء دول أخرى، لاسيما المستشارة الألمانية والرئيس الفرنسي. وكانت تقارير إعلامية قد نقلت عن مصادر فى مكتب التحقيقات الفدرالى"FBI" تأكيدها على تنصت المكتب على مكالمة هاتفية بين مستشار للرئيس الأمريكى دونالد ترامب والسفير الروسى لدى واشنطن، على الرغم من أنه لم يتمكن من إيجاد شيء "غير لائق" فى تلك المكالمة. ونقلت صحيفة "وشنطن بوست" عن مسؤولين استخباراتيين أمريكيين قولهم إن مايكل فلين، مستشار الرئيس ترامب، أجرى مكالمة هاتفية مع السفير الروسى لدى واشنطن سيرغى كيسلياك فى 29 ديسمبر الماضى، أى فى اليوم نفسه، الذى فرضت فيه إدارة باراك أوباما الحزمة الأخيرة من عقوباتها ضد روسيا بذريعة التدخلات الروسية المزعومة فى الحملة الانتخابية بالولايات المتحدة. وكان فريق ترامب قد قال إن المكالمة بين فلين وكيسلياك جرت فى 28 ديسمبرالماضى، أى قبل يوم من فرض العقوبات الأمريكية الجديدة، لكن مسؤولين فى" FBI" ذكروا أن الاثنين اتصلا فى هذا اليوم للاتفاق على إجراء مكالمة مفصلة ولتبادل التهانى بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة، لكن المحادثات الحقيقية جرت فى 29 ديسمبر. وسبق لمتحدث باسم البيت الأبيض أن أعلن أن المحادثات بين فلين وكيسلياك ركزت على تنظيم مكالمة هاتفية بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب بعد مراسم تنصيب الأخير، كما نقل السفير الروسى للجانب الأمريكى الدعوة لحضور مفاوضات السلام فى أستانا. بدوره عبر فلين عن تعازيه بضحايا كارثة الطائرة الروسية فى البحر الأسود، أما موضوع العقوبات الأمريكية الجديدة وقرار أوباما طرد 35 دبلوماسيا روسيا، فلم يتناوله المسؤولان الروسى والأمريكى خلال المكالمة على الإطلاق. ولم ترد موسكو رسميا حتى الآن على الكشف عن تنصت الاستخبارات الأمريكية على دبلوماسييها.
