مع اقتراب انتخابات التجديد النصفى للكونجرس، بزغ نجم جماعة سياسية جديدة لا ترقى إلى مرتبة الأحزاب، وتطلق على نفسها «حزب الشاى». وهى جماعة تتبنى فكراً يمينياً متطرفاً، واقتبست اسمها «حزب الشاى Tea party» من احتجاج شعبى قام به الأمريكيون عام 1773 اعتراضاً على فرض البرلمان البريطانى ضرائب على الشاى المصدر إلى المستعمرات الأمريكية، وقاموا خلاله بالاستيلاء على ثلاث سفن بريطانية فى ميناء بوسطن، وألقوا بصناديق الشاى فى المياه، لتنطلق بذلك الثورة الأمريكية ضد الاستعمار البريطانى. ولم يكن ظهور حزب الشاى مفاجئاً، فبدايته تعود إلى فترة الأزمة المالية العالمية الطاحنة والتى بلغت قمتها عام 2009 وشهدت تدخلاً من الحكومة الأمريكية لدعم البنوك والشركات من أجل إنقاذ الاقتصاد. واستغل أعضاء هذا الحزب الأزمة لشن هجوم شرس على الرئيس الأمريكى باراك أوباما وسياسته وركزوا أفكارهم حول رفض تدخل الحكومة الفيدرالية فى إدارة الاقتصاد، ورفض زيادة الضرائب على الأغنياء، ورفض تدخل الحكومة فى شؤون خارجية كالحروب فى العراق وأفغانستان.ويثير صعود حزب الشاى مخاوف المسلمين فى الولاياتالمتحدة، خاصة أن أعضاء هذه الحركة تمكنوا من التغلب على بعض الوجوه الجمهورية التقليدية ذات الشعبية فى الانتخابات المؤهلة لانتخابات التجديد النصفى للكونجرس. ولأن العادة الأمريكية جرت على أن كل حزب أو جماعة سياسية يجب أن يكون لها منافسها، ظهرت حركة مضادة لحزب الشاى هى «حزب القهوة»، لمحاربة حزب الشاى وأفكاره. وتم تأسيس حركة حزب القهوة من المهاجرين، ورفعوا شعار «استيقظ وتأهب»، ولعل ذلك جعل البعض ينظر إلى المعركة ما بين الشاى والقهوة على أنها لا تتعدى كونها نوعاً من الفكاهة. لكن انتخابات الكونجرس القادمة بعد أسبوعين قد تثبت أن الأمر أكثر من مجرد مزحة سياسية.