تسأل قارئة: أنا مقبلة على إجراء تجربة أطفال الأنابيب، هل لى أن أعرف إذا كان هناك أى تشوه أو عيب خلقى يمكن أن يصيب الطفل القادم باذن الله؟ تجيب على السؤال الدكتورة رجاء منصور، رئيس جمعية الشرق الأوسط للخصوبة، قائلة: للإجابة على هذا السؤال يجب أن يتم دراسة هؤلاء الأطفال دراسة دقيقة بالمقارنة بالأطفال المولودين عن طريق الحياة الزوجية العادية، ولما كان عدد الأطفال المولودين عن طريق الإخصاب الطبى المساعد قد تعدى الآن الثلاثة ملايين طفل، ولأهمية هذا الموضوع فقد أجريت بالفعل مجموعة كبيرة من الدراسات عن صحة هؤلاء الأطفال، ولذلك تكونت جمعيات مختلفة لجمع المعلومات ومراقبة النتائج ومن أهم هذه الجمعيات الهيئة الدولية لمراقبة الإخصاب الطبى المساعد والتى أنشئت لجمع المعلومات وقد نشرت حتى الآن خمسة تقارير عالمية عن نتائج أطفال الأنابيب وقد زارت الهيئة مصر عام 2003، وقد كان لى الشرف باختيارى لأكون أحد أعضاء هذه الهيئة المكونة من ثمانية أشخاص على مستوى العالم. وتشير د.رجاء منصور إلى أن هناك دراسة مهمة صدرت عام 2002 شملت 2998من أطفال الأنابيب و 2889 من أطفال الحقن المجهرى وجاءت نتيجة الدراسة كالتالى: أ- وزن الأطفال: 5 ,1 % من أطفال الأنابيب و 8, 1% من الحقن المجهرى فكان وزنهم أقل بكثير من الطبيعى ولا تختلف هذه النسبة عنها فى أطفال الحمل الطبيعى والتى تبلغ 4, 1% ويجب ملاحظة أن الأوزان القليلة تنتج أساسا من الحمل فى التوائم. ب- نسبه التشوهات والعيوب الخلقية تبلغ 8, 3 % فى أطفال الأنابيب و4, 3 % فى أطفال الحقن المجهرى وهى نسبه تماثل أطفال الحمل الطبيعى. وتؤكد د.رجاء إلى أنه ليس هناك أية علاقة بين التكنيك المستخدم فى أطفال الأنابيب وزيادة نسب التشوهات الخلقية فى المواليد ولكن الحقيقة المهمة، التى يجب الإشارة إليها هى أن الأطفال الذكور المولودين عن طريق الحقن المجهرى السيتوبلازمى سوف يرثون مشكلة أبائهم المسببة فى عدم الإنجاب وهذا لأنه فى حوالى 5-15% من الأزواج الذين يعانون من ضعف شديد فى تكوين الحيوانات المنوية لديهم عيب وراثى فى تركيب الكروموسوم المسمى y وغالبا يكون بهذا الكروموسوم نقص فى جزء معين مسئول عن تكوين الحيوانات المنوية. ويرث الأبناء الذكور المولودون عن طريق الحقن المجهرى السيتوبلازمى هذا العيب فى كروموسوم yالموجود عند آبائهم بنسبه 100% وقد وجد أيضا أن فى حوالى 4%من هؤلاء الأزواج لديهم عيب فى عدد أو تركيب الكروموسومات الأخرى بحيث أن يكون جزء من أحد الكروموسومات منتقلا من مكانة وملتصقا بآخر أو غير ملتصق وهذا يؤدى الى زيادة نسب الإجهاض والعيوب الخلقية. ومنعا لانتقال العيب الوراثى الموجود فى هذا الكروموسوم إلى الأبناء الذكور المولودين عن طريق الحقن المجهرى السيتوبلازمى يمكنهم إجراء اختبار وراثى للأجنة قبل نقلها إلى رحم زوجاتهم.
