أكد عبد الحكيم جمال عبد الناصر، النجل الأصغر للزعيم الراحل جمال عبد الناصر، أن والده لم يكن ديكتاتورا ولكن ما نعيشه الآن أقسى دكتاتورية وهى سيطرة رأس المال، أى أن الفقير لا صوت له، فهل هذه هى الديمقراطية؟ حيث تملك فئة معينة من الأشخاص حرية الكلام لأنها تمتلك وسائل الإعلام التى يسخرونها لسياستهم وحياتهم ومصالحهم ويبقى الفقير بدون صوت. وأشار عبد الحكيم فى حوار مع الإعلامية أمل الحناوى على قناة روسيا اليوم إلى أن ما أثير فى عصر السادات عن الحزب الواحد وعدم وجود حرية للكلام، هل هناك من اطلع على المناقشات التى كانت تجرى خلال اجتماعات الاتحاد الاشتراكى أو اللجنة المركزية العليا أو حتى على مستوى منظمات الشباب؟ إن كل هذه المناقشات موثقة رسميا، لذا أطرح سؤالا، هل التعددية تعنى الديمقراطية؟ وهل عدم وجودها يعنى الدكتاتورية؟ أعتقد أن هذا الموضوع يجب أن يدرسه أناس متخصصون. وحذر عبد الحكيم عبد الناصر من أن مثلث الرشوة والفساد والمحسوبية كفيل بالقضاء على أى مجتمع، معتبرا أن استشراء الفساد فى أى مجتمع لا بد من مقاومته وأشار إلى أن حالات الفساد فى عهد والده كانت محدودة للغاية وكانت تقابل بحزم. وعن مواجهة أسرة عبد الناصر للحملات الإعلامية الشرسة إبان عهد السادات، أكد عبد الحكيم عبد الناصر على أن ذلك فى البداية كان أمرا صعبا طبعا، ولكن تعودنا فيما بعد عليه، وكانت مؤازرة الشعب المصرى ودعمه ومساندته لنا عاملا مهما فى ذلك. لقد كان رد فعل الشعب المصرى موضوعيا، هذا الشعب الذى قام عبد الناصر بالثورة من أجله وعاش ومات من أجله.. ونفى عبد الحكيم عبد الناصر نهاية مبادئ ثورة 23 يوليو حيث شدد على وجودها وأن ما هو ظاهر على السطح هو عكس تلك المبادئ، إن مجرد القول بأن ما يحدث هو ضد مبادئ الثورة يعنى وجود هذه المبادئ، فلو كانت قد اختفت لما حدثت المقارنة. ويشعر الناس أنهم بحاجة إلى هذه المبادئ وأنهم بحاجة للقضاء على الاستعمار والاحتكار وسيطرة رأس المال. إن مبادئ الثورة خلقت الاستقلال الوطنى بإرادة الشعب المصرى الحرة، كل هذا لم يكن ليرضى به الغرب والصهيونية لأنهم يريدوننا أن نكون تابعين لهم دائما. وعن المخاوف من غياب العدالة الاجتماعية، أكد عبد الحكيم عبد الناصر على أن ذلك سيؤدى إلى عدم الأمان قائلا، اليوم لا توجد عدالة اجتماعية فى المجتمع المصرى ويعيش الكثيرون دون مستوى الحد الأدنى للعيش، فى حين تملك فئة صغيرة كل شىء، من هنا عدم الاستقرار وعدم الأمان، وتعتبر المجتمعات الأوروبية والأمريكية أن وجود الطبقة الوسطى هو العمود الفقرى وعنصر الأمان لأى مجتمع، وهذه الطبقة تآكلت فى المجتمع المصرى. واعتبر عبد الحكيم عبد الناصر أن حل مشكلات العالم العربى يكمن فى عودة القومية العربية قائلا، طبعا إنها الحل الوحيد لكافة مشاكلنا، وما نتعرض له هو بسبب عدم انبعاث هذه القومية، لقد خاف الأعداء قيام دولة واحدة من المغرب إلى البحرين، لذلك عملوا كل ما بوسعهم لعرقلة ومنع قيام الوحدة العربية التى كانت ستصبح نواة لقيام الدولة العربية الموحدة. وعن فشل المشروع الأمريكى فى العراق، قال عبد الحكيم عبد الناصر إنه لا يوجد محتل يقيم ديمقراطية لأن المحتل يستعمر وينهب ويخرب ويقتل، وهذا ما حدث فى العراق، إضافة إلى استنزاف مصادر الثروات الطبيعية. إنه شكل جديد للاستعمار عن طريق وكلاء. وانتقد عبد الحكيم عبد الناصر تعيين رجال الأعمال فى وظائف حكومية، مؤكدا أن ذلك يحمل العديد من المتناقضات، فكيف يشرع قوانين وهو يملك بزنس!. وعما إذا كان يتوقع وقف الهجوم على فترة حكم عبد الناصر، استبعد الابن ذلك قائلا، "كلا" لأن عبد الناصر بالرغم من مرور 40 سنة على غيابه لا يزال يشكل خطرا. إنه فعلا يمثل 40 سنة من الحضور وليس الغياب. إنه موجود فى كل قضية وموقف وأن أى مظاهرة أو مسيرة فى مصر أو الأرض المحتلة ترفع صورة تعكس أمورا كثيرة جدا. إنها تشير إلى رفض الظلم الاجتماعى والتبعية والاحتلال الصهيونى وتؤكد على الإرادة الحرة وعزة النفس والكبرياء. أى سيبقى الهجوم مستمرا مادام الظلم موجودا. وعما يخاف منه خلال الأيام المقبلة على مصر قال عبد الحكيم عبد الناصر شيئان لا ثالث لهما الفتنة الطائفية وزيادة التفاوت الطبقى بين الأغنياء والفقراء.