يواصل أقباط أسيوط لليوم السابع على التوالى، الاحتفال بذكرى لجوء "العائلة المقدسة" إلى جبل درنكة فى أسيوط، وتستمر الاحتفالات حتى 21 أغسطس الجارى، ويتمها العيد يوم 22 من نفس الشهر، وهى الفترة الزمنية التى مكثتها العائلة المقدسة أثناء رحلتها بمصر فى هذا المكان . ويحرص الآلاف من الأقباط والمسلمين من كل أنحاء الجمهورية ومن خارج مصر على المشاركة فى الاحتفالات بجميع مظاهرها، التى تعد واحدة من أهم الاحتفالات بمحافظة أسيوط وأكثرها شعبية وتواجداً، ويحظى هذا الاحتفال بنسبة حضور عالية من كل فئات المجتمع، ويحرص الحضور على المشاركة فى "الدورة" كأبرز مظاهر الاحتفالات، والتى تنطلق فى تمام الساعة ال 6 مساء من كل يوم، ويخرج فيها الشمامسة من كنيسة المغارة يحملون أيقونة كبيرة للسيدة العذراء، خلفها المئات من الأطفال يرتدون أيضاً ملابس الشمامسة البيضاء، ثم يأتى الرهبان والقساوسة خلف الأيقونة مباشرة، يصطفون فى صفين ومن بعدهم فى الخلف يأتى شمامسة منتهجين نفس المنوال وتتعالى أصوات الترانيم والتسابيح.
ويتواجد نيافة الأنبا يؤانس مطران أسيوط بداخل الموكب "الدورة" بملابس الرهبان، ويحمل صليباً فى يده اليمنى، ويشير به إلى شعب الكنيسة بالسلامة والبركة والمحبة، فيما تطلق النساء الزغاريد للترحيب به، ويطلق الأنبا يؤانس عدد من الحمام من داخل قفص، تعبيراً عن السلام والأمان. وفى نفس السياق، يقوم الزائرون والمحتفلون بالتبرك بمزار الأنبا ميخائيل مطران أسيوط الراحل، والذى يرقد فى دير السيدة العذراء بعد أن أوصى بدفنه فى هذا المكان. وترجع أهمية دير العذراء بجبل أسيوط الغربى إلى مجئ العائلة المقدسة لأسيوط، حيث قدمت السيدة مريم العذراء وسيدنا عيسى عليه السلام، وهو طفل صغير وبصحبة القديس يوسف النجار، بعد أن تركت العائلة المقدسة فلسطين وطنها واتجهت نحو البلاد المصرية، قاطعة صحراء سيناء حتى وصلت شرقى الدلتا مجتازة بعض بلاد الوجه البحرى، ومنها إلى صعيد مصر حتى مدينة أسيوط ثم إلى جبلها الغربى، حيث المغارة المعروفة التى حلت بها العائلة المقدسة. ومن جهته، قال اللواء ماجد عبد الكريم السكرتير العام لمحافظة أسيوط، إن تلك الاحتفالية تقام كل عام، وتعتبر من أشهر المناسبات المسيحية، حيث يقوم أكثر من مليون زائر من المسيحيين والمسلمين من مختلف الأعمار من جميع محافظات مصر بزيارة الدير، بالإضافة إلى السائحين من مختلف دول العالم فى مشهد يدل بصورة كبيرة على معانى الوحدة الوطنية بين كافة طوائف الشعب، مؤكداً على ضرورة زيادة الروابط بين عنصرى الأمة وتحقيق التنمية والنهضة الشاملة لبلدنا. وأضاف عثمان الحسينى مدير الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة بأسيوط، أنه تم التنسيق مع إدارتى المرور والمواقف، تيسيراً للمحتفلين بهذه المناسبة، مشيراً إلى أنه تم اتخاذ إجراءات احترازية وطبية متكاملة اتخذتها المحافظة، ونشر وحدات إطفاء وأخرى طبية داخل الدير وخارجه طوال ال24 ساعة يومياً حتى انتهاء الاحتفالات، موضحاً أنه تم تمهيد الطرق وإنارتها للزوار، كما أن وزارة السياحة قامت بعمل لوحة إعلانية تكلفتها بلغت حوالى 110 ألف جنيه تحكى قصة الدير وكيفية الوصول إليه. وأشار عثمان إلى أن الدير يقع بقرية درنكة على بعد 10 كيلو متر من مدينة أسيوط و3 كيلو متر من قرية درنكة، ويرتفع أكثر من 100 متر عن سطح البحر، وكان يتم اللجوء إلى كنيسة المغارة للاحتماء من فيضان النيل منذ أيام الفراعنة، وبدأ بإقامة كنيسة فى القرن الأول الميلادى، والتى تعد من أقدم الكنائس فى العالم، ثم تحولت لدير فى القرن الرابع الميلادى واشتهر بدير الرهبان. الآلاف يتوجهون للدير للاحتفال توافد الزائرين على الدير الأقباط يتبركون بمزار الأنبا ميخائيل دورة مجسم السيدة العذراء أشهر مظاهر الاحتفال الأنبا يؤانس يمنح أحد الأطفال البركة توافد الزائرين على دير السيدة العذراء الأنبا يؤانس والشمامسة يتصدرون دورة السيدة العذراء الأطفال يشاركون فى الدورة
