بدأت الفلبين استعدادات لإعادة دفن رفات الدكتاتور الراحل فرديناند ماركوس فى مقبرة للأبطال الوطنيين وهو القرار الذى أثار انتقادات من نائبة الرئيس ويمكن أن يؤدى إلى الاستقطاب فى البلاد. وقال الرئيس رودريجو دوتيرتى إنه يفى بوعد قطعه أثناء حملة ترشحه بإعادة دفن ماركوس -الذى حكم البلاد بقبضة حديدية على مدى عقدين- فى مقبرة الأبطال كرئيس سابق وجندى، ويوم الأحد كلف وزير الدفاع ديلفن لورينزانا رئيس أركان القوات المسلحة الجنرال ريكاردو فيسايا بالإشراف على مراسم إعادة الدفن الشهر القادم استجابة "للأمر الشفوى من الرئيس بتنفيذ وعده الانتخابي"، وقال لورينزانا للصحفيين اليوم الاثنين "أنفذ فقط توجيها رئاسيا بغض النظر عن رأيي." وأضاف "يستحق أن يدفن فى مقبرة الأبطال وفقا للمعايير المستقاة من القواعد العسكرية."، وكان ماركوس جنديا وزعيم جماعة مسلحة أثناء الحرب العالمية الثانية عندما احتلت القوات اليابانية المستعمرة الأمريكية السابقة، وخلال حكمه فى السبعينات والثمانينات جمع ماركوس وحاشيته ثروة غير مشروعة تقدر بنحو عشرة مليارات دولار وقتل آلاف من المتمردين الشيوعيين المشتبه بهم والخصوم السياسيين. وتنفى زوجته إيميلدا جمع ثروة غير مشروعة.
وقالت نائبة الرئيس لينى روبريدو إنها تعارض قرار دوتيرتى بنقل رفات ماركوس من بلدته باتاك فى شمال الفلبين إلى المقبرة، وقالت فى بيان "السيد ماركوس ليس بطلا. كيف نسمح بمراسم دفن أبطال لرجل نهب بلدنا وكان مسؤولا عن مقتل واختفاء الكثير من الفلبينيين؟."وتغلبت روبريدو -وهى مدافعة عن حقوق الإنسان- على ابن الدكتاتور الراحل والذى يحمل نفس اسمه فرديناند ماركوس فى انتخابات لمنصب ، وقالت إن قرار دوتيرتى لن يحقق الوحدة للمجتمع لكنه "سيعمق الجراح الدامية" لضحايا ماركوس.
وعارض بعض القساوسة الروم الكاثوليك والنشطاء من تيار اليسار خطة إعادة دفن ماركوس، وقال أحد القساوسة البارزين ويدعى ارتورو باستس "إنها إهانة كبيرة."، ورد دوتيرتى على الانتقادات.وقال الرئيس فى كلمة أمام جنود أمس الأحد مشيرا إلى المقبرة "لا أرى خطأ فى دفن ماركوس فى ليبينجان نج مجا باياني" فى إشارة للمقبرة ،وانتخب ماركوس رئيسا فى 1965 وأعيد انتخابه بعد أربع سنوات لكنه فرض الأحكام العرفية قبل عام من انتهاء ولايته الثانية.
وفى 1986 أطيح به من الحكم فى "انتفاضة شعبية" وهرب إلى هاواى حيث توفى هناك بعد ثلاث سنوات. ونقلت رفاته فى مطلع التسعينات وظلت فى مقبرة خاصة بأسرته.