استقبل الدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الأوقاف وفداً عراقياً دينياً رفيع المستوى ضم الدكتور أحمد عبد الغفور السامرائى رئيس ديوان الوقف السنى وسماحة الدكتور صالح الحيدرى رئيس ديوان الوقف الشيعى الذى يزور القاهرة بدعوة من وزير الأوقاف لبحث سبل التعاون الدينى بين البلدين. وقد أبدى الجانبان ترحيباً كاملاً بالتعاون فى جميع المجالات الدينية خاصة ما يتعلق بالتقريب بين المذاهب الإسلامية وتنشيط الجهود الإسلامية لتوحيد الصف الإسلامى ومحاربة كافة أشكال التعصب والتطرف والتشدد. وأكد زقزوق خلال اللقاء أن مصر لم تعرف يوماً التعصب أو الانحياز لأى مذهب أو تيار دينى على حساب الآخر فالأزهر الشريف ظل منذ أكثر من ألف عام ولا يزال قادراً على احتواء مختلف المذاهب التى تدرس بداخله دون أى حساسيات، كما أن الوزارة تصدر منذ فترة طويلة موسوعة الفقه الإسلامى التى تعد جهداً غير مسبوق وصدر منها حتى الآن 34 جزءً ولا يزال العمل جاريا لإصدار أجزاء متتالية وهى لا تقتصر على المذاهب السنية الأربعة فقط بل تشمل أيضاً المذهب الجعفرى والإباضى والزيدى والظاهرى. وشدد الوزير على أنه قد آن الأوان لأن يتحمل حكماء الأمة وعقلاؤها مسئوليتهم تجاه توحيد جهود الجميع من أجل مصلحة العالم الإسلامى ونهضته ومحاربة كل ما يؤدى إلى تفرقة المسلمين وتشتتهم بقضايا خلافية وطائفية أو مذهبية ضيقة لا علاقة لها بجوهر الإسلام. كما شدد زقزوق وضيفيه الكبيرين على ضرورة ترسيخ ثقافة التعايش الإيجابى بين الجميع خاصة وأن الإسلام يقبل الاختلاف فى وجهات النظر ويعتبره مصدراً لإثراء الفكر والتعارف والتكامل بين البشر وليس منطلقا ً للنزاع والشقاق. كما أوضح زقزوق أن المصريين من أكثر الشعوب الإسلامية تعلقاً وحباً لآل البيت وأعرب عن أمله أن يعود للعراق ازدهاره ويستعيد دوره كقوة فاعلة فى العالم الإسلامى. كما أشاد الدكتور السامرائى والشيخ الحيدرى إلى احترامهما الكامل لمصر ودورها الرائد فى خدمة قضايا الأمة، وأكدا أن مصر لها مكانة خاصة لدى جميع العراقيين ويربطها بالعراق قواسم مشتركة كثيرة.