أساتذة الأورام يؤكدون: "مش كل حاجة بتجيب سرطان".. حياتنا محاطة بمئات المواد الكيماوية والمسرطنة ولكن الاستخدام المعتدل لا يسببها.. اعرف تاكل وتشرب إزاى بدون ما يجيلك "الوحش الخبيث"

نطالع يوميا عشرات الأخبار والمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعى التى تحذر من كل شىء تقريبا، وتزعم أنه يتسبب فى السرطان، ما أثار الفزع والخوف فى قلوب الكثير من المواطنين، وأصبحوا فى حيرة شديدة من أمرهم، هل يقاطعون هذه الأشياء أم يستمرون فى استخدامها ويعرضون أنفسهم لمخاطر صحية محتملة؟
ومن أبرز الأشياء التى تم التحذير منها والربط بينها وبين ارتفاع فرص الإصابة بالسرطان: المواد المطاطية والبطاطس المقلية ذات اللون البنى والقهوة المحمصة والمشويات ومزيلات العرق والشامبوهات والميكروويف والإيصالات البنكية، ونحاول خلال هذا التقرير تفنيد هذه المزاعم والوقوف على حقيقتها.
الاستخدام المعتدل للمواد الضارة لا يسبب السرطان
ومن جانبه أوضح الدكتور هانى الناظر، أستاذ الأمراض الجلدية والرئيس الأسبق للمركز القومى للبحوث أن أغلب الأشياء المحيطة بنا فى حياتنا تحتوى على مواد كيميائية مثل الكريمات والصابون والملابس حتى الأدوية، ويوجد بالفعل عدد كبير من هذه المواد يرفع فرص الإصابة بالسرطان، ولكن فى حالة استخدامها بمعدل كبيرة ولفترات طويلة، بينما يساهم الاستخدام المعتدل لهذه الأشياء والتعرض لها لوقت أقصر قدر الإمكان فى الحد من هذه المخاطر.
وأكد الناظر أن الكثير من الأشياء المحيطة بنا تحمل درجة خطورة معينة فى رفع خطر حدوث السرطان، وتتوقف فرص الإصابة بالمرض على معدلات استخدام الشخص لها حيث تتطلب الإصابة بالسرطان تعرض الإنسان بشكل متكرر لهذه المواد وليس مرة واحدة فقط كما يعتقد الكثيرون، مضيفا أن الخوف من المواد المحيطة بنا فيه مبالغة كبيرة.
ودلل على ذلك بسرطان الجلد، والذى يحتاج كى ينشأ تعرض الإنسان لأشعة الشمس لسنوات طويلة لا تقل عن 15 سنة، وأن يكون ذلك فى الفترات التى تشهد إشعاع قدرا كبيرا من الأشعة فوق البنفسجية، (من العاشرة صباحا وحتى الثالثة عصرا) وقد لا يصاب بهذه الأورام أصلا، كما هو حال الكثير من الصيادين والعمال الذين يعملون تحت أشعة الشمس.
وأضاف الناظر أن نسب الإصابة بالسرطان فى مصر لا تختلف تقريبا عن المعدلات العالمية، وفيما يتعلق بزيادة أعداد مرضى السرطان خلال السنوات الأخيرة، فذلك يرجع إلى زيادة عدد السكان، على حد قوله.
تناول اللحوم المصنعة مرة أسبوعيا لن يصيبك بالسرطان
ومن جانبه قال الدكتور مجدى نزيه، أستاذ ورئيس قسم التثقيف الغذائى فى المعهد القومى للتغذية ورئيس المؤسسة العلمية للثقافة الغذائية أن المستهلك لو اعتدل فى الشيء الذين يتناوله أو يتعرض له فلن يصاب بالسرطان، مؤكد على مبدأ "عدم الإفراط وعدم التفريط"، فلا ينبغى الإفراط فى تناول شيء ما والتعرض له بكثرة، وكما أن الحرمان منه أمر خاطئ أيضا.
فعلى سبيل المثال تحتوى الأطعمة المشوية على نسب عالية من الكربون، وهو معروف أنه من المواد المسرطنة، ولكن إن تناولت اللحم المشوى مرة فى الأسبوع فلن تصاب بضرر، والأمر نفسه بالنسبة للحوم المصنعة والتى اعتبرتها منظمة الصحة العالمية مؤخرا من مسببات السرطان، حيث يؤكد د.مجدى نزيه أن تناولها مرة فى الأسبوع لن يصيبك بأى أذى.
ضعف المناعة هى المرحلة الأهم فى الإصابة بالسرطان
ومن جانبه أشار الدكتور عادل دنيور ، أستاذ جراحة الأورام والتجميل والتكوين، رئيس قسم جراحة الأورام بمركز الأورام جامعة المنصورة ورئيس أقسام الجراحة، أن الإصابة بمرض السرطان تحدث على خطوتين، الأولى يتأثر فيها الجسم بعدد من العوامل المساعدة مثل التدخين والسمنة والوجبات السريعة والنوم غير الصحى والتعرض للسموم وعوادم السيارات، ولكن لا تحدث الإصابة بالسرطان دون حدوث الخطوة الثانية.
وأضاف أستاذ جراحة الأورام أن الخطوة الثانية تتضمن حدوث ضعف فى المناعة وعجزها عن السيطرة على خلايا السرطان التى تتكون فى أجسامنا يوميا ، وهو ما يؤدى لظهور الأورام.
وفيما يتعلق بالأشياء المؤكدة التى ثبت تسببها فى الإصابة بالسرطان، أشار الدكتور عادل دنيور أنها تشمل: السجائر (تسبب سرطان الرئة) وكذلك الإصابة ببعض الفيروسات مثل فيرس سى وفيرس بى، اللذان يسببان سرطان الكبد، وكذلك فيرس الهربس ، وفيرس "EBV"، وكما أكد أن الحالة النفسية الجيدة من أقوى الأسلحة لمكافحة الأورام السرطانية، فى حين أن مرضى الوسواس القهرى أكثر عرضة للإصابة بالسرطان بمعدل 3 أضعاف.
الوقاية من السرطان
وكشف تقرير منشور على الموقع الإلكترونى لمراكز مكافحة الأمراض الأمريكية "CDC" أن هناك مجموعة من النصائح التى تحد من خطر الإصابة بالسرطان، وتشمل:
1.تجنب تدخين السجائر: حيث ترتفع فرص إصابة الرجال المدخنين بسرطان الرئة بمعدل 23 ضعفا.
2.تجنب التعرض للتدخين السلبي: التعرض لدخان السجائر سواء فى المنزل أو بمقر عملك يرفع فرص إصابتك بسرطان الرئة بنسب تتراوح بين 20 إلى 30%.
3.تجنب التعرض لأشعة الشمس طويلا؛ نظرا لأن الأشعة فوق البنفسجية ترفع خطر الإصابة بسرطان الجلد، مع ضرورة استخدام الكريمات الواقية من الشمس، وارتداء الملابس الواقية من الشمس والقبعة ونظارة الشمس.
4.الابتعاد تماما عن المشروبات الكحولية: حيث كشفت مئات الدراسات الطبية أن الخمور ترفع خطر الإصابة بسرطان الكبد والثدى والأمعاء.
5.التمتع بالوزن الصحى والتخلص من السمنة وفرط الوزن.
6.الخضوع لاختبار فيرس سى: للتأكد من عدم الإصابة أو علاجه إذا كانت نتيجة التحليل إيجابية، نظرا لأن مرض فيرس سى المزمن يرفع خطر الإصابة بسرطان الكبد على المدى البعيد.
موضوعات متعلقة
- طفرات علاج السرطان على مشارف 2016.. أدوية مناعية بديلة للكيماوى خلال 5 سنوات.. سبيكة من الجاليوم تستهدف الأورام السرطانية دون تأثير على الخلايا السليمة.. وأقراص جديدة آمنة لعلاج سرطان الدم
- أحدث علاج للسرطان باستخدام حقنة تضىء الورم وتسهل تحديد موقعه واستئصاله