سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خطة الأحزاب للهروب من مأزق "التفكك"و"الاستقالات".. التجمع يتبنى سياسات جديدة بتوثيق علاقته مع الطبقات الشعبية.. والمحافظين يبحث عن فرص الاندماج.. والمصرى الديمقراطى يطالب الدولة بفتح المجال والحريات
شهدت أروقة الأحزاب خلال الفترة الماضية عددًا لا بأس بيه من الاستقالات، كما سادت حالة عزوف من قبل بعضهم تجاه القضايا المجتمعية، مرجعين أسباب ذلك للمناخ العام الضيق فى ظل حرب الدولة على الإرهاب. فيما رأى البعض أن الإشكالية تكمن فى ضعف الأداء وعدم الانتشار والتفاعل مع المواطنين وقضايا فى مختلف المحافظات. ومن جانبه أكد نبيل زكى، المتحدث باسم حزب التجمع، أن الأحزاب المصرية بحاجة لتبنى سياسات جديدة لأن معظمها لم يفهم حتى الآن معنى الجبهة الوطنية المتحدة عند الضرورة، لتقف صفا واحدا أمام أى مخاطر "الإرهاب فى الحالة المصرية الآنية"، كما أن هناك أحزابا تفضل العمل منفردة دون مبرر لهذا الانفراد وأخرى تهتم بإرضاء رجال الأعمال فقط لضمان الحصول على تمويلات، مشيرا إلى أن تلك الأحزاب مصيرها سيئ وتسيئ للحالة الحزبية العامة فى مصر. وشدد " زكى" على أن الأحزاب لابد أن تهتم بوضع برامج تعكس أمانى الشعب وتعمل على توثيق علاقاتها بالطبقات الشعبية وسيكون لها فرصة أكبر خلال الفترة المقبلة، موضحا أن حزب التجمع لا يوصى نوابه بالعمل على تجديد قوانين الأحزاب لأنه يرى أن الشعب هو الأساس والأحزاب تقوى كلما ازداد الشعب نضجا ووعيا وقدرة أكبر على فرض مطالبه. وأشار القيادى بحزب التجمع ل"اليوم السابع"، إلى أن الأحزاب ليس بحاجة للحديث عنها داخل البرلمان رافضا تدخل الدولة فى حل أزمة التمويل التى تواجهه الأحزاب، معتبرا أن جماهيرية الحزب كلما ازدادت كلما اقتربت مشاكله المالية من الحل لأنه سيصبح حزبا جماهيريا له قواعد فى كل مكان ولن يلجأ الحزب لرجال أعمال لأن كلا منهم يريدك أن تعبر عن مصالحه هو. ووصف زكى الأحزاب فى مصر قائلا "هناك حزب يعتمد على شخص واحد سيضل الطريق وآخر لا يهتم ببناء ركائز جماهيرية سيضل أيضا وهناك أحزاب مصيرها الترهل والغموض وبسبب الانعزال عن الشعب، وأخرى تدرس البرنامج الجماهيرى لتبنى متطلباته لعكس طموحات الشعب". أمين عام "المحافظين": الإندماج بين الأحزاب " مطروح" فيما أكد بشرى شلش، أمين عام حزب المحافظين، أن الأحزاب بالفعل فى حاجة لثورة جذرية وأن ترتكز على قواعد مؤسسية جديدة وتحديد توجهاتها والعمل على الأرض للارتباط أكثر بالجماهير، لافتا أن الانتخابات النيابية أفرزت مساحة لتواجد 20 حزبا داخل البرلمان، أصبح لدى الأحزاب فرصة أن تصنع من البرلمان من خلال أدائها البرلمانى الذى سيمكن من زيادة عدد مؤيديها. وأضاف "شلش" ل"اليوم السابع" أن الحديث عن تعديل قوانين شئون الأحزاب ليس له أولوية فى الوقت الحالى، قائلا "سابق لأوانه الاشتباك مع الجهات الرسمية خاصة أن لجنة شئون الأحزاب أصبح دورها محدود وليس معوق للأحزاب ولم تعد اللجنة فى حوزة حزب مهيمن يديرها لتحقيق مصالحه الشخصية". وشدد على أن الأولوية هى ترتكز فى بناء مؤسسات الحزب وأجهزته لتصفية وتقوية أفكار واتجاهاته لتحديد رؤيته لوضع خطط وبرامج العمل التى بموجبها يرتبط المواطن بالحزب، مشيرا إلى ضرورة أن يسفر المخاض الحزبى لعدد 5 أحزاب كحد أقصى يمثلون الاتجاهات الرئيسية فى العمل السياسى "يمين ويسار ووسط وما غير ذلك". وأشار الأمين العام لحزب المحافظين إلى أن الاندماج أمر مطروح بشكل دائم، موضحا أن أحزاب البرلمان لابد أن تكون أكثر مؤسسية ولديها لجان نوعية متخصصة وقدرة على إعداد حقيبة برلمانية ولديه أجندة تشريعية. المصرى الديمقراطى:تضييق المجال العام يحولنا لأحزاب ديكورية وفى سياق متصل قال أشرف حملى، عضو المكتب التنفيذى والهيئة العليا لحزب المصرى الديمقراطى، إن هناك اتجاها من قبل الدولة المصرية لتجفيف المنابع السياسية والحزبية فى أطار مكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى أن هناك محاولة لتحويل الأحزاب إلى أحزاب ديكورية على حد قوله. وأضاف حلمى ل" اليوم السابع " أن الاستقالات التى ضربت حزب المصرى الديمقراطى جاءت نتيجة شعور الامين العام ورئيس لجنة الشئون الخارجية بلا جدوى فى الاستمرار فى الحياة الحزبية والتغير، وإن المشاركة لن تفرق كثيرًا عن المقاطعة . وطالب عضو المكتب التنفيذى لحزب المصرى الديمقراطى بضرورة فتح المجال العام أمام الأحزاب لممارسته نشاطها، موضحًا أن إغلاق المجال لن يصب فى مصلحة الدولة بقدر ما سيساهم فى تنشيط الأفكار المتطرفة.