رفض عدد كبير من المستثمرين فى البورصة اليوم بشدة ما أعلنته إدارة البورصة عن عزمها تكريم رئيس البورصة السابق، الدكتور ماجد شوقى، الذين يعتبرونه سببا رئيسيا فى خسائرهم وانهيارات السوق فى الفترة الأخيرة، فى الوقت الذى بدأت فيه نيابة الأموال التجارية التحقيق فى اتهامات وبلاغات عديدة وجهت له بإهدار المال العام، وتسهيل خروج الأموال للخارج، وتعمد الإضرار بصغار المساهمين. هانى العسيوى، المتحدث باسم المستثمرين المتضررين من قرارات وإجراءات ماجد شوقى، أكد لليوم السابع رفضه التام لهذا التكريم، مشيرا إلى أن هذا التكريم يعتبر "كارت أخضر" من الحكومة إلى أنها موافقة على إجراءات ماجد شوقى الماضية، وأنها ستعمل على حفظ التحقيقات التى تدور حاليا، وسيتم "السكوت" على أكبر قضية لإهدار المال العام فى مصر. وأضاف العيسوى، أنه كان هو ومجموعة من المتضررين قد قرروا عمل ما يشبه الهدنة مع البورصة وإدارتها الجديدة حتى يعطوا الفرصة للرئيس الجديد– خالد سرى صيام- لبدء صفحة جديدة وإصلاح ما أفسده ماجد شوقى، إلا أنهم فوجئوا بقرار البورصة اليوم بتكريم ماجد شوقى رغم كل ما فعله. وهدد المستثمرون بتصعيد الموقف مع البورصة وهيئة الرقابة المالية، لافتين إلى أن هذا التكريم هو سبب التراجع الحاد الذى تعرضت له البورصة اليوم، بعدما فقد الكثير من المستثمرين الثقة فى الإدارة الجديدة، والتى أصبحت فى نظرهم مثلها مثل الإدارة السابقة بقيادة ماجد شوقى. أما سارة ممتاز– مستثمرة– فقالت إن هذا التكريم استفزاز لآلاف المستثمرين الذين خسروا معظم أموالهم بسبب قرارات وتصريحات وإجراءات ماجد شوقى العشوائية، والتى أضرت بنا جميعا، بالإضافة إلى خسارة الاقتصاد المصرى لأكثر من 40 مليار جنيه، كان أغلبها لصالح المستثمرين الأجانب، وهو ما أكد عليه ماجد شوقى نفسه منذ أيام عندما صرح فى إحدى الفضائيات أنه يريد أن تزيد نسبة المؤسسات التى تمثل 30% من الاستثمار فى البورصة إلى 70% بدلا من المستثمرين الأفراد الذين يمثلون حاليا 70%، وهو ما يعنى أنه كان يتعمد الإضرار بالأفراد حتى يخرجوا من السوق لصالح المؤسسات والصناديق، والتى غالبا ما يعمل الأجانب. أما محمد أشرف– مستثمر– فقال يبدو أن سياسة هذا البلد لن تتغير أبدا، فرغم تفاؤل الكثيرين بالرئيس الجديد للبورصة، إلا أنه سارع وأبدا فروض الولاء للدكتور محمود محيى الدين، وزير الاستثمار، الذى وقف طويلا إلى جانب ماجد شوقى رغم كل أخطائه، وللأسف "اللى نحسبه موسى يطلع فرعون"، "ومفيش فايده" ذهب ماجد شوقى وجاء خالد سرى صيام ليكرمه على جرائمه ضد المستثمرين البسطاء، ويؤكد سياسات الحكومة التى تسير دائما ضد الصغار ولا تعيرهم أى اهتمام. وكانت إدارة البورصة قد أعلنت صباح اليوم، الأربعاء، أنها تعتزم تكريم الدكتور ماجد شوقى، الرئيس السابق للبورصة، أول أغسطس وقالت إن ذلك تقديرا منها لمجهوداته لخدمة وتطوير سوق المال فى مصر خلال الفترة التى امتدت حوالى خمس سنوات، وهى الفترة التى شهدت العديد من التطوير على صعيد سوق المال المصرية، كما تزامنت مع العديد من الأزمات المالية العالمية التى ألقت بظلالها السلبية على أداء أسواق المال ليس فى مصر فحسب وإنما فى العالم أجمع. كما أكد حضور الأستاذ الدكتور محمود محيى الدين وزير الاستثمار وعدد من كبار المسئولين بالدولة، بالإضافة لمسئولى هيئة الرقابة المالية والمؤسسات المالية المصرية لهذا التكريم وهو الخبر الذى استفز الكثير من المستثمرين المتضررين من سياسات ماجد شوقى.