قالت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، إن مقتل الشاب خالد سعيد على يد الشرطة فى الإسكندرية فى يونيو الماضى أعطى زخماً جديداً للدعاوى المطالبة بالتغيير السياسى فى مصر، حيث لا تزال قوات الأمن تحكم قبضتها الحديدية وتجد الحركات الاحتجاجية صعوبة فى حشد الجماهير الخائفة. وأشارت الصحيفة إلى أن صور خالد سعيد التى تكشف عن التشوه الذى تعرض له قبل وفاته ساهمت فى إثارة الشعور بالضيق السياسى، ويبدو أن مصر تنجرف نحو المجهول فى ظل الشائعات التى تتعلق بصحة الرئيس مبارك. وتنقل فاينانشيال تايمز عن أحمد ماهر الناشط السياسى ومنسق حركة شباب 6 إبريل، قوله إن قتل خالد سعيد يمثل معلماً يتيح السماح لأجيال جديدة بالانضمام إلى الحركة الوطنية، وأضاف أن كثير من الذين خرجوا فى مظاهرات، احتجاجاً على مقتل خالد سعيد قد حركتهم الصدمة وليس الأسباب السياسية بالأساس، لكنه يعتقد أن المتظاهرين أصبحوا يربطون بدرجة كبيرة بين قانون الطوارئ الذى يمنح الشرطة صلاحيات كبيرة والحزب الحاكم الذى قام بتجديد وتمديد هذا القانون مؤخراً. وتمضى الصحيفة فى القول، إن المظاهرات التى اندلعت فى جميع أنحاء البلاد قد عبرت عن الغضب الشعبى إزاء مقتل سعيد، وقد أدت محاولة وزارة الداخلية تشويه سمعته وقولها إن خالد سعيد مجرم ومتعاطى للمخدرات إلى تعمق قوة الشعور بالغضب. ويقول حسام بهجت مدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، إن خالد سعيد أصبح قضية رمزية، وأضاف أن هناك تقدماً كبيراً فى مكافحة التعذيب، وحقيقة أنه لم يكن ناشطاً سياسياً أو حتى مجرم، ولكنه مجرد شخص ينتمى إلى الأغلبية العادية من السكان قد جعل الكثير من الشباب يتعاطفون مع هذه القضية. وتطرقت الصحيفة إلى الانتخابات التى ستقبل عليها البلاد فى الفترة القادمة، سواء الانتخابات البرلمانية فى سبتمبر المقبل أو الانتخابات الرئاسية فى العام القادم، وقالت إن النظام السلطوى منع ظهور أى متنافسين جديين، وعلى الرغم من الحملة التى أطلقها محمد البرادعى المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية للمطالبة بالإصلاح، إلا أنه فشل حتى الآن فى حشد جماهير عريضة. وعلى الرغم من أن النشطاء يأملون فى أن يكون مقتل سعيد نقطة تحول فى نضالهم ضد التعذيب الذى تمارسه الدولة، إلا أنهم يعلمون - حسبما تقول الصحيفة - أن التغيير لن يحدث بشكل سريع على الأرجح.