"إحنا موجودين رغم مآسينا ومشاكلنا وما تمر به بلادنا من محن سنظل شامخين"، هكذا عبرت شيرين النقشبندى– المدير العام بدار الأزياء العراقية – بمجرد انتهاء عرض الأزياء العراقى الذى نظمته الدار فى الأوبرا أول أمس الأحد مؤكدة على تأصل الروح العراقية التى لن يستطيع أحد أن يمحوها، تحدثت شيرين "لليوم السابع"، عن سر سعادتها لوجودها فى مصر وأهمية عروض الأزياء التى تنظمها الدار، كما أوضحت علاقتها بالظروف التى تمر بها العراق فى الوقت الحالى. شيرين تبرر لكنتها المصرية التى تتحدث بها بطلاقة، قائلة "من صغرى وأنا أعشق مصر، لكن لم تسنح لى الفرصة للسفر إليها، كان يعوضنى عن ذلك مشاهدة الأفلام المصرية لدرجة جعلتنى أتقن لكنتها، وبعد تخرجى من الجامعة، اشتغلت بوزارة الثقافة التى حققت حلمى، لأزور مصر للمرة الأولى فى عام 84 قبل حرب العراق والكويت، وجدت مصر مثلما تخيلتها بناسها الطيبين وحضارتها التى تفوح من جدرانها، وعدت إليها عام 86 و87، ويمثل هذا العام زيارتى الرابعة للأراضى المصرية". وتضيف "يتشابه شعبا مصر والعراق فى امتلاكهم لأقدم الحضارات الإنسانية التى تفتقدها الدول الأخرى، إحنا متميزين ولن تستطيع أى يد أن تمحو شموخنا أو هويتنا، وهو الدور الذى يقع على كل من يحمل أى رسالة ثقافية أو فنية لكى نرسخ ملامحنا وهويتنا وينقل ثقافتنا إلى الأجيال الجديدة التى لم تعاصر هذه الحضارة والمحاصرة بكم هائل من المغريات ومفاهيم العولمة والانفتاح ودخول العرب فى هذه الدائرة وسط غزو ثقافى يريد أن يبعدنا عن الإحساس بحضارتنا ". تتحدث شيرين عن الدار العراقية قائلة "أنشئت الدار عام 1970 بهدف تقديم تاريخ العراق وليس لأهداف تجارية فلا نبيع الأزياء وإنما نعبر عن ذاتنا من خلالها، وخلال 40 عاما قدمت 200 عرضا محليا وشاركت فى 14 مهرجان داخل العراق و7 مهرجانات دولية وعروض خاصة لقنوات التليفزيون والوكالات المحلية والأجنبية، ونعتمد فى العروض التى تقدمها الدار على المزج بين الأزياء والحركات والموسيقى والصور وكأنك داخل لوحة فنية تعود بك إلى حقب التاريخ المختلفة، ونهتم بمعاصرة الأزياء إلى جانب اللمسة الحضارية حتى نجذب الأذواق الحالية ". أوضحت نقشبندى أن مصدر العروض "كتب التاريخ" ورسالتهم هى "مهما طالت الشدة والظروف المتدهورة سيظهر الإبداع العراقى وسيحمى ثقافه أبنائه، والعراق قائم ولن يؤثر علينا ما يجرى". اختتمت شيرين حديثها قائلة "عروض الأزياء هى سلاحنا الذى سنصل به إلى كل أنحاء العالم ونعيد تذكيرهم بحضارتنا وقدرتنا على النهوض من جديد".