فرحة وقلق.. أولياء أمور التلاميذ يتكدسون أمام مدارس البحيرة - صور    بإجراءات جديدة.. المدارس تستقبل الطلاب في أول أيام العام الدراسي (تفاصيل)    بداية العام الدراسي 2024.. نظافة ووجبات تغذية ولائحة انضباط جديدة    سعر الذهب اليوم السبت في مصر يواصل الصعود مع بداية التعاملات    تقلبات أسعار الذهب في مصر: تقرير شامل لأسعار اليوم السبت 21 سبتمبر 2024    محافظ أسيوط يتفقد حاضنة الأعمال والتكنولوجيا بعرب المدابغ لبحث تطويرها    ارتفاع أسعار البيض اليوم السبت 21 سبتمبر    الطماطم ب 30 جنيها.. أسعار الخضروات والفاكهة في أسواق التجزئة    أسعار المأكولات البحرية والجمبري اليوم السبت 21-9-2024 في محافظة قنا    استقرار أسعار اللحوم الحمراء اليوم السبت 21 سبتمبر    الإسكان: تخفيض 50 % من رسوم التنازل عن الوحدات والأراضي بأنواعها بالمدن الجديدة بضوابط محددة    قوات الاحتلال تقتحم بلدة «سعير» بالضفة الغربية    انتخابات أمريكا 2024| حملة هاريس تنفق 3 أضعاف ما ينفقه ترامب    مجلس الأمن يحذر من التصعيد ويدعو إلى ضبط النفس بلبنان    بدء التصويت في الانتخابات الرئاسية في سريلانكا    بوتين يشكل لجنة لإمداد الجيش الروسي بالمتعاقدين    الدوري السعودي، التشكيل المتوقع لمواجهة الهلال ضد اتحاد جدة    كهربا يقود الهجوم.. تشكيل الأهلي المتوقع لمواجهة جورماهيا    اليوم.. نهائي بطولة باريس للاسكواش ومصر تسيطر على لقبي الرجال والسيدات    ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز قبل الجولة الخامسة    "مدرسة صفا مدرسة انتباه".. انطلاق العام الدراسي الجديد في بورسعيد - صور    استشاري نفسي: نشعر بالسعادة في فصل الخريف لبطء الحياة بعودة الروتين    انخفاض جديد في درجات الحرارة.. الأرصاد تزف بشرى سارة لمحبي الشتاء    النشرة المرورية.. سيولة فى حركة السيارات على طرق القاهرة والجيزة    الفنان انتصار عبد الفتاح فعاليات مهرجان سماع الدولي في دروته ال 17    هاني فرحات وأنغام يبهران الجمهور البحريني في ليلة رومانسية رفعت شعار كامل العدد    أسرار توت عنخ آمون.. زاهي حواس يتحدث عن مومياء نفرتيتي والكنوز المدفونة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 21-9-2024    ما حكم تلف السلعة بعد تمام البيع وتركها أمانة عند البائع؟.. الإفتاء تجيب    الرعاية الصحية: تطبيق أحدث الأساليب الطبية في التشخيص والعلاج    وزير الخارجية: مصر تدعم جهود الحكومة الصومالية الفيدرالية الرامية لتحقيق الأمن ومكافحة الإرهاب    استكمال محاكمة محاسبة في بنك لاتهامها باختلاس 2 مليون جنيه    احتجزه في الحمام وضربه بالقلم.. القصة الكاملة لاعتداء نجل محمد رمضان على طفل    سفاح التجمع| النهاية إعدام.. صباح النطق بالحكم تناول إفطاره وظهر في القفص حاملًا مصحف    ريم البارودي تعلن انسحابها من مسلسل «جوما» بطولة ميرفت أمين    عاجل.. فيفا يعلن منافسة الأهلي على 3 بطولات قارية في كأس إنتركونتيننتال    حبس متهم مفصول من الطريقة التيجانية بعد اتهامه بالتحرش بسيدة    مريم متسابقة ب«كاستنج»: زوجي دعمني للسفر إلى القاهرة لتحقيق حلمي في التمثيل    بسمة وهبة تحتفل بزفاف نجلها في إيطاليا (فيديو)    وفاة والدة اللواء محمود توفيق وزير الداخلية    عمرو أديب: بعض مشايخ الصوفية غير أسوياء و ليس لهم علاقة بالدين    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 21-9-2024    رياضة ½ الليل| مواعيد الإنتركونتينتال.. فوز الزمالك.. تصنيف القطبين.. وإيهاب جلال الغائب الحاضر    موعد إجازة 6 أكتوبر 2024 للموظفين والمدارس (9 أيام عطلات رسمية الشهر المقبل)    محامي يكشف مفاجآت في قضية اتهام صلاح التيجاني بالتحرش    فلسطين.. 44 شهيدا جراء قصف الاحتلال لعدة مناطق في قطاع غزة    الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تعزى وزير الداخلية فى وفاة والدته    "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".. أذكار تصفي الذهن وتحسن الحالة النفسية    «الإفتاء» توضح كيفية التخلص من الوسواس أثناء أداء الصلاة    عبد المنعم على دكة البدلاء| نيس يحقق فوزا كاسحًا على سانت إيتيان ب8 أهداف نظيفة    بدائل متاحة «على أد الإيد»| «ساندوتش المدرسة».. بسعر أقل وفائدة أكثر    ضائقة مادية.. توقعات برج الحمل اليوم 21 سبتمبر 2024    مستشفى قنا العام تسجل "صفر" فى قوائم انتظار القسطرة القلبية لأول مرة    عمرو أديب يطالب الحكومة بالكشف عن أسباب المرض الغامض في أسوان    تعليم الفيوم ينهي استعداداته لاستقبال رياض أطفال المحافظة.. صور    جوميز: الأداء تحسن أمام الشرطة.. وأثق في لاعبي الزمالك قبل السوبر الأفريقي    أكثر شيوعًا لدى كبار السن، أسباب وأعراض إعتام عدسة العين    آية الكرسي: درع الحماية اليومي وفضل قراءتها في الصباح والمساء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحديث عن خطة لنشر التشيع فى مصر مقصود به تدمير العلاقة بين السنة والشيعة.. ونحرّم الإساءة للسيدة عائشة.. ومن التفاهة العلمية أن نعطى عبدالله بن سبأ كل هذا الحجم
«محمد حسين فضل الله» أكبر مرجع شيعى عربى فى آخر حوار له قبل رحيله ل«اليوم السابع»:
نشر في اليوم السابع يوم 16 - 07 - 2010

◄◄ حزب الله يختلف معى فى بعض الخطوط مثل ولاية الفقيه.. وشيعة لبنان لا يريدون أن تحكمهم إيران
◄◄لا يوجد بين الشيعة من يعتقد أن هناك قرآناً آخر يسمى «مصحف فاطمة»
آية الله العلامة السيد محمد حسين فضل الله أحد أبرز المراجع والعلماء الشيعة العرب، اقترنت المعرفة بنشاطه السياسى، بداية من الاجتياح الإسرائيلى للبنان عام1982، وكان قد غلب على نشاطه الاهتمام بالعمل ذى الطابع الفقهى والفكرى المتزامن مع التدريس الحوزوى المتأثر بالطابع العام للحوزة النجفية، خلافاً للحوزة القمية التى تميزت بالطابع السياسى الثورى والعملى.
تعرض للعديد من محاولات الاغتيال، كان أخطرها مجزرة بئر العبد التى ذهب ضحيتها حوالى 85 شهيداً وحوالى 200 جريح، ونجا منها بأعجوبة..
التقيته فى بيروت قبل وفاته، حيث أجاب عن الأسئلة السياسية والفقهية الساخنة.. الإمامة، الخلافة، السنة، الشيعة، الإمام، الحكم، التقديس، أهل البيت.
كما طرح حسين فضل الله رؤيته للواقع العربى والإسلامى, مؤكداً أن الاستعانة بالقوات الأمريكية فى العراق من قبل بعض السياسيين العراقيين كانت خطراً، وهو غير جائز شرعاً أو وطنياً، والمعروف أن السيد فضل الله هو الأب الروحى لحزب الدعوة فى العراق.
ولكن الحوار تطرق إلى محاولات التشيع فى العالم العربى، وامتداد نفوذ إيران فى المنطقة، وأيضاً الموقف من حكومة حماس وغيرها من قضايا الفتنة المذهبية المنطلقة فى العراق ما بعد الاحتلال.
وفيما يلى نص الحوار:
◄◄ ما تفسيرك لموقف الشيعة فى العراق من قوات الاحتلال الأمريكى؟
- كنت أول شخصية إسلامية أصدرت فتوى قبل بداية الاحتلال، بأنه لا تجوز مساعدة السلطات الأمريكية للسيطرة على الشعب العراقى، وكنت لا أزال أتحدث عن أن مشكلة العراق هى مشكلة الاحتلال الأمريكى، وليست مشكلة السنة من الشيعة، ولكن الاحتلال الأمريكى الذى تتحرك مخابراته بالتحالف مع الموساد الإسرائيلى فى العراق، بالإضافة إلى القوى التكفيرية التى أعلنت أنها تريد أن تقتل الشيعة فى العراق. فى هذا المقام بطريقة متخلفة فى فهم الواقع الإسلامى، إننى أعتقد أن الاستعانة بأمريكا كالمستجير بالرمضاء من النار.
◄◄ يرى البعض أن لكم اتجاهاً خاصاً فيما عرف بالاتجاه العروبى فى المرجعية، فى مقابل ما يسمى فى الكتابات الناقدة بالاتجاه الصفوى، فما حقيقة ذلك؟
- أعتقد أن العروبة لا تمثل انحرافاً عن الخط الإسلامى، فالعروبة حالة إنسانية، وعندما جاء الإسلام بها إلى العرب لم يشعر العرب بوجود أى مشكلة فيما يطرح عليهم الإسلام، ولذلك آمنوا بالإسلام واحتضنوه وساعدوه وانفتحوا عليه وأعطوه وأخذوا منه، لأن العروبة هى حالة إنسانية، وكنت أقول إنها عبارة عن الإطار الذى يبحث عن الصورة، ووجد العرب أن الصورة لهذا الإطار هى الإسلام، وإنما انطلقت العقدة من العروبة عندما «تأدلجت» العروبة وعندما انطلقت بطريقة غير إنسانية، فقد كنا نسمع فى الأربعينيات كمحاكاة للنازية، العرب فوق الجميع، وكانت ردة فعل على الشعوبية. كان الشعوبيون ضد العرب، وانطلقت الدعوة أيضاً قوية لتقول إن «العرب فوق الجميع»، ثم بعد ذلك تأدلجت العروبة، حيث دخلت فيها الاشتراكية والماركسية مما جعل المعارضة ليست للعروبة وإنما هى للماركسية أو الاشتراكية التى هى فى قلب العروبة.
العروبة بحسب بعدها الإنسانى لا مشكلة لنا معها، ولكن المسألة هى الأيديولوجية التى أدخلت فى قلب العروبة، أما الصفوية فلا واقع لها الآن.
نحن نقول إن المسلمين الشيعة العرب ليسوا تابعين لإيران بالمعنى السياسى أو الدينى بل هناك من يؤيد إيران وهناك من لا يؤيدها، أما حكاية الصفوية فهى حكاية لا تثبت أمام الواقع، الشيعة العرب هم مسلمون يخلصون لوطنهم ونحن قلنا ولا نزال نقول فى لبنان وفى غير لبنان ليس للشيعة مشروع خاص بهم، والشيعة فى العراق لا يريدون أن تحكمهم إيران، وكذا الأمر بالنسبة للشيعة فى لبنان.
◄◄ يعرف عنكم أن لكم رأياً فى مسألة الجهاد، ولا تقرون تفجير النفس وسط الأعداء، أى أنكم تعتبرون ذلك انتحاراً وليس استشهاداً.. ما حقيقة الأمر؟
- ليس دقيقا هذا الكلام، نحن كما هو الرأى الإسلامى، نرفض الانتحار لأن الله يقول «ولا تقتلوا أنفسكم» ولكن عندما تكون المسألة الإسلامية كما هو الحال فى حرب الفلسطينيين المسلمين ضد إسرائيل، المبدأ أنه لا يجوز للإنسان أن يفجر نفسه ولا سيما فى مكان فيه أطفال ونساء وشيوخ ومدنيون أبرياء، لكن ربما تمس الضرورة الجهاديين للقيام بمثل هذا العمل التفجيرى كما حدث بالنسبة إلى الفلسطينيين، نلاحظ أن إسرائيل تستخدم الطائرات الحربية والصواريخ الموجهة ضد المدنيين والاغتيالات والاعتقالات بحيث يحاصرون الفلسطينيين فى كل مواقعهم ويدمرون كل البنية التحتية ويستحلون قتل الأطفال والنساء والشيوخ بصواريخهم، لا يملك الفلسطينيون إلا أن يفجروا أنفسهم فى الإسرائيليين من أجل أن يبينوا للإسرائيليين أنهم لن يحصلوا على الأمن بتلك الأساليب، فى تلك الحالة تكون العمليات الاستشهادية، ويكون الحكم الشرعى فى شرعيتها من خلال أى وسيلة جهادية.
◄◄ دستور حركة «حماس» الفلسطينية ينص على اعتبار فلسطين وقفا إسلامياً طبقاً لفعل عمر بن الخطاب، فهل توافقون على هذا التخريج للقضية الفلسطينية؟
- ليست وقفاً إسلامياً بالمعنى المصطلح، بمعنى أن هناك من أوقفها على المسلمين أو على الساكنين فيها، لكن هناك مسألة شرعية فى الفقه الإسلامى, أن الأراضى المفتوحة عنوة لا تملك, بل هى ملك للمسلمين ينتفع بها غير المسلمين ويدفعون خراجها أجرة انتفاعهم بها لولى الأمر، فهى لا تملك إلا تبعا للآثار، أما الأرض فهى للمسلمين جميعاً.
◄◄ يقول الفقهاء بحق ولى الأمر بالتصرف فى الوقف, وهو ما يمكن أن يقود إلى حق «أبو مازن» مثلاً فى التصرف بأرض فلسطين.. ما تعليقك؟
- إننا عندما نتحدث عن ولى الأمر فهو ولى الأمر الشرعى الذى يملك شرعية الولاية، حتى إن ولى الأمر ليس له الحق فى التصرف إلا ضمن الشرع الإسلامى.
◄◄ هناك محطات فى علاقة سماحتكم بحزب الله يرى البعض أنها تكشف عن تذبذبها، فما تفسير ذلك؟
- منذ أن انطلقت فى عملى الإسلامى كنت أنفتح على كل الأجيال فى العالم الإسلامى, ولاسيما المسلمون الشيعة سواء فى العراق أو لبنان أو الخليج أو غيرها, وقد كان شباب حزب الله من الشباب الذين يستمعون إلى محاضراتى وأفكارى، ولكننى لم ألتزم حزباً معيناً ولم أعط أى حزب شرعية مطلقة بل كنت أدرس خطواته ومناهجه وبرامجه، فقد أوافق على بعض ولا أوافق على البعض الآخر، كذلك حزب الله له قيادته الخاصة، ومرجعيته، ولذلك ربما يختلف معى فى بعض الخطوط، كما فى ولاية الفقيه، ليست المسألة تذبذباً، ولكنها اختلاف فى وجهات النظر وفى الموقف، لأننى لا أفرض نفسى لجهة معينة ولكنى أنفتح على العالم الإسلامى كله، فإننى أتابع كل موقع إسلامى وكل قضية إسلامية فى أى مكان فى العالم الإسلامى وفى كل التحديات التى يواجهها المسلمون لأعالجها ولا أتخذ الموقف الإسلامى المناسب، أنا مع كل الحركات الإسلامية، ولكن ليس معنى ذلك إعطاءها الشرعية بالمطلق.
◄◄ هل من كلمة منكم للشعب المصرى؟
- إننا نقول لكل إخواننا وأهلنا فى مصر، إن مصر تمثل قلب العالمين الإسلامى والعربى، وإن مصر تنفتح فى موقعها الجغرافى على الخط الإسلامى والعربى والأفريقى، ونعتقد أن لمصر دورا كبيرا على مستوى الثقافة الإسلامية المنفتحة على كل قضايا المسلمين, ولايزال المسلمون فى العالم يتذكرون الشيخ محمد عبده والشيخ جمال الدين الأفغانى وأيضا يذكرون حركة التقريب التى كان يقودها الشيخ محمود شلتوت والشيخ عبدالمجيد سليم، وما إلى ذلك من الكبار الذين آمنوا بالوحدة الإسلامية, إننا ندعو المسلمين فى مصر الذين عاشوا قوة الإسلام وعزة الإسلام إلى الأخذ بأسباب الوحدة الإسلامية وألا يتقبلوا أى شخص يريد إثارة الفتنة.
إننا نقدر للشعب المصرى أنه لم ينطلق فى عملية التطبيع مع الإسرائيليين حتى عندما حدثت العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.
إننا نريد للإخوة فى مصر أن ينفتحوا على قضايا العالم الإسلامى فى كل التحديات التى تواجهه ونحن نقدر بكل قوة موقف الشعب المصرى مع الشعب اللبنانى ومع المقاومة الإسلامية فى مواجهتها للعدو الإسرائيلى وانتصارها على الجيش الإسرائيلى فى عدوان تموز، إننا معكم, ونريد أن نتكامل معكم, ونتواصل معكم, ونرفض كل الذين يريدون إثارة الفتنة داخل مصر بين الأقباط والمسلمين.
◄◄ ما رأيك فيما يردده البعض من مزاعم بأن إيران وحزب الله يحاولان نشر التشيع فى مصر؟
- يتحدث البعض عن هذه المسألة على مستوى الظاهرة، بمعنى أن هناك خطة شيعية تنطلق من المرجعيات الشيعية فى سبيل التحرك من أجل تشييع السنة، إننى أسال كل هؤلاء أن يقدموا لنا إحصائيات دقيقة تنطلق من البحث الدقيق العميق فى هذا المجال، ربما تحدث هناك بعض الحالات التى يقنع فيها شيعى سنياً بالتشيع, كما أننا نعرف فى العراق وفى لبنان وفى غيره أن هناك سنة أقنعوا بعض الشيعة بالتسنن، إننى أنكر بكل محبة هذه المسألة كظاهرة فى العالم الشيعى أو السنى، وإنما الذين أطلقوها من خلال الخطة الاستكبارية التى تقودها أمريكا من أجل تدمير العلاقات بين السنة والشيعة، من جهة، ومن جهة أخرى فإن قضية الأفكار ملك الإنسان الذى يقتنع أو الذى يقنع, وأتساءل: لماذا تثار القضية فى الدائرة الإسلامية ولا تثار فى مسألة الملحدين أو أتباع الديانات الأخرى الذين يبشرون المسلمين بالانتماء إلى هذا الدين ويتركون الإسلام؟
◄◄ يأخذ البعض من السنة على الشيعة، أن حبهم المفرط لآل البيت قادهم إلى نوع من التقديس لهم، حتى قال البعض إن الشيعة تفضل أهل البيت على الأنبياء، بل بلغ الأمر حد القول إن الشيعة تقول بخطأ جبريل فى تبليغ الرسالة، إذ إنها كانت منزلة على على فنزلها على محمد(صلى الله عليه وسلم)، وكذلك يقال إن بعض فرق الشيعة تؤله عليا مثل العلويين, وإن ذلك ربما كان منشأه عبدالله بن سبأ؟
- قضية التقديس لها مظهران: الأول هو تقديس الاحترام، فالشيعة يحترمون الأئمة من أهل البيت، ولاسيما أنهم يعتقدون بعصمتهم. والمظهر الثانى هو الغلو، ونحن نرفض أى نوع من الغلو لأى إمام من الأئمة، ولأى نبى من الأنبياء، لأننا نؤمن بالتوحيد الخالص, فالله سبحانه وتعالى هو الإله الواحد الذى لابد من أن نوحده فى الإلوهية ولا إله غيره, ونوحده فى العبادة فلا معبود سواه، ونوحده فى الطاعة فلا طاعة لغيره، ونوحده فى الحب فلا حب لغيره إلى جانب حبه، وورد عن الإمام على بن الحسين زين العابدين: أحبونا حب الإسلام. لذلك نحن نرفض أن يعطى أى شخص من الأئمة شيئا مما يقرب من منزلة الله سبحانه وتعالى، ونعتبر الغلو كفرا وشركا.
أما الحديث عن أن جبريل خان الأمانة، فهو حديث سخيف أقرب إلى الخرافة منه إلى الحقيقة. نحن نعتقد أن الله سبحانه وتعالى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق، وأن الله سبحانه وتعالى أرسل جبريل الأمين ليحمل الرسالة إلى رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم)، وكل من يعتقد غير ذلك هو منحرف عن الإسلام كله. وأعتقد أن الحديث عن خيانة جبريل هو حديث عن خط من خطوط الكفر، وهو إساءة إلى الله تعالى, لأن الله لا يمكن أن يأتمن على وحيه شخصاً خائناً، خصوصاً أن الملائكة معصومون.
أما مسألة الغلو فى على، فإننا نعتبر أن الغلو فى على واعتقاد إلوهيته أو ما يقرب من الإلوهية هو كفر، ويعتبر معتقده كافراً كبقية الكفار الآخرين، لأنه لا فرق بين أن نشرك بالله تعالى غيره, أو أن نشرك بالله تعالى عليا أو غير على, ولكن عليا كان عبدالله, وكان تلميذ رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ونحن نعتقد أن رسول الله هو أفضل من على، وهو أستاذه، وهو الرسول الذى يؤمن به على، حتى ورد عندنا فى حديث عن أحد أئمة أهل البيت يقول: والله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه وما كانوا يعرفون إلا بالتواضع والتخشع والأمانة وكثرة ذكر الله والصلاة والصوم, وبر الوالدين وتعاهد الجيران والفقراء والمساكين والغارمين والأيتام, وصدق الحديث, وتلاوة القرآن, وكف الألسن عن الناس إلا من خير, وكانوا أمناء عشائرهم فى الأشياء.
◄◄ لم تأت على ذكر عبدالله بن سبأ؟
- إن هذه الشخصية هى شخصية مثيرة للجدل ومن حق الإنسان أن يسأل: ماذا يملك هذا الشخص من حجم فى الواقع الإسلامى حتى يترك تأثيره الذى يتحدث عنه فى الانحرافات التى حدثت للمسلمين فى تلك المرحلة؟! إنه شخصية مغمورة ليس لها أى شأن فى المواقع الاجتماعية أو السياسية كما نعبر فى هذه الأيام، وكان من أوائل الذين شككوا فى أصل وجود هذه الشخصية أو فى تأثيرها الدكتور طه حسين فى كتابه «الفتنة الكبرى»، الذى ناقش فيه طبيعة المناخ الذى يثار حول هذا الشخص، ومدى قدرته على التأثير فى الواقع الإسلامى مع وجود كبار الصحابة فى تلك المرحلة، الذين كانوا يملكون التأثير الفاعل على الواقع الإسلامى بشكل ضاغط. وناقش أحد علماء المسلمين الشيعة وهو السيد مرتضى العسكرى، فى هذه الشخصية، وأثبت بطريقة علمية فى تحقيقاته حول المصدر الذى أثار مسألة عبدالله بن سبأ، وهو سيف، بأنه من الأشخاص الذين أثاروا الأكاذيب، ولاسيما فى تاريخ الطبرى. لذلك فإننا لا نعتقد أن لهذا الرجل أى دور وأى تأثير، بل إن التحقيق العلمى يجعل الإنسان يشعر بالتفاهة العلمية لإعطاء هذا الرجل مثل هذا الدور.
◄◄ ما تعليقكم على بعض الأمور المتعلقة بخروج الحسين مثل السجود على التربة الحسينية؟
- السجود على التربة الحسينية لا يمثل أى قداسة لهذه التربة، فالثابت لدى فقهاء أهل البيت، أنه لا يجوز السجود إلا على الأرض وما أنبتت مما لا يستعمل بمادته للأكل ولا للبس، ويقولون إن النبى (صلى الله عليه وسلم) يقول: جعلت لى الأرض مسجداً وطهوراً، فالأرض بطبيعتها هى الأساس فى المسجد، أما السجاد والموكيت أو ما أشبه ذلك، أو حتى الأوراق التى يمكن أن تؤكل مثل ورق العنب, فإنه لا يجوز السجود عليه، لذلك فمسألة التربة هى مجرد تراب يسجد عليه عندما يفقد الإنسان ما يسجد عليه مما يصح السجود عليها, وليست لها أية قداسة. ولكن بعض الناس يتبركون بالتراب الذى هو من كربلاء, باعتبار استشهاد الإمام الحسين عليه, ولكن ليست هناك أى خصوصية وأى قداسة لهذا التراب.
◄◄ يأخذ السنة على الشيعة سبهم ولعنهم لبعض الصحابة، وتناولهم للسيدة عائشة.. فما الموقف الشيعى الشرعى من ذلك؟
- نحن نحرم تحريماً مطلقاً, وهذا ما تنطلق به كل فتاوينا التى نجيب بها عن أسئلة المستفتين، نحرم الإساءة إلى الصحابة وسبهم، كما نحرم الإساءة إلى السيدة عائشة، بالرغم من أننا نعتقد أنها أخطأت فى مشاركتها فى الحرب ضد الإمام على، أكرمها الإمام على عندما أراد لها أن ترجع إلى المدينة محترمة مكرمة. ونحن أيضاً نبرئ السيدة عائشة من قضية الإفك، لأن الله برأها من ذلك، لأن هناك رواية تقول إن القضية حدثت مع ماريا زوجة النبى (صلى الله عليه وسلم).
◄◄ ما رأيكم فى نظرية ولاية الفقيه؟
- نظرية ولاية الفقيه هى نظرية علمية اختلف فيها الفقهاء، ولعل أغلب علماء المسلمين الشيعة لا يقولون بها، فلا يرون للفقيه ولاية عامة على مستوى ما يقرب من الإمامة والخلافة. وقد كان أستاذنا السيد أبو القاسم الخوئى ينكر شرعية الولاية العامة للفقيه, ونحن نوافقه على ذلك, ولا نرى أن للفقيه ولاية عامة على المسلمين, إلا إذا توقف حفظ النظام العام للمسلمين على ولايته. ومع ذلك, لابد للفقيه من أن يستشير أهل الخبرة فى كل شؤون السلطة والحياة، لأنه لا يجوز له أن يحكم من دون علم ومن دون خبرة.
◄◄ وماذا عن مصحف فاطمة؟
- إن الالتباس حدث فى كلمة مصحف، وكلمة «مصحف» يراد منها الكتاب الذى يشتمل على صحف. وليس عند الشيعة, ولا واحد فى المليون, من يعتقد أن هناك قرآنا آخر يسمى مصحف فاطمة. إن الروايات التى وردت عن مصحف فاطمة, أن فيه وصية فاطمة رضى الله عنها, وبعض الأحكام الشرعية, وأن هناك بعض الأحاديث التى تقول إن الله تعالى أرسل إليها ملكا يؤانسها بعد وفاة أبيها, وكان على رضى الله عنه يكتب ذلك. المهم أن مصحف فاطمة ليس قرآناً، وهذا ما نؤكده بكل معنى الكلمة. وأحب أن أنقل عن صديقنا الداعية الإسلامى الكبير المرحوم الشيخ محمد الغزالى فى لقائى به قوله: إننى كنت أتحدث مع الكثيرين من علماء المسلمين الذين ينسبون إلى الشيعة تحريف القرآن, أو ينسبون إلى الشيعة أيضاً «مصحف فاطمة», وأطلب منهم أن ينطلقوا إلى كل بقاع الأرض, ليبحثوا عن مصحف واحد بين أيدى الشيعة, يزيدون فيه حرفاً واحداً على المصحف الذى هو بين أيدى المسلمين. ونحن نروى عن أئمة المسلمين قولهم: ما وافق كتاب الله فخذوه, وما خالف كتاب الله فاضربوا به عرض الجدار.
وكتاب الله الذى بين أيدى المسلمين هو الكتاب الذى (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) (فصلت/42), وأن الله تكفل بحفظه فى قوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) (الحجر/9).
◄◄ وماذا عن الاختلاف فى الأذان؟
- نحن لا نعتبر أن كلمة «أشهد أن عليا ولى الله» هى جزء من الأذان, وقد كتبنا ذلك فى كتاب الفتاوى، وقلنا إننا لا نوافق على أن يزاد فى الأذان أى شىء. هناك خلاف آخر فى الأذان فى كلمة «حى على خير العمل»، فهناك روايات لدى المسلمين الشيعة بأنها جزء من الأذان, ولكن المسلمين السنة لا يرون ذلك, كما أن السنة يزيدون فى أذان الصبح: الصلاة خير من النوم, والشيعة لا يرون ذلك. أما كلمة «أشهد أن عليا ولى الله» فليست جزءاً من الأذان, ولا يجوز اعتقاد كونها جزءا من الأذان, وإنما يأتى بها الشيعة للتبرك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.