توفي اليوم الأحد المرجع الشيعي العلامة السيد محمد حسين فضل الله عن 75 عاما إثر إصابته بنزيف داخلي، حسبما أفاد معاونوه، وقال مسئول في مكتبه: "لقد توفي السيد فضل الله". وأصيب فضل الله خلال الأشهر الأخيرة بسلسلة أزمات صحية أدخلته المستشفى، إلا أنه كان يتخطاها في كل مرة، إلى أن ادخل مستشفى (بهمن) في الضاحية الجنوبية لبيروت قبل أسبوع في مراجعة عادية، لكنه أصيب فجر يوم الجمعة الماضي، بنزيف داخلي حاد تسبب بوفاته اليوم الأحد.
وقد أغلقت الطرق المؤدية إلى المستشفى وإلى جامع الحسنين المجاور حيث بدأ أفراد عائلته ومساعدوه يتقبلون التعازي.
ويشكل فضل الله منذ أكثر من 40عاما، مرجعية بارزة في المذهب الشيعي وله أتباع في لبنان وخارجه، كما يحظى فضل الله بشعبية واسعة بين اللبنانيين الشيعة، وكان من المؤيدين للثورة الإسلامية في إيران. كما أنه اعتبر المرشد الروحي لحزب الله اللبناني في السنوات الأولى بعد نشأته عام 1982 .
وولد فضل الله عام 1935 في مدينة النجف في العراق، وبدأ بالدراسة في الحوزة العلمية في سن مبكرة في التاسعة من عمره، ويعتبر من أكثر علماء الشيعة إنفتاحا على التيارات الأخرى.
وبدأ فضل الله دراسته للعلوم الدينية على والده وتدرج حتى انخرط في دروس الخارج في سن 16 على كبار أساتذة الحوزة آنذاك أمثال المرجع الديني السيد أبو القاسم الخوئي والسيد محسن الحكيم والسيد محمود الشاهرودي والشيخ حسين الحلي.
وتوجهت إليه شرائح مختلفة من طلاب العلم في النجف، وبدأ أستاذا للفقه والأصول ثم بدأ بعد ذلك بالتدريس العلمي حيث أصبح أستاذا للفقه والأصول في حوزة في النجف وشرع في تدريس بحث الخارج منذ ما يقارب 20 عاما، ويحضر درسه العديد من الطلاب من شتى أنحاء العالم الإسلامي عموما والعربي على وجه الخصوص.
انتقل محمد حسين فضل الله من العراق إلى لبنان في سنة 1966 وأسس حوزة المعهد الشرعي الإسلامي وتعرض لعدة محاولات اغتيال وأنشأ عدة جمعيات خيرية ومبرات للأيتام.
ويطلق على السيد محمد حسين فضل الله آية الله العظمى، وهو لقب يطلقه الشيعة على كل من يحصل على درجة الاجتهاد في الفقه الشيعي وقد جمع فتاواه في كتاب فقه الشريعة المكون من ثلاثة أجزاء وهناك اختلاف في اجتهاده وبعض المراجع الشيعة لا يقرون له بالمرجعية.
وتتميز فتاواه وأفكاره بمناقشة المسلمات وخصوصا في الفكر الشيعي مما أدى إلى معارضة قوية من بعض المراجع الشيعية ولاسيما إنكاره لقضية كسر ضلع السيد فاطمة الزهراء بحيث عمد بعض المراجع الشيعة الى اعتباره ضال ومضل.
وينظر الى فضل الله على انه امتلك الجرأة العلمية على طرح نظرياته الفقهية عندما يتوصل إلى قناعة ثابتة بها حيث يرى أنه في ظل وضوح الرؤية لدى الفقيه ليس هناك مبرر له في الاحتياط وقد أفتى بطهارة كل إنسان وبجواز تقليد غير الأعلم وباعتماد علم الفلك والأرصاد في إثبات الشهور القمرية.
ولفضل الله العديد من المؤلفات بينها 8 كتب فقهية و16 كتابا اسلاميا و16 محاضرة و5 كتب في شرح القرآن الكريم و5 كتب أدعية و8 كتب تتناول سيرة أهل البيت و4 كتب اجتماعية و3 دواوين شعر وعشرة كتب جمع فيها فتاويه.
وأسس فضل الله 6 مدارس و3 معاهد للتعليم الفني والتربوي والصحي و4 مبرات خيرية وقفية و3 مستشفيات ومركزا صحيا و3 مراكز لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة ومركزين ثقافيين دينيين.