◄◄ آنا.. الحسناء الساذجة التى كشفت شبكة التجسس الروسية عن طريق الإيميل والفيس بوك ◄◄ استخدمت إيميلاً واحداً وفتحت صفحة بصورتها واسمها الحقيقيين ووضعت مقاطع فيديو لأعضاء الشبكة ومصادرها «المخابرات الروسية تعمل بأسلوب الخمسينيات، رغم التطور التكنولوجى الرهيب الذى يعيشه العالم حاليا»، هكذا سخرت الصحف الأوروبية من سقوط شبكة الجواسيس ال11 الروسية التى كشفت عنها ال«FBI» مؤخرا، بسبب سذاجة الفتاة آنا تشابمان صارخة الجمال التى كشفت التحقيقات أنها المتسببة فى الإيقاع بكل أفراد الشبكة. تشابمان ارتكبت العديد من الأخطاء الفادحة تمثلت فى استخدام بريد إلكترونى واحد وصفحة شخصية على «الفيس بوك» بصورتها الحقيقية واسمها المعروف، وأرسلت من خلالهما معلومات مهمة ومقاطع فيديو وتسجيلات صوتية للقاءات مع أفراد بالشبكة ومع مصادر معلومات تحدثوا إليها، وكانت آنا ترسل كل ما تحصل عليه ليلة كل أربعاء، والمتلقى فى كل مرة شخص مختلف، وتضم صفحة الفيس بوك الخاصة بالجاسوسة الشابة ذات ال28 عاما مجموعة من الصور الشخصية وصور أبيض وأسود تبدو فيها وهى ترتدى بدلة رسمية سوفيتية. آنا ولدت بأوكرانيا واسمها الحقيقى آنا كوتشينكو عاشت فى بريطانيا أربع سنوات منذ عام 2003، وعملت بمكتب شركة نيت جيت فى لندن من مايو حتى يوليو 2004 كمساعد مدير تنفيذى بقسم المبيعات بالشركة، كما عملت بقسم الاستثمار ببنك باركليز ونافيجتور هيدج فوند. لكن بنك باركليز نفى أن تكون الجاسوسة الروسية قد عملت لديه فى هذه الفترة، بعد أن علم أنها جاسوسة رغم أن بياناتها على الفيس بوك تؤكد ذلك. تزوجت آنا من خبير متخصص فى العلاج النفسى اسمه ألكس فى موسكو عام 2002 بعد خمسة أشهر من لقائهما لأول مرة بملهى ليلى فى لندن، ثم أمضيا شهر العسل لمدة أسبوعين فى القاهرة، وترددت أقاويل أنها التقت مسؤولين بارزين خلال تلك الزيارة دون أى تحديد هويتهم أو جنسيتهم. ألكس فى التحقيقات قال إن زوجته آنا أخبرته أن والدها كان يحتل منصبا كبيرا فى جهاز المخابرات السوفيتى السابق «كى جى بى»، وأنه كان يمثل كل شىء فى حياتها، وأضاف ألكس: «لقد شعرت أن آنا يمكن لها أن تفعل أى شىء لأجله، وحينما علمت أن آنا اعتقلت إثر اتهامها بالتجسس، لم يكن الأمر يمثل لى مفاجأة، ففى أواخر أيام زواجنا أصبحت آنا غامضة جدا وتقوم بتصرفات مريبة، حتى إنها كانت تصر على الذهاب بمفردها للقاء أصدقاء روس، وأعتقد أنها كانت على اتصال مع الحكومة الروسية». تشابمان احتفظت بلقب زوجها على الرغم من طلاقها منه، ولم تعرفه بوالدها إلا خلال قضاء شهر العسل عام 2002 فى القاهرة، يقول ألكس: «لقد سألتها وقتها عن عمل أبيها وقد ردت بأنه هناك لأنه ينوب عن الحكومة الروسية فى مهام خاصة»، وفى الحقيقة كان شخصا مريبا لا يثق فى أحد، حتى إنه أحاطنى بأسئلة غريبة، فقد سألنى لماذا اخترت عروسا روسية وماذا تعمل فى روسيا؟ ولم يكن يقدمنى لأى شخص روسى يزور المنزل الذى أقمنا به معه بعد زواجنا، ودائما ما كان يحاط بقوات أمنية عديدة أكثر من غيره من الدبلوماسيين، وكان يركب سيارة لاند روفر زجاجها أسود وحينما يخرج تتقدمه سيارة وتسير خلفه أخرى. الاستخبارات البريطانية تسعى للتعرف على ما إذا كانت تشابمان قد سربت معلومات بشأن حسابات الأثرياء أو أضرت بأى التزامات أمنية لبريطانيا لأن الزوجين تشابمان انتقلا للعيش فى لندن بعد زواجهما بفترة قصيرة حيث عملت الزوجة ببنك باركليز وشركة نافيجتور لإدارة الأصول. ألكس أشار إلى أن زوجته لم تكن تحب الأمريكيين وكانت تسخر من لهجتهم، لكنها فجأة قررت عام 2007 أن تنهى زواجهما وتذهب إلى الولاياتالمتحدة للبحث عن فرص عمل أفضل. مضيفا : «لقد تعرفت على رجل أمريكى ثرى أخذها إلى الولاياتالمتحدة وحينما عادت لزيارة لندن أخبرتنى أنها تحب أمريكا، ثم انتقلت إلى هناك لتأسيس شركة خدمات إنترنت عام 2009 وقالت إنها عينت 50 شخصا بالشركة. ولكننى لم أستطع أن أفهم كيف ستدفع كل هذه الأجور. فلقد بدا أن شخصا ما ضخ مبلغا ماليا كبيرا بالشركة». الاستخبارات البريطانية أجرت سلسلة تحقيقات مع عملاء ومندوبى جهاز الاستخبارات البريطانى حول آنا والفترة التى قضتها فى بلادهم، وقد تحدث مسؤول بوحدة الاستخبارات «إن آى 5» مع ألكس تشابمان الزوج السابق ل آنا فى منزله ب بورتموث، وكشف ألكس للضابط البريطانى أن والد زوجته «فاسلى كوتشينكو» كان ضابطا كبيرا بالاستخبارات السوفيتية، وحاول المسؤول البريطانى التعرف على ما إذا كانت تشابمان الحاصلة على الجنسية البريطانية وتحمل جواز سفر بريطانيا قد قامت بالتجسس على المملكة المتحدة أو تم تجنيدها أثناء فترة تواجدها هناك. آنا لم تكن الوحيدة التى اعترفت فقد اعترف اثنان آخران من المشتبه بهم بأنهما مواطنان روسيان وأن الوثائق التى يحملانها مزورة. وهما مايكل زولوتى (40 عاما) واسمه الحقيقى ميخائيل كوتسيك، وباتريشيا ميلز (31 عاما) وهى فى الحقيقة المواطنة الروسية ناتاليا بيريفيرزيفا. كما اعترف المتهم هوان لازارو أيضا بأنه يعمل لحساب الاستخبارات الروسية وأن «لازارو» ليس اسمه الحقيقى وهو من مواليد سيبيريا، لكنه رفض الكشف عن شخصيته الحقيقية. وأشارت النيابة العامة الأمريكية إلى أنها عثرت فى منزل لازارو على وثائق مزورة تشير إلى أنه مواطن من بيرو ولد فى الأوروجواى. أما فيكى بيلايز زوجة لازارو فقررت محكمة نيويورك إطلاق سراحها بكفالة مالية، بينما أكد المحققون أنها مواطنة أمريكية ولدت فى بيرو. وذكرت النيابة العامة الأمريكية أن اسمى الزوجين ريتشارد وسينتيا مورفى الموقوفين فى بوسطن مزوران أيضا. أما الزوجان دونالد هاتفيلد وتريس لىآن فولى فأكد محاميهما أن فولى تفضل أن يطلق عليها المحققون «المتهمة رقم 5» دون ذكر اسمها الحقيقى. أما المشتبه به ال11 كريستوفر ميستسوس الذى اختفى بعد إطلاق سراحه فى قبرص بكفالة مالية، فلم يتم الكشف عن مكان وجوده حتى الآن. ويشير محامو المتهمين إلى أن الأدلة التى جمعتها المخابرات الأمريكية خلال الرقابة عليهم خلال 10 سنوات لا تعتبر كافية وليس هناك ما يشير إلى أن «شبكة التجسس الروسية» تمكنت من جمع أية معلومات سرية أو ألحقت الضرر بمصالح الأمن القومى الأمريكى. ويواجه جميع المعتقلين باستثناء تشابمان وسيمينكو تهم غسل الأموال بالإضافة إلى العمالة لحساب دولة أجنبية. وتتهم النيابة العامة الأمريكية تشابمان وسيمينكو بالعمالة لصالح روسيا فقط. وعلى الرغم من حرب الاستخبارات الدائرة بين القوتين العظميين فى العالم فإن موسكو وواشنطن تصران على التهدئة وقد شهدت الأيام القليلة الماضية تدفقا من التصريحات الصادرة عن الجانبين التى تؤكد أن الانفراج الذى شهدته علاقاتهما خاصة فى عهد الرئيس الأمريكى باراك أوباما والروسى ديمترى مدفيديف ليس مهددا وأنه لن يطرد اى دبلوماسى روسى من الولاياتالمتحدة. وفى الواقع لم يوجه القضاء الأمريكى أى تهمة رسمية إلى الجواسيس المشتبه بهم. آنا..جمال وأنوثة طاغية سقطت فى بحر السذاجة آنا وزوجها فى الأهرامات أثناء شهر العسل أمها تبكى أمام وسائل الإعلام