الفرق الغنائية انتشرت مؤخراً بشكل متزايد، بعد أن كان ظهورها فى الأعوام الماضية على استحياء، و بات لها جمهور كبير، ورغم نجاح هذه الفرق إلا أن بعض النقاد والموسيقيين يرونها مجرد تقليد أعمى للفرق الأجنبية ولا تقدم أى جديد للساحة الغنائية فى مصر، وتوقع لهم البعض الآخر الاختفاء وعدم الاستمرار. الموسيقار عمر خيرت الذى كان عازف الدرامز بفرقة "النهار" وعند خلافه مع الفنان محمد نوح انفصل عنها وأخذ معه نصف أعضاء الفرقة، حيث أقام فرقة موسيقية باسم "فرقة عمر خيرت" التى أصبحت أوركسترا سيمفونى كبير حالياً. خيرت يرى أن الفرق الغنائية ظاهرة لفتت أنظار الجماهير مؤخراً بنجاحها، لكن يعيبهم تقليد الفرق الأجنبية دون وجود شكل وأسلوب خاص بهم، كما أن أعضاءها ينفصلون بسرعة لوجود طموح شخصى لدى كل واحد منهم فى الانفراد بنجوميته. كما تفتقر هذه الفرق لأساليب الدعاية المتميزة، وتعانى من قلة الميزانيات الانتاجية الواجب توافرها، وهو ما يميز الفرق الأجنبية التى تجد رعاة وإعلاميين يدعمونهم ويحفظون حقوقهم الانتاجية، ورغم ذلك لايمكننا إغفال بعض الأماكن التى تساهم فى معرفة الجمهور بالفرق الغنائية ومنها "ساقية الصاوى". عمر خيرت ينتقد أيضاً انتشار فرق الراب الغنائية، ويعتبرها تقليداً للغرب ومحاولة لمواكبة العصر الذى نعيشه، ولايشترط خيرت ضرورة أن يكون أعضاء الفريق على دراسة ووعى بما يقدموه قائلاً"من حق الجميع أن يخوض التجربة بشرط أن يكون لديه مقومات النجاح ومنها حب واحترام الفن والابتعاد عن التقليد". الموسيقار حلمى بكر وصف طريقة تكوين الفرق الغنائية المصرية بأنها ارتجالية، فى حين أن الفرق الأجنبية تبدأ كمشروع وتنتهى كمشروع على النقيض من الفرق المصرية العشوائية التى اعتبرها مشروعات مؤقتة قابلة للموت". موضحاً أن تكوين أى فريق غنائى يتطلب وجود فكر لديه يريد التعبير عنه، بالإضافة إلى ميزانيات إنتاجية مرتفعة، وأن جميع الفرق التى ظهرت مؤخراً غير كاملة النمو، ومع أول حفلة يقوم بإحيائها الفريق تسيطر على أذهان أعضائها فكرة الانفصال. ويشيد بكر بفرقة "وسط البلد" وبأسلوبها لكنه عبر عن تخوفه من عدم قدرتها على الاستمرار لأنهم يظهرون على فترات متباعدة. الموسيقار هانى مهنى يقول "أعجبتنى كثيراً فرقة "اربيان نايتس"، وخاصة أداء أحمد الفيشاوى مطرب الفرقة الرئيسى لكنه لايتماشى مع الذوق العام لمجتمعنا الشرقى"، ، ويرى مهنى أيضاً أن الفرق الحالية جميعها اجتهادات فردية، لكنها ليست مؤثرة على الساحة الغنائية، مشيراً إلى أنه يؤيد فكرة تكوين الفرق ولكن لا بد أن يكون مضمونها جيداً. مهنى أضاف أن فريق "واما" يعد من أكثر الفرق الناجحة، خاصة مع وجود الموزع الموسيقى نادر حمدى بها، ولكن ظروف تمويل الفرق المصرية يجبر أعضاءها على الانفصال، ويشجع المطرب على فكرة الانفراد بنجوميته، وتمنى أن يحدث تعاون بينه وبين تلك الفرق، خاصة أن أغانيهم تختلف عن باقى كليبات العرى التى تبثها القنوات الفضائية. الموسيقار هانى شنودة الذى سبق له تأسيس فرقة "المصريين" أحد أهم الفرق الغنائية المصرية، يقول إنه أسسها عام 1977، معتمداً على تنفيذ ألحان وكلمات وأسلوب غنائى جديد، ويوضح أن الحنين أخذه منذ عدة أعوام لإعادة إحياء الفرقة من جديد وكون فريق "الأحلام"، ولكن حلمه لم يتحقق بسبب انشغال عضوا الفريق ياسمين جمال ونور قدرى بالتمثيل. شنودة يؤكد أن فرقة المصريين استطاعت التعبير بأغنيات قصيرة لا تتجاوز مدتها الثلاث دقائق عن العديد من القضايا والمشكلات التى كان يعيشها المجتمع المصرى آنذاك". أما عن عدم استمرار معظم الفرق الغناية أكد شنودة أن استمرارها مرهون بإيمان أعضائها بروح الفريق، ولكن يجب أيضاً إعطاء كل فرد فى الفرقة فرصته ليعبر عن نفسه إلى جانب وجود المصلحة المشتركة بين جميع الأعضاء