فاروق حسنى، وآدم حنين فنانان كبيران، وإن اختلفا فى زاوية الإبداع، فالأول رسام والثانى نحات، لكنهما كالعازفين فى حفل موسيقى حيث يعزفان بأعمالهما سيمفونية متكاملة، فسريالية لوحات "حسنى" تكمل الصورة التجريدية لمنحوتات "حنين" البرونزية، وتخلق حالة من المشاعر الفياضة فى معارضهما، ويستعد الفنانان الآن لافتتاح معرضهما الفنى المشترك "ذكريات الماضى"، والذى من المقرر افتتاحه غداً، بجاليرى "أثر" فى مقره بجدة فى السعودية، حيث يشتركان فى عرض إبداعهما لتقديم حالة من الحنين إلى الماضى، وننشر بعض الأعمال المشاركة فى المعرض قبل افتتاحه. ولوحات الفنان فاروق حسنى المشاركة فى المعرض تحتوى كثيرا من الإبداع وربما تحمل مفاجأة لكثير من متابعى أعماله الفنية، فالفنان فاروق حسنى لم يلتزم فيها بالسريالية المعهودة التى كان يتبعها فى معظم معارضه السابقة، بينما تأتى منحوتات آدم حنين، استمراراً لإبداعه النحتى الذى يمزج الحداثة بالتراث. والمعرض ليس هو الأول بين الفنانين المبدعين، حيث كان المعرض الأول المشترك بينهما عام 2000 بمتحف المتروبوليتان بنيويورك، أما الثانى هو معرض "مسارات مرتبطة.. ذكريات الماضى"، الذى تم افتتاحه مارس الماضى، بجاليرى "ورد" بإمارة دبى، وافتتحه وزير الثقافة الإماراتى الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وضم عشرين عملاً فنياً للفنان فاروق حسنى يجمع ما بين التجريد وأعمال ذات الموضوعات، أما الفنان آدم حنين فيضم أحد عشر منحوتة برونزية له، وذلك المعرض هو الثالث فى هذه المسيرة الفنية المشتركة . أما الفنان فاروق حسنى، فهو وزير الثقافة الأسبق، والذى يُطلق عليه لقب "الوزير الفنان"، ولد عام 1938 بالإسكندرية، حاصل على درجة البكالوريوس فى الفنون قسم الديكور من جامعة الإسكندرية، أشتهر بلوحاته السريالية والتى تم عرضها فى العديد من المعارض والمتاحف العالمية مثل متحف اللوفر بباريس، ومتحف المتروبوليتان بنيويورك، ومتحف طوكيو، و متحف هيوستن للفنون الجميلة، ونال عدداً من الجوائز أهمها؛ جائزة الثقافة والسلام من جامعة سوكا جاكاى اليابانية، وجائزة إقليم لاتسيو للثقافة من أجل السلام لدول حوض البحر المتوسط، و جائزة البحر الأبيض المتوسط فى الفنون. ترشح "حسنى" عام 2009 لمنصب مدير عام منظمة "اليونيسكو" ولكن أمريكا تحدت هذا الأمر، وتم اختيار وزيرة الخارجية البلغارية السابقة إيرينا بوكوفا بدلاً منه. الفنان آدم حنين، هو أحد أهم واشهر النحاتين بمصر والعالم، ولد عام 1929، بعدما أنهى دراسته الحرة بمدرسة الفنون الجميلة بمصر، و مرسم انطونى هيلر فى ميونخ، أقام فى النوبة تسع سنوات ثم سافر إلى باريس ليعمل كفنان محترف، تتسم منحوتاته بصفة التجريد و تجمع بين الحداثة الغربية والتراث الفرعونى، والتى نالت استحسان الكثير من النقاد، وتميزت درجة الاستعانة بأعماله لتوضع فى أبرز وأهم الأماكن المحلية والدولية، مثل؛ تمثال "حامل القدور" الموجود فى حديقة النحت الدولية بمدينة دالاس فى تكساس، و"الطائر" الذى يقف فى حديقة الأكاديمية المصرية للفنون الجميلة بروما، و"المحارب" موجود فى فناء مكتبة القاهرة الكبرى. أقام "حنين" العديد من المعارض المحلية والدولية، من بينها معارضه الفردية فى هورايزن وان هول، وحصل على عدد كبير من الجوائز منها جائزة الدولة التقديرية فى الفنون، والجائزة الكبرى لبينالى القاهرة الدولى. موضوعات متعلقة.. - فاروق حسنى وآدم حنين فى معرض مشترك بجاليرى أثر السعودى الثلاثاء
